أصدرت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي الجزء السادس عشر من سلسلة (نوادر النوادر من الكتب) التي تختارها تباعا من مقتنيات عبدالكريم سعود البابطين وتشتمل على نفائس الكتب القديمة التي صدرت قبل مئات السنين. ويأتي إصدار هذه السلسلة ضمن مسعى مكتبة البابطين لإحياء الإرث العلمي والأدبي من الكتب الثمينة التي شكلت منعطفا في مفاهيم العلوم البشرية بشتى أنواعها من علوم شرعية وطب وفلك وهندسة وقانون وأدب وتاريخ وفلسفة. وحرصت مكتبة البابطين على استرجاع هذا المشهد المعرفي وإعادته إلى عصرنا الراهن لأنه غير متاح بشكل وفير وندرة النسخ وبعضها في نسخة فريدة وجاء التقديم من عبدالكريم سعود البابطين من خلال هذه السلسلة حيث يحتوي الجزء الجديد منها على شرح لثمانين كتابا نادرا في شتى المجالات. وفي استهلالية الجزء الجديد كتب عبدالكريم البابطين عن التراث والمخطوطات والكتب في الكويت بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) مرجعا هذا الاختيار إلى تراكمات من الإنتاج الثقافي والمعرفي والنهج السلوكي الديني. ولفت إلى استحقاق الكويت كونها عاصمة للثقافة الإسلامية لأنها تحمل منذ نشأتها مقومات هذا الاختيار مستذكرا الأعمال الثقافية الإسلامية التي وجدت في الكويت مثل كتاب (الموطأ) للامام مالك بن أنس الذي كتبه أحد أبناء الكويت عام 1682 وهو الشيخ مسيعيد بن أحمد بن مساعد. وتناول البابطين في تقديمه بعضا من ملامح رحلته الشاقة في جمع نوادر الكتب ليجعلها تستقر في الكويت التي أصبحت «الملاذ الآمن وارف الظلال لهذه النوادر التي تعد شاهدة على عظمة الفكر الإسلامي والتي استقرت فيها نفائس المقتنيات التي أحضرتها مؤسسات ومراكز ثقافية كويتية من شتى أصقاع الأرض لتكون في أمان».