صدر حديثًا عن مكتبة «البابطين» المركزية للشعر العربي بالكويت الجزء الثامن من سلسلة «نوادر النوادر من الكتب»، من مكتبة عبدالكريم سعود البابطين، ويتضمن في طياته أكثر من ثمانين عرضًا لكتاب نادر، جمعت من شتى أصقاع العالم، تتنوع مضامينها من مختلف علوم المعرفة، ما بين نواحٍ دينية، وتاريخية، وأدبية، وفكرية، وطب، وهندسة، وفلسفة، وفلك، غيرها.وبعض هذه النوادر لا يوجد منها إلا نسخة وحيدة، أو معدودة حول العالم، ما يكسبها تفردًا في ندرتها. ويستعرض الجزء الثامن نبذًا عن الكتب النادرة الموجودة لدى المكتبة، ويعطي بيانات وافية عن مؤلفيها بما يكفي لسبر غور هذه الكتب، وإغناء حاجة الدارسين، والباحثين، والقراء بشكل عام إلى معرفة ما يتوقون إليه من معلومة. وقدم لهذا الجزء عبدالكريم سعود البابطين، شقيق مؤسس المكتبة عبدالعزيز سعود البابطين، ممهدًا بنبذة تاريخية موجزة عن الشغف العربي المبكر للأدب، حيث كانت الأسواق التجارية موئلًا لمعرفة الأدب مثل أسواق عكاظ، ومجنة، وذي المجاز، كما تحدث البابطين في تصديره عن نشاط حركة الترجمة والتأليف في العصور الإسلامية الأولى، كالعصر الأموي، وظهور دكاكين بيع الكتب منذ مطلع الدولة العباسية، والتي انتشرت بسرعة في العواصم، والبلدان في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وقال البابطين: إنه في بغداد وحدها كان هناك أكثر من مائة حانوت للوراقين، وكان من أشهر المكتبات التي ظهرت آنذاك بيت الحكمة، التي أنشأها الخليفة هارون الرشيد في بغداد، ودار الحكمة التي أقامها الحاكم بأمر الله الفاطمي في القاهرة. من جانبها، كتبت المدير العام للمكتبة سعاد العتيقي كلمة في هذا الجزء قدمت من خلالها شرحًا عن مضمونه قائلةً: «بعض هذه النوادر يتحدث عن أمكنة تعد تحفة معمارية لا يكررها الزمان، ومنها كتاب «جامع السلطان حسن» للمؤلف هرتس مكس 1856-1919، وهو أول الكتب التي تناولت التأريخ لمسجد ومدرسة السلطان حسن في القاهرة، وهو اليوم من أندر الكتب في العالم.