لإطلالة فصل الشتاء علامات ومقدمات أكثر من برودة الجو ومواقيت الفلك، حيث أصبحت العلامة البارزة لإطلالة الفصل الذي يحبه الشماليون ويعشقون البر والمكشات فيه، فانتشار المخيمات في منطقة الجوف دليل على قرب الشتاء. فمنذ أن تبدأ ملامح البرد في مساء المنطقة الشمالية، إلا وتسبقها نصب المخيمات وإشعال الحطب وارتداء الفرو، تلك التفاصيل التي يحبها أبناء الجوف ويتلهفون على حلول الشتاء لممارسة هواهم ومعانقة مخيماتهم. وفي هذه الأيام بدأت ملامح إطلالة الشتاء بالمنطقة، حيث نصب عشرات المواطنين مخيماتهم بمواقع مختلفة، فهذا يهوى طراوة النفود، وذاك يعشق جلد البر، ولكنهم يتفقون على سحر المكشات وروعة "الخيمة"، كلهم يؤنسهم "شب" الحطب ورائحة الهيل وشاي الجمر، وما أجملها من ليالي عندما يعتنقون "فروتهم" ويلتفون حول "شبتهم" يتسامرون ويعرفون "علوم البر" ويشتاقون لمواعيد هطول المطر.تبدأ حكاية الليالي الباردة بجمع الحطب وشبة النار، يليها إعداد القهوة والشاي، وبعد "الفنجال وعلوم الرجال" تتوزع المجموعة في مهامها لإعداد وجبة العشاء بعيدا عن المنازل ومنافسة للمطاعم، في نكهة يعتبرونها مختلفة، بهارها البر وملحها البرد ومذاقها الشتاء، ولا يغيب عن هذه المخيمات الطير الحر والشعر والقصة، كلها ذات علاقة مع الخيمة والشتاء لدى أبناء الشمال.