يعكف فريق من الباحثين على تطوير تقنية جديدة تعتمد على استخدام روبوتات متناهية الصغر لفحص المخ البشري واكتشاف أي أورام أو إصابات قد يعاني منها. ويقول أعضاء فريق البحث اليوناني إن صعوبة هذه التجربة تكمن في التوصل إلى طريقة لتوجيه هذه الروبوتات أثناء تحركها داخل المخ، ويقولون إن من بين الوسائل المطروحة برمجة هذه الروبوتات بحيث تتحرك مثل الخفاش الذي يبحث عن فريسته بواسطة الموجات فوق الصوتية. وفي حين أن المهندسين في مختلف أنحاء العالم يعكفون على تصميم روبوتات يمكنها حقن المواد الدوائية داخل الجسم، إلا أن بانيوتي كاتراكازاس الباحث بالجامعة الوطنية للعلوم الفنية في أثينا أبدى اهتماماً أكبر باستخدام الروبوتات في اكتشاف الإصابات والأورام الموجودة في الأماكن العميقة داخل المخ والتي يصعب اكتشافها عبر تقنيات مسح المخ المتاحة حاليا. ونقل الموقع الإلكتروني "نيو ساينتست" عن بانيوتي قوله إن "الفكرة تكمن في حقن روبوتات متناهية الصغر داخل المخ لتحديد موقع الإصابة بدقة، مما يسمح بعد ذلك بعلاجها سواء باستخدام الدواء أو الجراحة". ويعكف فريق البحث على تطوير روبوتات يمكنها أن تزحف فوق الخلايا العصبية ثم تضغط عليها للتأكد من سلامتها، حيث إن الخلايا السليمة تستجيب عن طريق إرسال إشارات كهربائية أما الخلايا التالفة، فلا تصدر عنها أي استجابة في حالة الضغط عليها. ومن أكبر التحديات التي تواجه الفريق هو كيفية تحريك الروبوتات بشكل منسق. ويستخدم بانيوتي معادلات توصل إليها باحثون آخرون لوصف سلوكيات طيران الخفاش الذي يستخدم الموجات فوق الصوتية كوسيلة للتوجيه والعثور على الفريسة. ويطبق فريق بانيوتي هذه المعادلات لإرسال إشارات صوتية للروبوتات من خلال جهاز يشبه أجهزة قياس الإشارات الكهربائية للمخ، ويأملون أن تساعد هذه الإشارات في توجيه الروبوت في مساره داخل المخ البشري. ويقول الباحثون إن أربعة روبوتات سوف تكون كافية لإجراء عملية فحص شامل للمخ في غضون دقائق. وابتكر الباحثون بالفعل برنامج محاكاة لتنفيذ هذه التجربة، وهم يأملون في بدء تجربة هذه التقنية على البشر خلال سنوات قليلة. ويؤكد بانيوتي أن "بعض الأطباء أبدوا اهتمامهم بهذه التقنية بالفعل".