استخدمت روسيا أمس حق النقض ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو الى وقف عمليات القصف في حلب، ما حال دون تبنيه في مجلس الأمن الدولي فيما تتواصل المعارك الطاحنة في المدينة بين الجيش السوري والفصائل المعارضة. في المقابل، عرضت روسيا الداعم الرئيسي للنظام السوري مشروع قرار آخر امام المجلس يدعو الى وقف الاعمال القتالية. غير أن مشروعها اصطدم برفض تسعة أعضاء من اصل 15، ويطالب القرار بعودة فورية لوقف الأعمال القتالية في سورية في ظل اتفاق أميركي روسي سابق. كما يدعو النص الروسي أيضا إلى فصل جماعات المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة المصنفة على أنها إرهابية من جانب الأممالمتحدة ويطالب بألا يدعم أي طرف في الصراع السوري أي جماعة إرهابية بما في ذلك متطرفو تنظيم داعش. وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة طارئة حول سورية بعد التحذيرات التي وجهها مبعوث الأممالمتحدة ستافان دي ميستورا من أن الأحياء الشرقية لحلب ستدمر بالكامل بحلول نهاية العام إذا ما استمر الوضع على الوتيرة نفسها. وبين اعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، وحدهما روسيا وفنزويلا اعترضتا على المشروع الفرنسي فيما امتنعت الصين وانغولا عن التصويت. وحظي المشروع الفرنسي بتأييد الاعضاء الاحد عشر الآخرين في المجلس وبينهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وفي مستهل الجلسة حض وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت مجلس الأمن على التحرك فورا لإنقاذ مدينة حلب السورية من الدمار جراء حملة الضربات الجوية السورية والروسية. وقال آيرولت قبل التصويت "امام الرعب، على مجلس الأمن ان يتخذ قرار بسيطا: المطالبة بتحرك فوري لانقاذ حلب والمطالبة بوقف ضربات النظام وحلفائه والمطالبة بوصول المساعدة الانسانية بدون عراقيل. هذا هو الوضع في حلب". ويدعو مشروع القرار الفرنسي الى وقف اطلاق النار في حلب وفرض حظر للطيران في اجوائها. اما مشروع القرار الروسي فيدعو "إلى التنفيذ الفوري لوقف الأعمال القتالية، وخصوصاً في حلب" كما يدعو جميع الأطراف الى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن طلب عدم كشف هويته إن القرار الروسي "في شكله يحتوي على العديد من التعابير البناءة المستمدة من قرارات سابقة ومن النص الفرنسي، لكن النقطة الأساسية هي أنه لا يدعو إلى وقف القصف الجوي". وأضاف أن "الغالبية العظمى" من أعضاء المجلس يريدون "وقفاً فورياً لعمليات القصف المتواصلة للمدنيين في حلب". تواصلت المعارك أمس بين الجيش السوري والفصائل المعارضة في وسط مدينة حلب. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حذر أمس من أن أي دولة تستخدم حق النقض ضد مشروع القرار الفرنسي المطروح امام مجلس الأمن الدولي والذي يدعو الى وقف حملة الضربات في حلب "ستخسر مصداقيتها امام العالم" في اشارة ضمنية الى روسيا. وقال هولاند: "ان دولة تستخدم الفيتو ضد مشروع القرار هذا ستخسر مصداقيتها امام العالم، وستكون مسؤولة عن استمرار الفظاعات". ولمحت موسكو الجمعة الى انها قد تلجأ الى حق النقض ضد مشروع القرار الفرنسي وقدمت مشروع قرار اعدته بنفسها. ومنذ هجوم بدأه قبل اكثر من اسبوعين في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب، يتقدم الجيش السوري بوتيرة بطيئة امام المقاتلين المعارضين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن "تدور المعارك السبت على ثلاث محاور اساسية هي حي بستان الباشا في وسط المدينة والذي كانت قوات النظام تقدمت فيه، وحي الشيخ سعيد في جنوبها، ومنطقة العويجة في ضواحيها الشمالية". وأفاد عبدالرحمن عن "تقدم جديد لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المحور الشمالي بسيطرتهم السبت على ضاحية العويجة التي فيها منازل مدنيين ومعامل"، مشيرا الى ان ذلك "يتيح لها التقدم اكثر في شمال المدينة". وأكد التلفزيون الرسمي السوري سيطرة الجيش على منطقة العويجة. وترافقت المعارك مع قصف جوي على مناطق الاشتباك، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية والمرصد السوري. وتنفذ قوات النظام السوري هجوماً على الأحياء الشرقية في حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ 22 سبتمبر. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فان 290 شخصاً غالبيتهم من المدنيين وبينهم 57 طفلاً قتلوا في غارات النظام وحليفه الروسي منذ بدء الهجوم على الأحياء الشرقية في 22 سبتمبر. مندوب روسيا في مجلس الأمن يصوت بالفيتو (رويترز)