ريم أسعد المرأة السعودية كانت وستظل دائماً هي تلك التي تجاوزت بإصرارها وإرادتها كافة العقبات التي حاول المجتمع من قديم أن يضعها أمامها.. امرأة كان لحضورها المحلي وقع القوة، ولحضورها العالمي وقع المفاجأة.. استطاعت أن تستفيد من كل نافذة شرعت لها، ومن كل باب فتحه أمامها ولاة الأمر واحداً بعد واحد.. قالت بكل الطرق وبكافة الوسائل هذه أنا؛ المرأة التي أعطيت خمسة فأنتجت عشرة، أثبت جدارتي في كل موقع وأقدم دليل وطنيتي في كل محفل.. ابنة هذا البلد المعطاء ابنة المملكة العربية السعودية التي اعتزت ببلادها فاعتزت بها البلاد وكرمها العباد وتلقى أنباء صعودها القاصي والداني بتقدير وإعجاب كبيرين.. السفيرة الحقيقية والمتحدثة الرسمية والبرهان المعجز على أن أقل من مئة عام في بلاد تتمتع بالحصافة والثقة والإرادة يمكن أن تغير الظروف وتقلب الموازين وتحول المرأة التي كانت كائناً مستضعفاً مغيباً إلى كيان ذي حضور وقوة يتحلى بالعلم ويترقى في العمل مع احتفاظه بعراقة الجذور وصلابة النشأة. المرأة أصبحت مؤثرة وفاعلة في المجتمع دون حاجتها لتكون وزيرة السيرة الذاتية محللة استثمارية وكاتبة اقتصادية سعودية. خبرة أكثر من 13 سنة في قطاع الاستثمار، وعملت في البنوك السعودية منذ 2001، وكاتبة رأي في جريدة الاقتصادية، ولها مقالات اقتصادية باللغة الإنجليزية في جريدة News Arab، بالإضافة إلى مقال شهري بمجلة Jeddah Destination حول المالية الشخصية. لها العديد من الإسهامات العالمية وظهور مميز في العالم الاقتصادي المحلي (العربية، CNBC الاقتصادية)، والعالمي (CNN, BBC, LA Times, NYTimes)، حيث تعلق على القضايا الاقتصادية بالمملكة، إلى جانب المؤتمرات الدولية والتي تحدثت فيها عن النهضة الاقتصادية المجتمعية السعودية. في عام 2012 حصلت على لقب أكثر شخصية عربية تأثيراً من مجلة Business Arabian بفضل جهودها في مجال تجارة التجزئة النسائية وتوسيع انخراط المرأة السعودية في القطاع الخاص. منذ عام 2006 شاركت كمتحدثة في المجال الاقتصادي بجامعة SOAS، وتحدثت عن نهوض المرأة الاقتصادي في جامعة واريك بلندن وجامعة هارفارد وكلية بوسطن، وفي مؤسسات عالمية مثل شركة Estee Lauder ومؤخراً في برلين 2016 وشركة GE بنيويورك. ودعيت لتمثيل المملكة في منتدى الأعمال العربي - الألماني Arab German Business Forum. بين عامي 2008-2011 عملت كمحاضرة في تخصص المالية بجامعة دار الحكمة في جدة. في عام 2016 شاركت في ورش برنامج التحول الوطني، حيث أسهمت في ورش عمل القطاع غير النفطي وتطوير المدن والأحياء، بالإضافة إلى المشاركة في ملتقيات هيئة السوق المالية وغرفة تجارة جدة، حيث كانت نائبة رئيس لجنة الأوراق المالية لدورتين متتاليتين. ناشطة في مجال التوعية المالية والاقتصادية للفرد، وأطلقت برنامج "نصيحة ريم" الذي يعنى بتنمية الوعي بالمالية الشخصية، وتقوم فكرته على أن التمكين الاقتصادي للفرد يبدأ من وعيه المالي الشخصي. حاصلة على ماجستير إدارة الأعمال تخصص مالية من جامعة University Northeastern في بوسطن 2001، وتتحدث الإنجليزية بطلاقة وتجيد الفرنسية وبعضا من الإسبانية. متزوجة وأم لثلاث بنات. الجامعات مطالبة برعاية الابتكارات واستثمار أبحاث الدكتوراه أحبت المحللة الاستثمارية والكاتبة الاقتصادية ريم أسعد أن تعيش حياة تشبهها، وأن تبحث دوماً عن جديد ما يشبع بداخلها رغبة التعلم التي درجت عليها منذ كانت طفلة لأم وأب دفعاها دوماً للنجاح والتميز، فأصرت أن تكون تلك المرأة الطموحة التي تعيش لتنتج وتبتكر طرقها الخاصة في النجاح من خلال إيمانها الكبير بقدرات المرأة وبإمكانية أن تتحول إلى طاقة بشرية هائلة تصنع التغير المختلف في مجتمعها. تأتي ريم أسعد من خلال "سعوديات مبدعات" لتتحدث عن المصارف البنكية التي عملت كثيراً بها، ولتتحدث عن أهم النقاط التي يمكن أن تطور منها، ثم تتذكر بأن المرأة تحتاج إلى دعم ينقلها إلى سلم القرار في وقت لم تعد بحاجة فيه لأن تحصل على حقيبة رسمية حتى تفعل ما يمكن أن تفكر به فيمكنها اليوم أن تتميز من خلال المعطيات المتاحة لها، ثم تجد بأنها امرأة المنطق مع قلب يعود إليها كلما كانت بين أفراد أسرتها وبين من تحب. المشروعات اللاربحية تترنح تحت وطأة البيروقراطية المحبة والقيم ليس هناك في حياة الإنسان أكثر تأثيراً من تأثير الوالدين عليه، فأيديهما لا تشبه تلك الأيدي التي تمتد إلينا في مراحل حياتنا، أيديهم تمتد لتبني بداخلنا تلك الجسور التي تربطنا بالآخرين وبالعالم بأكمله. * كيف كان شكل ذلك الحنين الذي حملته يدي أمك وأبيك في الطفولة؟، وما الذي أسساه بداخلك لتدخلي عالم الاقتصاد والاستثمار؟ * علاقتي بوالدي علاقة حب وارتباط قوي في جميع مراحل حياتي. أمي كانت تعطيني حناناً ورقابة لم أستسيغها دائماً لكنها أسست في نفسي قيما متينة من العطاء والمثابرة والطموح. والدتي عملت بعدة قطاعات منذ شبابها بداية التدريب الصيفي بأرامكو مروراً بقطاع التعليم والبنوك. أبي طبيب وجراح عظام ومنه أخذت حب العلوم الطبيعية، في طفولتي أعطاني حناناً ودلالاً ولا زلت استمتع بهما تجاهي وتجاه أبنائي. أيضاً أعطاني أبي عدة فرص لتطوير مستقبلي الدراسي والمهني فوالدي خلف ما بدأت به في محطات حياتي المتعددة فأدين لهما بكل ما أملك وبلا أي تحفظ. صعوبة الاقتراض تقف عائقاً أمام نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة حياة منظمة *تنقلت في بيئات عمل مختلفة ابتداءً من عملك كمحللة اقتصادية في البنك الأهلي ثم وصولاً إلى التدريس في كلية دار الحكمة وانتهاء بالشركة الفرنسية كابيتال بجدة، ما الذي منحك إياه ذلك التعدد في بيئات العمل؟ وأين وجدت "ريم" أكثر في تلك الاماكن؟ * ممارسة الحياة الوظيفية من الصباح حتى العصر لمدة أكثر من 10 سنوات يتطلب مثابرة وضغطا على النفس فليست كل الأيام مشرقة وليست كل الأعمال ممتعة، وأثناء هذه السنوات تمر تحديات وأوقات حزينة وأخرى سعيدة لكن الثابت هو أن احتياجنا للوظيفة يؤثر في سلوكنا اليومي ويجعلنا نتفكر في أهدافنا في الحياة. لماذا أعمل؟ هل أحب ما أعمله؟ ماذا بعد انتهاء الوظيفة؟ كيف أرتب يومي بعد انتهاء ساعات العمل الوظيفي، لذا تجد حياتنا منظمة إلى حد كبير. في المقابل فهي حياة تفتقر إلى البهجة والاختلاء بالنفس أحياناً فلا نجد وقتاً للأنشطة الشخصية أو المناسبات الأسرية أثناء الأسبوع. وعلمتني الوظيفة القيمة الجبارة للوقت في حياتنا وجعلتني أشطب عبارة "أنا طفشانة" من حياتي وحياة بناتي، فوقتنا في هذه الحياة محدود مهما طال. الضمير * الاقتصاد يعني سوق المال.. وفي العرف العام كل شيء في السوق قابل للبيع والشراء، وكما أن هناك سوقا للمال فهناك سوق تشترى وتباع فيه قيم الإنسان وضميره، فكيف تتعاملين مع السوق الثانية في الحياة؟ وما هو ثمن الضمير برأيك؟ * شخصياً لم أتعرض لمواقف تتطلب مقايضة الضمير والسلوك -ولله الحمد- فبيئة ومنظومة العمل المصرفي في المملكة تمتاز بالنظام والمحاسبة إلى حد كبير والرقابة على الكشوف وبالتالي لا مجال للتلاعب إلا ربما في حدود ضيقة لا يراها ولا يعرفها 99.9% من الموظفين. إجمالاً الفساد في قطاع المصارف "السعودية" محدود جداً وليس بالصورة الدراماتيكية التي يصورها البعض. أبحاث مهملة *ليس هناك هم أكبر من هم إعداد الشباب للالتحاق بسوق العمل بشكل يجعل منهم أداة استثمار حقيقية وتنمية لهذا الوطن، فكيف تقرئين واقع العمل وتأهيل الكليات والجامعات للطلاب والطالبات له؟ وبرأيك ماذا ينقصنا حتى يكون لدى شبابنا على اختلاف الجنس تعدد وتنوع في القدرات والطاقات والامكانيات بشكل كبير ليبدع ويتقن عمله؟ * ينقص جامعاتنا التخصصات الحديثة المتسارعة الأداء والإنتاجية. ينقص جامعاتنا الأبحاث العلمية ومدى الاستفادة منها في سوق العمل والمنظومة الاقتصادية. كم ورقة بحث أفرزها أي قسم من الجامعات الرئيسية تم استخدامها من قبل المجلس الاقتصادي الأعلى أو حتى البنك المركزي؟ ما الفائدة من أبحاث الدكتوراه التي يتم ابتعاث الآلاف من أجلها؟، التدريس وحده لا يكفي لأنه مكلف خاصة لو لم يتم "تدويره" واستخدام نتائجه بشكل فاعل. أيضاً غياب المنظومة المتكاملة بداية من رعاية الابتكارات في حاضنات الجامعة وحتى وصولها إلى يد المستهلك يجعل الفشل مصير الكثير من المشروعات الشابة الطموحة. صوت مؤثر *لطالما حلمت بأن تمكن المرأة من حمل حقيبة وزارية، فأي الحقائب الوزارية التي تجدين بأنه آن الأوان حتى تدخلها المرأة لتشرع في خلق انطلاقات جديدة تطور منها؟ وهل يمكن أن تنجح المرأة في النهوض بمستوى أداء بعض الوزارات التي لم يستطع البعض من الرجال بتحسين أدائها؟ * من تلك الحقائب رئاسة مجلس شؤون الأسرة ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الاقتصاد، لكني أيضاً عرفت أن تكون فاعلاً في محيطك ومؤثراً لا يستلزم أبداً أن تصبح وزيراً، فاليوم صوت المواطن مسموع لدى جميع شرائح المجتمع ويمكن تحقيق نجاحات كبيرة في هذا الإطار. البنوك *البنوك دائماً في موضع اتهام أمام "العميل"، خاصة فيما يتعلق بالتمويل والاقتراض، كيف تقيمين البنوك من حيث الأنظمة التي تفرضها على عملائها بذلك الخصوص؟ وهل نحن بحاجة إلى أنظمة جديدة تنظم العلاقة بين المواطن والبنوك؟ * موضوع طويل لكن إجمالاً البنوك ينقصها بعض التطوير في البنية التحتية التقنية وتسهيل عمليات طلب الاقتراض والتمويل من خلال الموبايل وغيره. بالنسبة لمستويات الإقراض فأنا أرى تحسناً في الإقراض الاستهلاكي بوجه عام، وأتمنى أن يسهل الإقراض في تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة الذي لا يزال عائقاً رئيسياً أمام نمو هذه المؤسسات. تطوير المدن *نحن اليوم في مفترق تحول كبير وهناك من يرى بأن دور القطاع الخاص ورجال الأعمال كبير جداً أمام دفع الوطن نحو تلك القفزة التي ننتظر أن تحدث، فما الذي يمكن أن يقدمه رجال الأعمال في هذه المرحلة حتى يسهموا في دفع عجلة التغيير؟ وما هي المآخذ التي تؤخذ عليهم؟ * المشروعات اللاربحية التي يعود نفعها للمجتمع، والمرافق الترفيهية في المدن لا تزال تترنح تحت وطأة البيروقراطية. مستوى المعيشة في المدن لا يزال متدنياً مقارنة بسرعة مرور الوقت وما نراه في الدول المجاورة. هناك تطور في مجال التوظيف وعمل المرأة وإشراكها في القطاع الخاص لكن تطوير مدينة جدة مثلاً ومدن مثل الطائف وأبها وغيرها لا يزال أمامه شوط طويل. قلب في الخفاء *أنت امرأة الاقتصاد والاستثمار وقد جرت العادة أن تتمتع سيدة الاستثمارات بجدية عالية ومنطقية القرار والعقلانية في الاختيار، ولكن أين هو "القلب" من حياة امرأة الاقتصاد والمال تلك؟ وكيف تصفين ريم أسعد حينما تفتح قلبها لمن تحب؟ * أحتفظ به لمن أحب ويظل دفيناً بين السطور التي أكتبها. رسالة فاعلة *تخوضين تجربة الكتابة في الصحف، فكيف تقيمين تلك المرحلة التي جعلت منك امرأة بكلمة وزاوية؟ وما الذي تغيره الكتابة بنا حينما نمتهنها؟ * تنظيم الأفكار وتوجيه الكلمات بحيث تحدث أكبر أثر ممكن في أقل عدد من الكلمات وإيضاح الرسالة بشكل موجز وفاعل. ريم التركي: سيدة طموحة لا تخضع للعواطف في عملها تقول ريم التركي أستاذة وأكاديمية في دار الحكمة: تربطني علاقة صداقة مع ريم أسعد منذ مرحلة الطفولة والتي كانت «ريم» في تلك الفترة يبدو عليها بأنها ستكون مختلفة وامرأة مثابرة في المستقبل، فأذكر ذات يوم حينما كنا أطفالاً قدِم التلفزيون السعودي إلى المدرسة التي كنا ندرس فيها وطلب إجراء مقابلات مع بعض الطالبات، وكنت معها من الطالبات اللواتي كنا يتحدثن الفرنسية في تلك الفترة من الزمن. وأردفت التركي: بينما كان المذيع يرتب للقاء تحدثت ريم معه باللغة الفرنسية بشكل متواصل دون توقف أمام دهشة المذيع، فريم منذ الطفولة وهي امرأة تصر على الاختلاف وبأن تكون كما ترغب، ولذلك فإن أكثر ما يميز شخصيتها بأنها سيدة طموحة جداً، ومثابرة، لا تخضع أبداً للعواطف في عملها فلا يمكن أن يدفعها شيء للتراجع عما تريده، فهي صاحبة إرادة قوية جداً، ولذلك فهي اليوم تلك المرأة التي استطاعت أن تنجح في مجالها وتحقق الكثير وأن تثبت نفسها. طوبى تريكلي: ريم شخصية إيجابية ومحبة للعلم والاطلاع أفادت م. طوبى تريكلي مُؤسِسة قطوف الريادة أن شخصية ريم أسعد تتميز بأنها متفائلة وبعيدة عن السلبية، وأفكارها تسير مع الزمن لأنها تقرأ كل ما هو جديد، وتطلع على كل جديد، وتشارك برأيها الذي تحب أن يمثلها لأنها صاحبة قيم عالية، ومطلعة على الجانب الاقتصادي والاستثماري وكل ما يحدث في المنطقة، كما أنها تتميز بالكرم ومثال يحتذى به أمام الكثير من السيدات. وأضافت م. تريكلي أنها تتصف بالاجتهاد وحب التعلم في كل شيء، ففي ذات يوم اتصلت عليها ريم لتلتقي بها في إسطنبول، وحينما تم اللقاء لاحظت بأنها تقيد كل شيء وتكتب كل ما تراه فحتى في أحد المطاعم تسجل كل شيء، وتصوره وتكتب تقييمها على كل شيء، فهي محبة لإبراز الإيجابيات في المدن والأماكن، كما أن تعاملها مع الآخرين تعامل راقٍ ومختلف فتحاول أن تتعلم من كل شيء حولها مهما كان الوقت والظروف. واستطردت: «على الرغم من أن سفرها كثير إلا أنها كأم وزوجة مميزة فهي تهتم كثيراً بصحتها من حيث عمل الرياضة واليوغا والتركيز على نوعية الطعام والاهتمام بالأسرة والعائلة، وتبتعد عن تقليد الدول الغربية فيما لا ينفعها، ولذلك فهي امرأة عاطفية مع أسرتها أما في مجال عملها امرأة عقلانية جداً». شاركت في منتدى ريادة الأعمال «سيلفي» مع د. قسورة الخطيب في ندوة التحول الوطني ريم وبناتها الثلاث في مهرجان جدة التاريخي صورة تجمعها مع د. ثريا العريض ود. إحسان بو حليقة ريم التركي طوبى تريكلي