منذ فترة لفتني عدد المشاهدين ليوتيوب تافه حيث تجاوز العدد 5 ملايين.. حاولت أن أستوعب من هؤلاء المشاهدون؟ ومن هؤلاء المعجبون بمثل هذه المقاطع الرديئة والتافهة والتي لا تضيف لمشاهدها شيئا؟ بعدها قرأت خبر القبض على أبو سن وبحيادية المشاعر وبعد محاولة فهم ما كان يتواصل به مع كريستينا تمنيت أن يُكتفى بتحذيره وكتابة تعهد عليه ومن ثم يعود إلى منزله، وعندما أفرج عنه صرح بأنه لن يعود إلى ما كان يقوم به ولن يبث مرة أخرى وتوبة مما حصل.. وهذا يعكس أن الشاب الصغير كان يحتاج إلى التوجيه فقط! في حلقة برنامج الثامنة مع داوود الشريان التي استضاف فيها الشاب الصغير البسيط العاقل والذي اختلف تماماً عن مقاطعه وكان حديثه حديث شاب صغير محدود الثقافة والمعرفة فاجأته شهرة مدوية وهو القابع خلف أربعة جدران لا يعرف ما يجري خارجها من أمور سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية، حاصرته شهرة ومتابعين وكتابات عنه من خلال بث تواصله مع كريستينا الأميركية والتي اعتبرها البعض نوعا من الفكاهة والآخر تعديا على القيم والأخلاق، وفي كل الحالات هي مشاهد تافهة ولا تحمل أي قيمة وتعكس ضحالة، وفراغا لم يستطع الشباب أن يملؤوه بما يفيد سوى تبديد هذا الوقت على مشاهد خالية من الفكرة وفارغة من المعرفة وتصدر الصورة المعتمة لواقع مرحلة تبدو كالفضاء لا تهتم بالحقائق أو الفكر أو الثقافة أو القيم التي ينبغي أن نروج لها وتركز على تكريس الغوغائية وملء النفوس بكل ما هو تافه ومنسي! لست في موقع الدفاع عنه؛ وأنا مع التشديد على من يبثون مشاهد مسيئة ومع القبض عليهم وتوجيههم، وبالذات ذلك الشخص التافه الذي يقول لازم أصبح مشهوراً من خلال التعري.. والسؤال ما القيمة المضافة التي سوف يحصل عليها المتفرج من ذلك؟ وشهرته التي سوف ينالها هل ترضيه أخلاقياً ودينياً وأسرياً؟ المشكلة ليست في هؤلاء التافهين والفارغين والمروجين للضحالة؛ ولكن في من يتابعهم أولاً ومن يروج لهم ويخلقهم نجوماً في يوم وليلة، فهذا الشاب أبو سن في ثلاثة أشهر أصبح نجماً عند أصحاب المخيلات الساذجة، ورغم نجوميته لم يوجهه أحد وهو الذي أصبح مؤثراً بأن يكرس هذه النجومية من أجل نشر قيمة واحدة فقط تنعكس إيجابياً على الشباب والمراهقين المتابعين له، والذين يتأثرون به، هو وغيره..! وقد تابعت بعض البرامج مع تافهين كثر في محطات تليفزيونية شهيرة يتابعهم ملايين وتفرد لهم المحطات مساحة ليظهروا ويتحدثوا، وحاولت فهم ما لديهم ولم أجد سوى الفراغ والتفاهة المصدّرة للآخرين.. والسؤال لماذا يستضافون في محطة تليفزيونية؟ وماذا يعني أن يفتتح تافه أو تافهة محلا أو معرضا تجاريا بمقابل مئات الألوف فقط كونه متابعا في السناب من ملايين.. ومن هو هذا الشخص وما قيمته؟ نحن أمام ظاهرة تحتاج للفهم وأيضاً للضبط، ولكن بمعايير لا تضع شابا تافها في التوقيف مع مجرمين..!!