صدر خلال الأيام الماضية كتاب (الدلالات التاريخية في أشعار راشد الخلاوي اللغة والمواضع والمشاهدات) للباحث الأستاذ عبيد بن محمد أبو ثنين السبيعي، ويأتي هذا الكتاب امتداداً لدراسات عديدة سابقة اشتغل أصحابها بتحقيق قصائد الشاعر الشعبي المعروف راشد الخلاوي ودراستها، وبمحاولة تكوين صورة واضحة عن حياته الغامضة اعتماداً على القرائن التي تتوزع بين أبيات قصائده. قسّم الباحث دراسته، التي تتألف من 94 صفحة، إلى ثلاثة أبواب تضمّن كل باب عدداً من الفصول، تحدّث في الباب الأول عن أهمية دراسة الشعر الشعبي، وأشار بإيجاز شديد لنسب الخلاوي والأقوال المتباينة عن العصر الذي عاش فيه، كما أشار للمصادر التي أوردت أشعاره. وعرض المؤلف في الباب الثاني أغراض الشعر عند الخلاوي، وعلّق على بعض الدلالات اللغوية والمسمّيات والصور الشعرية التي تضمّنها شعره، كما تحدّث تحت عنوان: (مدارات النقاش حول الخلاوي) عن الإشارات التي وردت في قصائد الشاعر واستفاد منها بعض الباحثين في الاستدلال على عصره وملامح حياته. وفي هذا الباب يتحفّظ الباحث على وصف الخلاوي بأنه "عالم فلكي"، ويسوق شواهد شعرية عديدة من ديوان ذي الرمة للدلالة على اهتمام الشعراء بمعرفة الفلك والنجوم في حدود معينة لا يصح فيها المبالغة بوصفهم بمثل هذا الوصف. أمّا الباب الثالث فتناول فيه المؤلف مسألة "الدِّين في شعر راشد الخلاوي"، ثم انتقل بعدها للحديث عن المواضع أو الأماكن الجغرافية التي ذكرها الشاعر في قصائده، وختم الباب بفصل يبحث فيه عن إجابةٍ مقنعة لسؤال: "من هو منيع بن سالم؟"، في محاولة جديدة للتعرف على هذه الشخصية التي يتكرر حضورها في قصائد الخلاوي، وقد استعان الباحث في محاولته بالعديد من المراجع والمصادر التاريخية. صاغ الأستاذ عبيد أبو اثنين كتاب (الدلالات التاريخية في أشعار راشد الخلاوي) في شكل ملاحظات سريعة وخاطفة بعد تأمل عميق في تجربة الشاعر وما كُتب عنها، وهي ملاحظات جيدة يتّضح أنّه اجتهد كثيراً في البحث عنها وتدوينها، لكنها ما زالت بحاجة للمزيد من المراجعة والتدقيق من المؤلف نفسه ومن الباحثين والمهتمين. والكتاب يصلح كمدخل يُساهم في مُساعدة القراء والباحثين على الدخول إلى عالم الخلاوي والقيام بالمزيد من الدراسة لأشعاره والبحث والتحري لإزالة جوانب الغموض التي اقترنت بحياته.