رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA"، بالطبع هو منصب على غاية الأهمية في أكبر دولة بالعالم، وهو المنصب الذي يشغله حاليًّا جون برينان الذي يعتبره الكثيرون كاتم أسرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما. فقد اهتم موقع "CNN" الأمريكية ببرينان، الذي سبق أن عمل مستشارًا رئيسيًّا للرئيس باراك أوباما في شؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، حتى قام رشحه أوباما لتولي رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية في 7 يناير عام 2013. ويأتي تسليط الضوء على جون برينان عقب تقارير كشفت عن ارتكاب إدارة برينان أخطاء خلال التحقيق مع متهمين بالإرهاب، كما أنه اعترف بها وباستخدام التعذيب وسيلةً للاستجواب، وإن كان قد شدد على حقيقة أن هذا الأمر منع وقوع اعتداءات أخرى بعد 11 سبتمبر 2001، وأن التحقيقات الداخلية التي أجرتها الوكالة كشفت أن الاستجوابات المتشددة مع مشتبه بتورطهم في الإرهاب سمحت بالحصول على معلومات أتاحت منع وقوع اعتداءات، وباعتقال إرهابيين وإنقاذ أرواح بشرية. لكن تقرير مجلس الشيوخ الذي صدر الثلاثاء (9 ديسمبر 2014)، يتعارض مع ما قاله مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية؛ لأنه يؤكد أن التعذيب لم يُتِحْ سوى الحصول على كمية قليلة من المعلومات المفيدة. ومنذ عامين تقريبًا، يسعى برينان جاهدًا إلى إقناع مجلس الشيوخ أنه لا يؤمن بالتعذيب وسيلةً للحصول على معلومات، وأنه لا عودة إلى استراتيجيات عصر الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش. وكشف التقرير عن أن برينان (59 عامًا) عمل مديرًا لمكتب الاستخبارات الأمريكية في سفارة واشنطن بالرياض، كما أنه يتحدث اللغة العربية التي تعلمها في الجامعة الأمريكية في القاهرة، علاوةً على دراسته سياسات الشرق الأوسط. وعن السعودية في السيرة الذاتية لرئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، فقد عمل بمنصب مسؤول سياسي في السفارة الأمريكية في السعودية عام 1982، واستمر به لمدة عامين، ليتسلم بعدها الإشراف على طاقم الوكالة حتى عام 2001، ليصبح المدير التنفيذي للوكالة عام 2003. وفي فبراير 2013 -أي بعد شهر من تولي برينان منصبه الجديد- أشارت تقارير إلى أنه اعتنق الإسلام أثناء عمله في سفارة الولاياتالمتحدة بالرياض. وتحدث برينان من قبل عن زيارته إلى مكة والمدينة أثناء موسم الحج، إضافةً إلى أنه استخدم اسم القدس بالعربية حين تحدث عنها كمدينته المفضلة، وعاد بالذاكرة إلى مقابلة قناة "العربية" مع أوباما في بداية ولايته الأولى، ليؤكد معرفته الواسعة بالإسلام والمسلمين وأحوالهم ومشكلاتهم مع العالم ومع أنفسهم. ولذا يرى آخرون أنه ربما كان اعتناقه الإسلام مؤقتًا فقط، للاطلاع عن قرب على الدين الحنيف وممارسات شعائره عمليًّا، أو ربما هي "نوستالجيا" الحنين إلى الماضي ليلقي الكلمة في طلاب جامعة نيويورك، فتحدث عن شبابه حين كان طالبًا يدرس العربية في مصر. وبشكل أو آخر، يظل رئيس ال"سي آي إيه" شخصية مثيرة للجدل، لكن من المؤكد أن الأيام المقبلة ستكشف المزيد من شخصيته.