نشر موقع بروجيكت سنديكيت مقالا للكاتب ياسشا موانك، عن أسباب تزايد النزعة الشعبوية في خطابات عدد من زعماء وسياسيي العالم، لا سيما في أوروبا، والولاياتالمتحدة، وما إذا كان الموقف الذي أظهره الشعب التركي بالنزول للشوارع والمخاطرة بحياتهم لأجل حماية النظام الديمقراطي درسا لهؤلاء الزعماء للتمسك بالديمقرطية. ويقول موانك إنه بعد تمكن قوات الأمن التركية من إفشال المحاولة الانقلابية التي لم تدم طويلا ضد الرئيس رجب طيب إردوغان، بسبب تدفق الأتراك في الشوارع بعشرات الآلاف لمعارضة المنقلبين على الديمقراطية، وهؤلاء خاطروا عن طيب خاطر بأرواحهم، من أجل الديمقراطية، وهو ما يعكس شجاعتهم، وهو ما يؤيد الأصوات التي طالبت إردوغان بتعزيز المفاهيم الديمقراطية، وعدم الانجرار نحو مستنقع الفوضى والانتقام والحكم المستبد. استحضار المعاني أضاف "يبدو أن حملة دونالد ترامب للرئاسة الأميركية أيضا ينبغي لها الاستفادة من هذا المفهوم للديمقراطية. فإن دعوة ترامب لاستبعاد جميع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، ومحاولته تخويف قاض اتحادي، تعد احتقارا للقانون، كأدنى حد يؤمن به غالبية الأميركيين ويبتغون تنفيذه حقا. ويبدو أن كثيرا من الناخبين الأميركيين يتفقون مع ترامب بإثارته السؤال الذي قد يبدو غريبا تماما قبل عام، حيث قال "هل النظام السياسي لأكبر قوة في العالم، وأقدم ديمقراطية في طريقه للانحدار نحو مسار شعبوي غير مستقر"؟ فبالنسبة لمعظم الكتاب والمحللين السياسيين فإن هذا سؤال واسع. وسيكون من السهل التفكير في ترامب، وأسباب صعوده بشكل فريد، لكن حينما يأتي المجال لتفاصيل أفكاره، فإنهم سيستقون أفكارهم من الثقافة السياسية للولايات المتحدة، كما أنهم سيسلطون الضوء على أوجه الشبه بين خطابه وتلك القيم التي يتبناها الزعماء الأقوياء شعبيا، مثل إردوغان في تركيا، وزعماء آخرين في أماكن أخرى". إعلاء النزعة القومية يختم موانك بالقول "على حد تعبير للفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي، فإن جيلا جديدا من السياسيين في جميع أنحاء الغرب يبدو أنهم يسعون الآن إلى تشكيل (أممية جديدة، ليست من الشيوعية، بل من العامية المبتذلة)". كما بدت تصريحات زعماء، مثل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، ومؤسس حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا، جون ماري لوبان، مثيرة للسخرية، لكي يتمكنوا من الوصول إلى السلطة، فإنهم تحللوا من ثقافة بلدانهم السياسية، وقوضوا نزاهة مؤسساتهم العامة. ونظرا لهذا، سيكون من الخطأ أن نقلل من تحدي سياسة التبجح التي يشكلها الوضع الراهن. ويقول الفيلسوف هنري ليفي: "يميل الشخص إلى التساؤل عما إذا كانت "الترامبية" حلقة جديدة في السياسة العالمية، لا سيما مع تصاعد اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية".