سبعة وثلاثون عاماً من الدعم المتواصل للإرهاب قدمته إيران رعاية واحتضاناً وتمويلاً، فمنذ قيام ثورة العام 1979م لم يتوقف النظام الإيراني عن إثارة الفتن والقلاقل في المنطقة ومحاولة فرض هيمنة كاذبة لتمرير مخططاته الحالمة بإعادة أمجاد إمبراطورية عفا عليها الزمن؛ هوت بصعود الحضارة الإسلامية التي أنهت وجودها، ولم تقم لها قائمة منذ يوم إذ. البداية كانت من مبدأ "تصدير الثورة"، وهي فكرة مطاطة ينضوي تحتها فكر ظلامي متشعب ذو أهداف أقل ما يقال عنها أنها شريرة، ولا تريد الخير لأحد سوى الانتقام من جيرة عربية إسلامية، هي امتداد للحضارة الإسلامية التي أسقطت إمبراطوريتهم، وما أدل على ذلك إلا المحاولات المتكررة من النظام الإيراني للتدخل في شؤون الدول الخليجية خاصة، والعربية بصفة عامة، فنجحت حيناً وفشلت أحياناً أخرى لأنها وجدت من مواطني تلك الدول من يساعدها على تنفيذ مخططاتها لتوافق الأهواء والأهداف السياسية والطائفية التي تلعب إيران على وترها وتأجيجها. رعاية إيران للإرهاب ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لتاريخ طويل من العنف المنتهي بالدماء ليس خارج إيران، وإنما في داخلها أيضاً، حيث يعيش الشعب الإيراني متعدد الأعراق تحت نظام يحكمه بالحديد والنار والقمع والاستبداد في ظل ستة عشر جهازاً للأمن والاستخبارات، تكيل الويل للشعب الإيراني، خاصة العرقيات غير الفارسية، وهذا أمر معروف وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار. النظام الإيراني تاريخه ملطخ بدماء الأبرياء الذين تسبب في مقتلهم دون أي شعور بالذنب من أجل تنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه في منطقتنا العربية، والشواهد حاضرة في سورية واليمن والعراق ولبنان، بل إنه لم يتوانى عن تنفيذ مخططاته في أقدس بقاع الأرض مكةالمكرمة العام 1407ه عندما حاول أتباعه إثارة اضطراب وئد في مهده، تعاملنا معه بكل حزم كما يجب أن يعامل نظام دموي أراد أن يفسد على جموع الحجاج نسكهم من أجل إثارة فتنة بينهم دون جدوى. لم تقف علاقة إيران عند هذا الحد، وذهبت إلى أبعد من ذلك عندما عقدت حلفاً استراتيجياً مع تنظيم القاعدة وأوت عدداً لا يستهان به من قادة التنظيم المتطرف ودعمتهم، في مقابل تنفيذ عمليات إرهابية لصالحها، هذا عدا عن العلاقة غير المعلنة مع تنظيم داعش الإرهابي، الذي رغم كل الإرهاب الذي يمارسه إلا أنه لم ينفذ أي عملية داخل إيران، مع الاختلاف الجذري في الأسس العقدية ومع قربه الجغرافي منها في العراق تحديداً. النظام الإيراني يرى أنه لن يدوم إلا برعاية الإرهاب ودعمه بشتى الوسائل، كونه لو تخلى عنه سيجد نفسه في مواجهة الشعب الإيراني الذي يعيش في ظروف قاسية، نتيجة سياسات متعجرفة ستقوده إلى الهلاك الحتمي.