حسين الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني    قلصت الكويت وقت الإقامة والصلاة في المساجد ؟ توفيرا للكهرباء    أعربت عن تعازيها لإيران جراء انفجار الميناء.. السعودية ترحب بالإجراءات الإصلاحية الفلسطينية    رؤية السعودية 2030 في عامها التاسع.. إنجازات تفوق المستهدفات ومؤشرات توثق الريادة    أمير القصيم: خارطة طريق طموحة لرسم المستقبل    381 ألف وظيفة في قطاع التقنية.. 495 مليار دولار حجم الاقتصاد الرقمي السعودي    أمير جازان: آفاق واسعة من التقدم والازدهار    أمة من الروبوتات    الأردن.. مصير نواب "العمل الإسلامي" معلق بالقضاء بعد حظر الإخوان    تفاهمات أمريكية سورية ومساعٍ كردية لتعزيز الشراكة الوطنية    ينتظر الفائز من السد وكاواساكي.. النصر يقسو على يوكوهاما ويتأهل لنصف النهائي    القيادة تهنئ رئيسة تنزانيا بذكرى يوم الاتحاد    أمير الشرقية: إنجازات نوعية لمستقبل تنموي واعد    الآبار اليدوية القديمة في الحدود الشمالية.. شواهد على عبقرية الإنسان وصموده في مواجهة الطبيعة    ضبط أكثر من 19.3 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    "المنافذ الجمركية" تسجل 1314 حالة ضبط خلال أسبوع    المملكة تفتح أبواب جناحها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025    برعاية سمو وزير الثقافة.. هيئة الموسيقى تنظم حفل روائع الأوركسترا السعودية في سيدني    خادم الحرمين: نعتز بما قدمه أبناء الوطن وما تحقق جعل المملكة نموذجاً عالمياً    خطى ثابتة نحو مستقبل مُشرق    برشلونة يكسب "كلاسيكو الأرض" ويتوج بكأس ملك إسبانيا    مدرب كاواساكي: قادرون على التأهل    قدامى الشباب ينتقدون نتائج توثيق البطولات    تقرير يُبرهن على عمق التحوّل    المملكة تقفز عالمياً من المرتبة 41 إلى 16 في المسؤولية الاجتماعية    الجبير يترأس وفد المملكة في مراسم تشييع بابا الفاتيكان    إطلاق مبادرة "حماية ومعالجة الشواطئ" في جدة    ترامب يحض على عبور "مجاني" للسفن الأميركية في قناتي باناما والسويس    دفع عجلة الإنجاز وتوسيع الجهود التحولية    اللواء عطية: المواطنة الواعية ركيزة الأمن الوطني    1500 متخصص من 30 دولة يبحثون تطورات طب طوارئ الأطفال    الأميرة عادلة بنت عبدالله: جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان عززت المنافسة بين المعاهد والبرامج    فخر واعتزاز بالوطن والقيادة    تدشين الحملة الوطنيه للمشي في محافظة محايل والمراكز التابعه    رئيس مركز الغايل المكلف يدشن "امش30"    الحكومة اليمنية تحذر موظفي ميناء رأس عيسى من الانخراط في عمليات تفريغ وقود غير قانونية بضغط من الحوثيين    اكتشاف لأقدم نملة في التاريخ    قدراتنا البشرية في رؤية 2030    الذهب ينخفض 2 % مع انحسار التوترات التجارية.. والأسهم تنتعش    101.5 مليار ريال حجم سوق التقنية    تصاعد التوترات التجارية يهدد النمو والاستقرار المالي    800 إصابة بالحصبة بأمريكا    فواتير الدفع مضرة صحيا    الذكور الأكثر إقبالا على بالونة المعدة    الأهلي يكسب بوريرام بثلاثية ويواجه الهلال في نصف نهائي النخبة الآسيوية    السعودية تعزي إيران في ضحايا انفجار ميناء بمدينة بندر عباس    القيادة تهنئ تنزانيا بذكرى يوم الاتحاد    حين يعجز البصر ولا تعجز البصيرة!    32 مليون مكالمة ل 911    مكافحة المخدرات معركة وطنية شاملة    التحول الرقمي في القضاء السعودي عدالة تواكب المستقبل    قوانين الفيزياء حين تنطق بالحكمة    أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق في المملكة    وزارة التعليم تستعرض منصاتها في معرض تونس الدولي للكتاب 2025    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف يلتقي مديري عموم الفروع    إمام الحرم النبوي: حفظ الحقوق واجب شرعي والإفلاس الحقيقي هو التعدي على الخلق وظلمهم    إمام المسجد الحرام: الإيمان والعبادة أساسا عمارة الأرض والتقدم الحقيقي للأمم    الشيخ صلاح البدير يؤم المصلين في جامع السلطان محمد تكروفان الأعظم بالمالديف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منى «مدينة الخيام».. تكتسي حُلتها لاحتضان ضيوف الرحمن
يسكنها الحجاج يوم النحر وطوال أيام التشريق
نشر في الرياض يوم 12 - 09 - 2016

الحج أيام معدودات ولمشعر منى النصيب الأكبر منها، إذ يحتضن ضيوف الرحمن الذين قدموا إليه لأداء مناسك الحج على مدى أربعة أيام تبدأ بيوم التروية وتنتهي بأيام التشريق الثلاثة، ويتزين مشعر منى في كل موسم حج حتى يظهر في أبهى حُلّة استعداداً لقدوم قوافل حجاج بيت الله الحرام، وتنفذ الجهات المعنية بشؤون الحج توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله التي تشدد على تسخير كل الإمكانات والخدمات أمام ضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم وشعائرهم بكل يسر وسهولة وفي جو مفعم بالأمن والإيمان.
مدينة الخيام
يحظى مشعر منى بمكانة خاصة في قلوب الحجاج، كون معظم مناسك الحج يقومون بها هنالك، ويحتضن المشعر مشروع أكبر مدينة للخيام في العالم إذ تستقبل الملايين من حجاج بيت الله الحرام على مدى أربعة أيام، ونفذ المشروع على مساحة تقدر بمليونين و500 ألف متر مربع، وفق مواصفات تحقق مزيداً من الأمن والسلامة للحجاج، لتستوعب نحو مليونين و600 ألف حاج، واستخدم في صناعة الخيام أنسجة زجاجية مغطاة بمادة "التفلون" لمقاومتها العالية للاشتعال وعدم انبعاث الغازات السامة منها، إلا في درجات حرارة عالية.
وروعي في اختيار شكل الخيام ملاءمتها للطابع الإسلامي واستعمال أفضل التقنيات الحديثة في مراحل التصنيع والتنفيذ، بما يتيح الاستفادة القصوى من مساحة المشعر، وعلى أسس الأمن والسلامة والملاءمة للمحيط العام ووظيفة المخيمات، وقسمت كل قطعة أرض إلى مخيمات عدة، تحدها أسوار، مرتبطة ببعضها بممرات متناسقة، مشتملة على الخدمات العامة، إذ وفرت في وسط المخيم مجموعة من دورات المياه وأماكن الوضوء، وعند المدخل خيمة مخصصة للمطوف، بجانبها تجهيزات توزيع الطاقة الكهربائية والمطبخ، ومكب للنفايات، وطوق كل مخيم بأسوار معدنية تتخللها أبواب رئيسية وأخرى للطوارئ، يسهل فتحها من داخل المخيم، كما يتخلل المخيم ممرات تم رصفها وإنارتها وتزويدها بعلامات إرشادية، وروعي في هذه الخيام أن تكون مقاومة للعوامل المناخية، كالعواصف والرياح، كما أخذ بعين الاعتبار مرونة أجزائها للتشكيل والتركيب.
إجرءات للسلامة
واتخذت إجراءات لتوفير الأمن والسلامة من أخطار الحريق، إذ أنشئت شبكة لإطفاء الحريق، مكونة من فوهات رئيسة للحريق بالشوارع، وشبكة متكاملة لمياه إطفاء الحريق في مختلف أنحاء منى، وإنشاء خزانات خاصة لمياه الحريق على شكل أنفاق بأعلى الجبال بمنى، تغذي شبكة إطفاء الحريق بأقطار مناسبة مع ما يلزمها من محابس وقطع، ويشتمل مشروع الخيام على شبكة للتكييف وخراطيم للمياه داخل المخيمات، وصناديق يحتوي كل منها على خرطوم مع طفايات للحريق موزعة بالممرات داخل المخيم للاستخدام عند الحاجة حتى وصول الدفاع المدني، وقد زوّدت كل خيمة برشاشات للمياه تعمل بشكل تلقائي بمجرد استشعارها للحرارة، وبمجرد انبعاث المياه من هذه الرشاشات يتم صدور صوت جهاز الإنذار في خيمة المطوف، للتنبيه إلى الخطر، كما تشتمل الخيام على طفايات للحريق.
مشروع الجمرات
مشعر منى حظي باهتمام كبير من قبل حكومة المملكة التي تحرص في كل عام على أن تطور إمكانياته وغيره من المشاعر المقدسة، ويمتد الحرص إلى تذليل أي صعوبات من شأنها أن تعكر على الحجاج صفو أجوائهم الإيمانية، وتعد سلامة الحجاج أولوية لولاة أمرنا الذين انفقوا المليارات من أجل تأمين ذلك، فالأعداد الكبيرة والحشود الهائلة جعلت القائمين على الحج يبحثون عن حلول منعاً لوقوع أي حوادث تدافع أو اختناقات خصوصاً تلك التي تحدث عند الجمرات، وهو ما قاد حكومتنا عام 1975م إلى بناء أول جسر للجمرات من دورين لتسهيل رمي الجمرات، لكن مع التضخم الكبير في أعداد الحجاج، أيقن القائمون على الحج بأن الجسر لا يكف لحل المشكلة، ولابد من البحث عن حل آخر يتواكب مع الارتفاع المستمر في أعداد ضيوف الرحمن، فجاء القرار بهدم الجسر عام 2006م، وإنشاء منشأة جديدة للجمرات متعددة الأدوار، لاستيعاب أعداد أكبر من الحجاج، وتسهيل عملية رمي الجمرات وانسيابيتها بأمن وسلامة.
جسر الجمرات مجهز بكافة الوسائل التي تكفل سلامة حجاج بيت الله الحرام
ويتكون جسر الجمرات من خمسة طوابق يبلغ ارتفاع كل طابق 12 متراً، فيما يبلغ طوله 950 متراً وعرضه 80 متراً، وله 12 مدخلاً و12 مخرجاً من الاتجاهات الأربعة، بالإضافة إلى منافذ للطوارئ على أساس تفويج 300 ألف حاج في الساعة، كما يشتمل على كاميرات مراقبة تعمل باستمرار في جميع أنحاء المنشأة وفي منطقة تدفق الحشود، لتسهم في مراقبة حركة الحجاج، ونقل صورة مباشرة لمساعدة الفريق المساند للجسر، وتعزيز السلامة، وتوفير الخدمات الطبية العاجلة عند الحاجة، كما يوجد مهبط للطائرات المروحية لحالات الطوارئ، ويحتوي مشروع جسر الجمرات أيضاً على نظام تكييف معزز برشاشات مياه تساعد على تلطيف الجو والتقليل من درجة الحرارة إلى حوالي 29 درجة مئوية، وفي الدور الخامس من المنشأة تمت إضافة مظلات كبيرة لتغطية كل موقع من مواقع الجمرات الثلاث، وذلك لتعزيز راحة الحجاج وحمايتهم من أشعة الشمس. ولم يُنجز المشروع في أشهر أو أيام، بل استمر العمل عليه أعواماً عدة، مع حرص المملكة على ألا يؤثر مشروع جسر الجمرات الجديد على الحج خلال فترة إنشائه، وكان ذلك تحدياً حقيقياً للمملكة التي نجحت في التوفيق بين إنشاء الجسر وعدم تأثر الحجاج بالمشروع، وتم الأخذ بعين الاعتبار عند إنشاء الجسر الزيادة في عدد طوابقه مستقبلاً، بحيث يكون بالإمكان توسيع المشروع ليصل إلى 12 طابقاً، حتى يستخدمه أكثر من خمسة ملايين حاج سنوياً، وفي عام 2008م فاز مشروع الجسر بجائزة أفضل مشروع في خدمة الحجاج من جائزة مكة للتميز عام 2008م.
مشاريع التكييف
ومن آخر المشاريع المنجزة في منى تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة تأهيل مكيفات المخيمات، إذ تم تغيير 30 بالمئة من مكيفات المخيمات والتي يتجاوز عددها العشرة آلاف مكيف مطور، فيما تم عمل صيانة على المتبقي من المكيفات، في وقت تم فيه دعم وتقوية الكهرباء بمخيمات منى، وتتميز المكيفات الجديدة عن السابقة بمميزات عدة، من بينها أن استبدال أي قطعة فيه لا تتجاوز مدة خمس دقائق، إضافة إلى أنَّ شكل المكيف وأجزاءه الداخلية مصنوعة من البلاستيك، فهو لا يتأثر بالأملاح، ولا بالعوامل الخارجية، ما يقلل تكاليف الصيانة للأعوام المقبلة، ويعمل المكيف بنظام شلال المياه المفتوح، فلا يوجد فيه مواسير وأنابيب قابلة للانسداد بسبب الأوساخ والأتربة، ما يضمن برودة مستدامة خلال فترة عمله، كما أنَّه يحقق توفير الطاقة، وهذا ما تطمح إليه الجهات المعنية، ونجح في استهلاكه لكهرباء أقل بنسبة (50%) من المكيفات القديمة، وهو ما سيوفر الكهرباء في المشاعر المقدسة بإذن الله، ويتوقع أن توافق الجهات المعنية على تركيب 50 ألف مكيف صحراوي مطور جديد داخل مخيمات منى وذلك خلال ثلاثة أعوام.
مساحة أكبر
وأنجز في هذا العام مشروع انتقال الأجهزة الحكومية التي لا تقدم خدمات مباشرة لضيوف الرحمن إلى مقر الإدارات الحكومية بحمى مزدلفة، وهو المشروع الذي سيوفر مساحة تستوعب 300 ألف حاج في مشعر منى، بعد توفير مساحة 185 ألف متر ستكون مخصصة للحجاج، ووفر مشروع انتقال الأجهزة الحكومية إلى مزدلفة مساحة تقدر ب (23%) من مساحة منى، إضافة لرفع الطاقة الاستيعابية للمشعر بزيادة 300 ألف حاج.
توسعة الشوراع
ومن بين المشاريع التي تؤكد مجدداً على حرص حكومة خادم الحرمين على أمن وسلامة الحجاج وراحتهم، توسعة مساري طريقي 204 و206 الذي نفذ على عشر مراحل، هي تمديد شارع 206 غرباً بعرض 14 مترا وبطول 200 متر لربطه بطريق المشاة رقم 15 المتجه إلى منشأة الجمرات، وتنفيذ جدران استنادية بارتفاع تراوح بين ثلاثة إلى أربعة أمتار وبطول 200 متر يعلوها حواجز خرسانية و"درابزين" معدني، وتوحيد عرض الشارع 204 عبر زيادة عرض الجزء القائم غرب جسر الملك خالد بطول عشرة أمتار ليصبح بعرض منتظم 12 متراً، وفك وإزالة بعض المخيمات المعترضة للتوسعة ثم إعادة تنظيمها وتركيبها بما يخدم الوضع الجديد، وإزالة السلالم الخرسانية التي تربط طريق المشاة رقم 15 بطريق الملك فهد واستبدالهما بمنحدرين بعرض ثمانية أمتار لكل منهما ملائمين لاستخدام المشاة، وتنفيذ جدران خرسانية بطول 350 مترا للمنحدرين وبارتفاع 2-3 أمتار، ويعلوهما حواجز خرسانية و"درابزين" معدني، كما تم الانتهاء من جميع أعمال "الإسفلت" للمشروع بإجمالي ستة آلاف مسطح، وتمت إضافة بوابات منزلقة على شارع 223 عند تقاطعه مع شارع 204 و206 وطريق الملك، وتم إنشاء جسر خرساني للربط بين المسارين على جسر الملك خالد أعلى مظلة المشاة، وعمل بوابات منزلقة لخدمة منطقة الاتصال بين الجسر القائم والجسر الجديد، وفك وإزالة المخيمات المتعارضة مع المشروع، ثم إعادة تركيبها وتنظيمها بعد تنفيذ المنحدرات وتمديد شارع 206، وإزالة ثلاثة مجمعات دورات مياه بإجمالي 90 دورة مياه معترضة لمسار المشروع، وأعيد إنشاؤها وتسليمها للشركة المشغلة، وتنفيذ أعمال اللوحات الإرشادية العلوية والأرضية لتوجيه الحجاج وتسهيل تنقلهم، وتم الانتهاء من ترحيل جميع الخدمات المعترضة للمشروع من كهرباء وهاتف ومياه وصرف صحي وتصريف مياه الأمطار والتكييف وتمديدات الحريق.
تظليل المنحدرات
ومن المشاريع الجديدة في منى مشروع تظليل منحدرات الصعود لمحطة قطار المشاعر رقم 3 في منى، ومشروع استكمال توسعة الساحة الغربية للجمرات، ومشروع تنظيم بعض الطرق في مشعر منى بهدف فك الاختناقات لتسهيل انتقال الحجاج، ومازال للمشاريع التطويرية الضخمة بمشعر منى بقية، فالمملكة دأبت في حج كل عام على تقديم حزمة من المشاريع التي تهدف إلى إيجاد الراحة الكاملة للحجاج، وتولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير المشاعر المقدسة وتنفيذ كل المشاريع التنموية التي من شأنها أن تُسهم في توفير إمكانات وخدمات تمكن ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وهناك مشروع جديد يجري دراسته للبناء على سفوح جبال منى بعد أن تقدمت به هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة، وقد أجازتها هيئة كبار العلماء وفق ضوابط شرعية محددة، والآن تدرس آلية تنفيذه مما سيؤدي إلى رفع الطاقة الاستيعابية ل منى إلى 4.5 ملايين حاج.
الموقع الجغرافي
منى بالكسر والتنوين في درج الوادي الذي ينزله الحاجُ ويرمي فيه الجمار من الحرم، وهي بلدة طولها ميلان، تقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كلم شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم يبلغ مساحته 8.16 كلم2، بما فيها السفوح الجبلية، ووادي منى تقدر مساحته بحوالي أربعة كلم2، أي نصف المساحة الكلية لمنى عدا السفوح الجبلية، وقد شملت الطرق والجسور وباقي الخدمات حوالي 40 في المئة من هذه المساحة، فعلى ذلك يتضح أن المساحة المتبقية التي أقيمت بها خيام الحجاج في حدود 2.5 كم2، وقد وضعت علامات على وادي محسر تشير للقادم من مزدلفة إلى منى مكتوب عليها "نهاية المزدلفة" و"بداية منى"، وللقادم من منى في اتجاه المزدلفة تشير العلامات إلى "نهاية منى" و"بداية المزدلفة".
تسمية منى
ومنى عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا خلال أيام الحج إذ فرغ من السكان وخصصت المساحات للخيام، ويحَدّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر، واختلف المؤرخون حول سبب تسمية منى بهذا الاسم، إذ رأى البعض بأنها أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس مِنى. وبمنى رمى إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام، وفيه قال الله عز وجل: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"، وبمنى نزلت سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم، وتمت في هذا المشعر بيعة الأنصار المعروفة ببيعتي العقبة الأولى والثانية إذ بايعه عليه الصلاة السلام في الأولى 12 شخصاً من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج، فيما بايعه في الثانية 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة وكانت قبل هجرته عليه أفضل الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة.
أيام التشريق
يعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة، ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه، وحدَّ العلماء قديمًا منى بحدود الجغرافيا الطبيعية بالمكان، بالجبال والأودية والمعالم الطبيعية المحيطة، فقد ذكر الفاكهي في حدود منى عن عطاء بن أبي رباح قوله: حدُّ منى رأس العقبة ممّا يلي منى إلى المنحر، وقال الإمام الشافعي: ومنى ما بين العقبة - وليست العقبة من منى - إلى بطن محسر، -وليس بطن محسر من منى-، وسواء سهل ذلك وجبله فيما أقبل على منى، فأمّا ما أدبر من الجبال فليس من منى".
وفي منى يرمي الحاج الجمرات الثلاث، والجمرة موضع رمي الجمار بمنى، وهي ثلاث جَمَرات الجمرة الأولى والوسطى، وهما قرب مسجد الخيف مما يلي مكة، والجمرة الكبرى وتسمى جمرة العقبة، وهي في آخر منًى مما يلي مكة، والجمرات هي ثلاثة مواقع متقاربة في خط مستقيم إذ يقوم الحجاج برمي هذه الجمرات طاعة لله؛ إذ تعد من واجبات الحج التي جاء بها الشرع المطهر، واقتداءً بفعل إبراهيم عليه السلام.
مسجد البيعة
ويعتبر مسجد البيعة من أشهر معالم منى، إذ بناه أبو جعفر المنصور عام 144ه في ذات المكان الذي عقدت فيه بيعة العقبة الأولى وبيعة العقبة الثانية، ويقع المسجد في الشمال الشرقي لجمرة العقبة على بعد حوالي 300 متر، وأمر المنصور ببنائه إحياءً لذكرى البيعة العظيمة التي شهدها العباس بن عبدالمطلب جد الأسرة العباسية، وأجريت لهذا المسجد تجديدات عدة بعد ذلك، من أهمها عمارة الخليفة العباسي المستنصر بالله له عام 625ه، والمسجد حاليا يتكون من رواق قبلة تهدم سقفه، وصحن مكشوف في مؤخرته بنهايته مصطبة ترتفع عن الأرض بمقدار متر واحد.
مسجد الخَيْف
ومن المعالم في منى مسجد الخَيْف، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(في مسجد الخيف قبر سبعين نبياً)، ويعد مسجد الخيف مصلى الرسول صلى الله عليه وسلم في منى، وقد حدد مكان صلاة الرسول في مسجد الخيف عند الأحجار التي تقع بين يدي المنارة، وهي موضع مصلى النبي، وقد كان هذا المكان معروفاً في القبة التي في وسط المسجد، ويقع هذا المسجد في سفح جبل منى الجنوبي بالقرب من الجمرة الصغرى.
كافة الوسائل متوفرة لضمان جودة الخدمة المقدمة في مشعر منى
يتكون جسر الجمرات من خمسة طوابق ويستوعب تفويج 300 ألف حاج في الساعة
انتقال العديد من الأجهزة الحكومية رفع الطاقة الاستيعابية للمشعر بزيادة 300 ألف حاج
المشعر شهد هذا العام توسعةً لعدد من الطرق والمسارات لضمان إنسيابية الحركة
أجهزة التكييف بالمخيمات طُورت باستخدام تقنيات حديثة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.