مازالت إيران في منأى عن المحاسبة الدولية.. وكلما اقتربت من حبل المشنقة والحصار، أتاها من يفرج عنها لتستمر في الغي.. هذه اللعبة لن تطول.. فالعالم الحر ؛ بلغ الضجر عنده مبلغه.. العالم كله لا يريد الفوضى والدمار، كما تحب دولة مثل إيران، وبعض دول تقف وراءها. لتحويل الكون إلى كرة من النار، وحقد مرير بين البشر. الدول والمجتمعات تريد السلام والأمن، وتبادل المنافع في أمن وأمان وحياة كريمة بين الشعوب. صفحات التاريخ مليئة بالحروب، ولكنها ليست كالعمليات الارهابية الجارية الآن في العالم. لا أحد يفهم سبباً لهذه العمليات غير تنفيذ مجرم معتوه لجريمة في مجتمع لا يريد بقاء أحد فيه؟ ويتناغم مع المجرم، مجرمون صغار، بعد أن حرك كبير المجرمين « نظام طهران « في نفوس صغيرة حاقدة؛ مكامن كره مدفون. الجانب المضيء في هذا العبث اليوم، أن العالم العربي والاسلامي، والعالم المحب للسلام تتكشف أمامه مواطن ضعف يستغلها الشيطان، ويجب علاج تلك البقع أو الثقوب. في هذا التقرير تعمقنا أكثر في العلاقة بين النظام في طهران والقاعدة، وخليفتها « داعش «. تخريج الإرهاب من أقبية محمد حطاب الأحوازي عضو المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز وأسير سابق في سجون المخابرات الإيرانية.. تلك التجربة المريرة في سجون النظام الإيراني كشفت له جوانب من علاقة النظام في طهران بالإرهاب، وتحديدا بتنظيم القاعدة.. يقول: في تاريخ 5 أبريل من عام 2011 عندما كنت أنوي الخروج إلى تركيا عبر معبر مدينة سرو بين إيرانوتركيا اعتقلتني المخابرات الإيرانية. وفي حينها نقلت إلى مقر المخابرات في مركز محافظة آذربيجان الغربية، مدينة أرومية وبقيت لمدة يومين قبل نقلي إلى الأحواز لاحقا.. اليوم الأول كنت وحدي في زنزانة وفي اليوم الثاني نقلت إلى زنزانة كان فيه معتقل آذري ومغني كردي وشاب كردي آخر.. وبعد تعرفنا على بعض اعترف الشاب الكردي الذي يبلغ من العمر 32 عاما بأنه زعيم خلية للقاعدة واسمه هجار (اسم كردي يعني الفقير) ويكنى بأبي يحيى الكردي ومن مدينة سردشت الحدودية. روى أبو يحيي الكردي كيف تلقى تدريبات عسكرية في معسكرات القاعدة في باكستان وافغانستان ولكن لم يوضح كيف ذهب إلى هناك. «الباسيج» يسرب الإرهابيين إلى العديد من الدول بعد تدريبهم في معسكرات خاصة ثم تحدث عن أفراد مجموعته المعتقلين وهم 15 عنصرا. سألته كيف يتعامل معكم المحقيون في المخابرات؟ أجاب تحقيق فقط دون أن نتعرض لأي تعذيب أو ضرب. قلت له هناك حديث عن تعاون القاعدة مع المخابرات الإيرانية فأجاب لا أملك المعلومة الكافية حتى أجيبك ولكن لا يوجد عداء فيما بيننا. واضاف سيتم نقلي بعد فترة إلى طهران لألتحق بأعضاء آخرين من القاعدة يقبعون في قسم 209 في سجن أفين وهو قسم خاص للمخابرات. عندها سألته وماذا بعد هل سيتم محاكمتكم ؟ فأجاب وهو يضحك ولماذا يحاكموننا ! وتابع حديثه وقال سيتم بعد فترة إطلاق سراحنا ولكن بشرط أن نذهب إلى خارج إيران ويخيروننا عادة بأربعة دول في الفترة الأخيرة وهي اندونيسياوباكستان وافغانستان وتركيا ولكن في السابق كان العراق من ضمن قائمة الدول التي يسمح لنا بالذهاب اليها. وتحدث أبو يحيي كيف توفر المخابرات لهم الجوازات والأموال وتنقلهم جوا إلى الدول المشار إليها شرط أن لا يعودوا مرة أخرى إلى إيران. سألته لماذا لم يسمحوا لكم بالذهاب إلى العراق فأجابني بعد رحيل الأمريكان، الإيرانيون قالوا لنا أصبح العراق لنا، وأصدقاؤنا من يحكمون العراق. حينها لم تمر إلا أيام قليلة على اندلاع الثورة السورية فتذكرت لماذا تم اختيار تركيا بدل العراق من الواضح يتم إرسال مقاتلي القاعدة إلى تركيا حتى يستطيعوا في وقت لاحق من دخول الأراضي السورية. علاقة وثيقة ومتشابكة بين نظام الملالي وأذرعته الإرهايية مثل القاعدة وحزب الله من كوّن هوية القاعدة؟ طه الياسين نائب المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان، أيضاً تحدث عن علاقة إيران بالقاعدة.. قال: إيران وراء القاعدة وأخواتها، لا يخفى على كل متابع للوضع في منطقة الشرق الأوسط أن العلاقة بين إيران وتنظيم القاعدة علاقة وثيقة وقوية،ومرت بمراحل، منها مرحلة ما قبل 11 سبتمبر، وبدأت منذ 1992 وكان المنسق حينها عماد مغنية والذي اجتمع بابن لادن،وذلك في بدايات تكوين هويّة وخارطة تنظيم القاعدة وعلاقاتها مع التنظيمات الأخرى. كان ذلك الاجتماع الذي جمع بينهم كان يمهد لاجتماع ثان بين بن لادن وعماد مغنية وممثل إيران محمد باقر ذوالقدر رئيس هيئة أركان الحرس الثوري آنذاك، وفي اللقاء تم الاتفاق على أسلوب وطريقة العلاقة بين القاعدة وإيران وحزب الله، كما نصّ الاتفاق على تدريب أعضاء القاعدة لدى حزب الله وبالفعل انتقلت مجموعات من القاعدة إلى البقاع للتدرّب ومنهم من عاد إلى أفغانستان ومنهم من أنشأ جماعة أو انخرط في فصائل لبنانية وغيرها. اتسمت هذه المرحلة بعلاقة تبادل مصالح تضمن لتنظيم القاعدة استخدام الأراضي الإيرانية والأراضي التابعة للجماعات التي تنطوي تحت الإشراف الإيراني لتمرير الدعم المادي وعبور الأفراد بمقابل مادي تدفعه القاعدة. معسكرات الإرهاب في إيران في أواخر 1997 عقد اجتماع مشابه في أفغانستان بحضور ابن لادن. فكانت لدى ابن لادن وإيران وحزب الله فكرة توحيد المنظمات والفصائل والجماعات المقاتلة تحت لواء واحد مُشترك وأسسوا لذلك في مؤتمر إيران وتم الاتفاق عليه في أفغانستان وبالفعل تم تنفيذ عمليات مشتركة وإنشاء غرفة عمليات خاصة لتنفيذ اعتداءات 11 سبتمبر، وذُكر هذا في وثائق سربتها الاستخبارات الأمريكية للإعلام، للضغط على إيران في ملف المفاوضات النووية. وبعد 11سبتمبر أخذت إيران بعملية احتواء وحماية وتوظيف تنظيم القاعدة ورموزها وتوفير معسكرات وانطلاق بعض العمليات التي تستهدف دولاً من الأراضي الإيرانية، بالإضافة إلى إدماج أعضاء القاعدة في معسكرات تدريب، مثل معسكر رشت القريب من ميناء أنزلي بحر قزوين، كما يوجد مركز للقاعدة بين طهران وقُم قرب مقبرة بهشت زهراء وفيها قبر خميني، ومقر آخر في محافظة خراسان في منطقة تربت حيدريه، وأيضا استقبل معسكر مفتّح أعضاء القاعدة وجنّدهم وهو يقع في محافظة كرمنشاه، ومعسكر كرج في مدينة كرج الإيرانية. وبعد سقوط بغداد والدعم الإيراني الذي صرح به آنذاك محمد ابطحي نائب الرئيس الإيراني خاتمي؛ بدأت إيران بالتخلّص من قيادات القاعدة عبر تهريبهم إلى الدول المجاورة وغيرها حاملين أجندة في بعض تفاصيلها مصالح لإيران، وأيضاً كسب ولاء الجماعات الإرهابية والخروج من التبعات القانونية الدولية وعدم التورط بتهم حضانة الإرهابين، نستطيع القول ان إيران تعتقد أنها ضربت عدة عصافير بحجر واحد. وقبل فترة ليست بطويلة كانت المناوشات الكلامية بين تنظيم القاعدة وداعش، وجاء الاعتراف على لسان المتحدث باسم تنظيم داعش أبو محمد العدناني بالابتعاد تماما عن استهداف إيران امتثالا لأوامر القاعدة، وقال إن تنظيم داعش خرج من رحم القاعدة، للتموية ولأهداف لا تخفى اليوم على أحد. وظل تنظيم «داعش، أو القاعدة» الجديد، يلتزم نصائح وتوجيهات قادة القاعدة، ولذلك لم تضرب داعش إيران منذ نشأتها وتركتها آمنة. في النهاية نستنتج أن إيران وفّرت ملاذاً آمناً لعناصر الإرهاب من أجل إغراق المنطقة العربية في الفوضى.. ولكن كل جريمة ولها نهاية، والأيام المقبلة سينال المجرم جزاءه ويرتد مكره الى نحره. محمد حطاب الأحوازي الجريمة وقائد الإرهاب طه الياسين