يقع هذا الكتاب في 304 صفحات، والذي صدر مؤخرًا في منتصف عام 2016م عن دار جامعة پرينستون للنشر في الولاياتالمتحدة الأميركية، ويعمل جيسون برينان أستاذاً مساعداً في جامعة جورج تاون، وهو صاحب كتاب "أخلاقيات التصويت" وكتاب مساهم في كتاب "تاريخ مختصر للحرية"، ويكتب أيضًا للمدونة الشهيرة (Bleeding Heart Libertarians). أغلب الناس يؤمنون أنّ الديمقراطية مجرد شكل من أشكال الحكومة، إنهم يؤمنون بأن من حق الجميع أن يحظى بحصة متساوية من القوة السياسية، ويؤمنون أنّ المشاركة السياسية جيدة لنا؛ لأنّها تمنحنا القوة، تساعدنا على الحصول على ما نريده، وتجعلنا أذكى مما نحن عليه، أكثر فضيلة، وأكثر عطفًا على غيرنا من البشر، هذه بعض أعز الأفكار علينا عن الديمقراطية، ولكن "جيسون برينان" يقول بأن جميعها أفكار خاطئة! في هذا الكتاب الحاد، يجادل "برينان" بالقول إنّ الديمقراطية يجب أن تُحاكم من خلال نتائجها، ونتائجها ليست جيدة بما يكفي، كما للمتهمين حق الحصول على محاكمة عادلة، فإن للمواطنين حق الحصول على حكومة مؤهلة، ولكن الديمقراطية تمنح الحكم للجاهل وغير العاقل، وغالبًا ما تنتهي نتائجها بشكل سيء، وأكثر من هذا، لا يمتلك أي شخص الحق المبدئي في أي قوة سياسية، وفي المقابل تثبت الدراسات العلمية أن ممارسة السياسة والحديث فيها يجعل عامة الناس أكثر عنفًا وغضبًا ويبعدهم عن العقلانية. بعد تحديد أطر هذه الصورة يجادل برينان أن نظام الحكم المسمى (إبيستوكْراسي epistocracy) -وضع الحكم في يد من يملكون المعرفة- قد يكون أفضل من نظام الحكم الديمقراطي، ولقد حان الوقت الذي نجرّب فيه هذا النوع من الحكم السياسي لنرى نتائجه بأنفسنا. يحاول الكتاب تأسيس قاعدة لنقد النظام الديمقراطي للحكم، ويدافع عن دور أصحاب المعرفة في الحكمة، ويمثل هذا الكتاب اختيارًا مهمًا للباحثين والطلاب والمهتمين بالسياسة بشكل عام.