انعقد في مدينة أسيزي الإيطالية مؤخراً الاجتماع الدولي حول (ضرورة السلام في الحوار بين الأديان والثقافات) الذي شارك فيه حوالي 450 شخصية من القيادات الدينية والعالمية جاءت للاحتفال بالعام الثلاثين لاجتماعات جماعة سانت ايجيديوا والذي بدء عام 1986م؛ حيث اجتمع في مدينة "أسيزي" عدد كبير من أتباع ديانات وثقافات متنوعة من جميع أنحاء العالم على مدى ثلاثة أيام من أجل التعايش و السلام وتعزيز المشتركات الإنسانية. وقد شهد الاجتماع سلسلة من حوارات الموائد المستديرة حول قضايا العدالة والمساواة كمفاتيح لتحقيق السلام العالمي، بمشاركة الأمين العالم لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر في جلسة بعنوان: (الارهاب يعمل ضد ما إرادة الله في كل شريعة ودين) بين فيها بالأدلة والبراهين أن العنف والإرهاب المرتكب باسم الدين لا يمت بأي صلة لأي دين وخصوصاً ما تدعيه داعش والقاعدة من أن ارتباطها بالدين الإسلامي. وأوضح على أن الجماعات الإرهابية استخدمت الدين لتسويق أفعالها وأعمالها الإجرامية، مؤكدا أهمية العمل على توثيق المشتركات الإنسانية بين الأفراد والمجتمعات، قائلاً :(إن التطرف والعنف والمرتكب باسم الدين والدين منه براء الذي نشهده اليوم له جذور عميقة نمت في أماكن تعاني الصراع وهي أماكن حطم فيها جبروت الظلم أسس التعايش السلمي وسلبت المواطنين باختلاف أديانهم ومذاهبهم نعمة العيش المشترك) كما هو حاصل في سورية من قبل نظام بشار الأسد. المتطرفون يسعون لبناء جدران من الخوف والكراهية وأضاف ابن معمر: بعد وقت قصير من المؤتمر الأول الذي أقامته جماعة سانت ايجيديو، بدأت أوروبا بإزالة الجدران فسقط جدار برلين، بعد عقود من الحوار، أما اليوم، فنرى جدران جديدة من الخوف والكراهية آخذة في الارتفاع ولا يمكن إزالتها إلا إذا كان لدينا ثقة في قوة الحوار. وشملت الكلمة تعريفا بمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ومقره في النمسا والذي تم تأسيسه بمبادرة من المملكة وجمهورية النمسا دولة المقر ومملكة إسبانيا، ويحظى المركز بدعم الدول المؤسسة وعلى رأسها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – وفقه الله -؛ إلى جانب استعراض موجز لبرامج و نشاطات المركز في مجال تعزيز السلام والتعايش في العالم، حيث قال: "إن المنظمة الدولية التي أُمثِلُها اليوم تكرس جهدها في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان، فهنالك شخصيات دينية شهيرة توجه وتشارك في عملنا، إنهم يأتون من أديان وثقافات عالمية من المسلمين ومن المسيحية ومن اليهودية الأرثوذكسية والمدرسة البوذية والهندوسية؛ لذا فنحن نعمل من أجل اتحاد القيادات الدينية في مكافحة التطرف والإرهاب وبناء جسور مع صُنّاع السياسات لتعزيز قيم السلام والاحترام ومكافحة العنف المرتكب باسم الدين. وتابع: "إننا نعتقد أن القيادات الدينية وصُنّاع السياسات يمتلكون من المهارات الفريدة ما يجعلهم قادرين على صناعة الخيارات التي يحتاجونها من أجل بناء مجتمعات لديها قدرة لمقاومة فيروسات التطرف وجرائم الإرهابيين". ولقد شهد اليوم الختامي للاجتماع خطابا ألقاه البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وخلال لقاء البابا مع القيادات الدينية، حيث التقى الأمين العام لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، وأطلعه على الجهود التي يبذلها مركز الملك عبد الله العالمي للحوار في مجال تعزيز ثقافة التعايش وقيم التسامح بين جميع أتباع الأديان والثقافات وفقا لمشتركات القيم الإنسانية العليا ومبادئ الأديان، والتأكيد على مساهمة الفاتيكان في أعمال المركز كون الفاتيكان عضواً مؤسسة بصفة مراقب في أعمال المركز. لقاء ابن معمر مع بابا الفاتيكان البابا فرانسيس