اقترح الدكتور سعد البازعي أربع صور للمثقف منها المثقف المضطهد، والمثقف المنفي، والمثقف المتأمل في عزلة، والمثقف الانتهازي؛ وقال إن الثلاثة أصناف الأولى هي لمثقفين مستنيرين يحملون رسالة توعوية قد تلقى مقاومة، وهذه الصور قد توجد لدى كاتب واحد. كما أشار إلى أن حضور شخصية المثقف في الرواية السعودية ليس كثيفاً مما يجعل من الصعوبة بمكان تناولها أو العثور عليها. جاء ذلك خلال محاضرته في أدبي حائل ممثلة باللجنة المنبريّة بعنوان: "صورة المثقف في الرواية المعاصرة"، وأدار المحاضرة الشاعر سعد الهمزاني. وبدأت المحاضرة بسرد للسيرة الذاتية للمحاضر قدّمها الشاعر سعد الهمزاني، ثمّ تحدّث الناقد سعد البازعي عن الارتباط بين الرواية العربية والسير الذاتية لكتّابها، وحضور شخصية المثقف في الكثير من الروايات، وتصوير الروايات للمثقف على أنّه على قدر من الثقافة مكنته من كتابة الرواية، كما تطرّق لحضور المثقف وشخصيته في الرواية بين الكاتب وحضوره المهم في الرواية، والصورة المرتسمة للمثقف في الروايات العربية المعاصرة وتفاوتها من رواية إلى رواية، ومن روائي إلى روائي. وتناول البازعي تعريف معالم شخصية المثقف في الأدب العربي ودور المثقف ورسالته وضرورة الوقوف على ثقافات أخرى للوصول إلى عدد من المفاهيم المتصلة بالثقافة، مشيراً إلى دراسات المفكر الفلسطيني هشام شرابي "مقدمات لدراسة المجتمع العربي"، وتجسيده لدور المثقف بأنه يمثل الوعي الاجتماعي، وتوظيفه لهذا الدور وإشارته لأنواع المثقفين ما بين الملتزمين اجتماعياً وفكرياً وصولاً إلى المهنيين، وذكر صفات المثقف الأساسية وأدواره بصفته يمثل الوعي السياسي والاجتماعي وتطرق للقاسم المشترك بين الشخصيات المثقفة، بعدها انتقل لسرد بعض النماذج كالرواية الأولى لعبدالرحمن منيف "الأشجار واغتيال مرزوق"، وشخصية منصور عبدالسلام أستاذ التاريخ والمترجم والباحث المسافر الذي تعرض لإشكالية التعامل مع الأوضاع السياسية والاجتماعية انتهى به الأمر في مستشفى المجانين، وكذلك تطرّق المحاضر الى روايات وصور أخرى للمثقف من زوايا تختلف درجة ونوعاً مثل رواية "شرق المتوسط"، وشخصية رجب الذي يستعيد ذكرياته في السجون لكونه المثقف المضطهد، وحرص الروائي عبدالرحمن منيف على تحوّل شخصياته في رواياته الى أنموذج تمثيلي لمأزق المثقف في بيئات تتشابه أوضاعها، وكذلك شخصية المثقف الانتهازي، واستعرض الدكتور سعد البازعي العديد من الروايات العربية وحضور شخصية المثقف فيها لشخصيات روائية في عدد من النصوص، وما يبدو أنه محاكمة الكاتب لنفسه واستمرار التشابه بين المثقف وكاتب الرواية، ويختتم المحاضرة بصورة من تونس من رواية "الطلياني" لشكري المبخوت، ووجود نموذج شخصية المثقف في صورة امرأة هي "زينة" وهي طالبة جامعية، وفي هذه الرواية التي يصور كاتبا أحداثها على أنها وقعت في آخر أيام الربيع العربي، ونموذج المرأة المثقفة نموذج ليس شائع في الرواية العربية، ومن النادر وجود مثقفات عربيات في شخصيات الرواية العربية، وعرض البازعي لمقتبسات من مقولات "زينة" في هذه الرواية. ثم جاءت المداخلات ومشاركات الحضور، ثم فقرة تكريم المحاضر.