الشيخ عبدالرؤوف جمجوم -رحمه الله- علم حجازي، وأحد أبرز الرجال الذين قدموا الغالي والنفيس وبذلوا الجهود الحثيثة لإرساء التعليم في الحجاز، فأسس مع كوكبة من نخب الحجاز مدرسة الفلاح وفي مقدمتهم الحاج محمد علي زينل، والتي آتت أكلها وأينعت ثمارها فخرّجت العديد من الدارسين والعلماء والباحثين والنخب الذين قدموا لدينهم ووطنهم الكثير، وفي زمن قاسٍ كان التعليم يدرس على مضض، قبل توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كما تتضح عصامية الشيخ عبدالرؤوف جمجوم من خلال عمله لدى أربعة تجار في آن واحد بعد وفاة والده الشيخ عبدالعزيز -رحمه الله-، وذلك للقيام بواجبه تجاه أسرته وحفاظاً على مكانة الأسرة المرموقة، فنجح بذلك أيما نجاح على الرغم من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في ذلك الحين، واستطاع إعادة أمجاد الأسرة ومركزها التجاري الذي كان في عهد أبيه وجده -رحمهم الله-. وكان الشيخ عبدالرؤوف -رحمه الله- يدفع من ماله الخاص المصاريف التشغيلية للمدرسة بعد أن هاجر زينل للهند للعمل لتغطية مصاريف المدرسة، إلا أن الحرب العالمية الأولى عرقلت تحقيق هذا الهدف فوقف الشيخ عبدالرؤوف جمجوم موقف النبلاء في دعم المدرسة والإنفاق عليها من مصروفه الذي تعتاش منه الأسرة، ولم يبق له ولمن يعول شيئاً ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وجه أسرته للاقتصاد في مناسبات الزواج والمناسبات العامة وتوفير المبالغ لدعم مدرسة الفلاح، وقبل وفاته ترك وصية لأبنائه وأحفاده تأسياً بالهدي النبوي الشريف، فكانت وصية شاملة أخذ بها كل أفراد الأسرة من بعده، وفي سيرته التي نستعرضها، من خلال ما أكده المؤرخون وجاءت به التراجم التاريخية الكثير من قصص كفاح هذا الرجل. ترك وصية شاملة لبيت آل جمجوم: قسّموا الإرث، أنفقوا على التعليم، تصدقوا، ولاتسرفوا في المناسبات نسب أسرة آل جمجوم أسرة آل جمجوم أسرة جداوية عريقة، اشتهرت بما عرف عن الأسر الحجازية باستقبالها واستضافتها لزوار بيت الله الحرام من الحجيج والمعتمرين، وتشمل ضيافتهم المأوى والطعام والكساء وقضاء حوائجهم، وتيسير أمورهم، ويرعون هؤلاء الوافدين ويتفقدون أمورهم ويقضون احتياجاتهم، "وذكر معالي الأستاذ أحمد جمجوم، الذي عمل وزيرًا للتجارة في مذكراته الشخصية، والتي نُشرت في جريدة "المدينة" أن مؤسس الأسرة في مدينة جدة هو جدّه عبدالعزيز جمجوم، وأن جذورها تعود إلى مصر، وأشهر آل جمجوم في الخليل هو محمد خليل جمجوم، شهيد فلسطين حكم عليه الإنجليز بالشنق بعد ثورة البراق، ونفّذ الحكم في 17/6/1930م " وأنجبت الاسرة العديد من الشخصيات البارزة والمتألقة في كثير من المجالات، وتنوع حضورها الفاعل في التجارة، والاقتصاد، والطب، والعلوم، وغيرها من المجلات، وكانوا سباقين لفعل الخيرات وفي صدارة الداعمين للعلم ومما ذكر المؤرخون أن العائلة تسير في حياتها اليومية على النمط الذي كان متبعا آن ذاك، فكان رجال الأسرة وشبابها يجتمعون على مائدة واحدة لتناول طعام الغذاء، وكذلك الأمر بالنسبة لنساء الأسرة اللاتي يجتمعن أيضا على مائدة واحدة، والغرض منذ ذلك تعزيز أصر الروابط واللحمة بين الأسرة الواحدة. المسيرة العصامية ولد الشيخ عبدالرؤوف عبد العزيز صلاح عيسى جمجوم بمدينة جدة عام 1299ه، وتعلم القراءة والعلوم الدينية على أيدي أساتذة عصره، واشتهر الشاب عبدالرؤوف بجمال خطه وإجادته للحساب وورث عن أبيه وجدة تجارة واسعة، حيث اشتهر بيت آل جمجوم بالتجارة في مدينة جدة، وقد توفي والده وهو في مقتبل العمر، وكان وقع وفاته أليما على نفسه وإخوته من آل جمجوم، مما جعل الشاب عبدالرؤوف يعمل كاتبا لدى التجار بعد ان كان لأسرته بيت تجاري مرموق ويذكر المؤرخ محمد علي مغربي أن الشيخ عبدالرؤوف جمجوم عمل لدى 4 من التجار في اليوم والليلة، وهم الحاج علي لطيفه، جد الشيخ محمد عبدالله رضا وزير التجارة الاسبق لوالدته، ولدى الشيخ عبدالله الصغير التلمساني، ولدى الشيخ علي شبكشي والد الاستاذ عبدالمجيد شبكشي واخوانه، ولدى التاجر صدّيق ميرخان وكان يعمل منذ الصباح الباكر إلى وقت متأخر من الليل، وفي نفس الوقت يشتري الغاز بالجملة ويقوم أخوه الشيخ صالح جمجوم على بيعه بالتفرقة في بيتهم التجاري وواصل الشيخ عبدالرؤوف جهده ليقوم بالإنفاق على العائلة الكبيرة ولتربية اخوته وتعليمهم وتوفير حياة كريمة لهم، وأمضى نحو 3 سنوات على هذه الحال وبعد ذلك تولى الشيخ عبدالرؤوف العمل كوكيل لتجار مكةالمكرمة، حيث كان يقوم بشراء البضائع لهم وتحميلها بالجمال إليهم في مكة كما كان يشرف على استئجار الجمال، ثم تحميلها وعليها كتابة الرسائل الى التجار المكيين، وقيد حساباتهم في الدفاتر، وكان يقوم بهذا العمل الجبار بمفرده. البيوت التجارية بجدة ويذكر محمد علي مغربي في سياق ترجمته عن الشيخ عبدالرؤوف جمجوم أن البيوت التجارية في جدة عبارة عن مدارس صغيرة يتعلم فيها الطلبة اعمال الحسابات التجارية، واول ما يتم تعليمه هو القيد في دفتر الخرطوش، وهو دفتر صغير تسجل فيه الأعمال اليومية للمبيعات، ثم ينقل منه الى القيد في دفتر اليومية، أما كتابة التحارير التجارية فكانت تتم بأن يجلس الكاتب بين يدي التاجر فيملي عليه الرسائل الى العملاء وبعد كتابة الرسائل تطبق في مطبعة (البالوظة) ويتم الطبع بإلصاق الرسالة في دفتر معد لذلك من الورق الخفيف، وهذا بطبيعة الحال قبل آلات الطباعة والتصوير وقد انطلق الكثير من الكتاب في بيوت جدة التجارية بمزاولة التجارة والاستقلال بنشاط تجاري نتيجة الخبرة التي تلقوها أثناء عملهم لدى بيوت تجار جدة، مما هيأهم للعمل بالتجارة وعودا على مسيرة الشيخ عبدالرؤوف جمجوم فقد تدرج في العمل، ونال إعجاب التجار، فإذا وجد منه التاجر نجاحا وهمة ونشاطا كلفه بالكتابة في الدفاتر الكبيرة مثل دفتر اليومية او دفتر "الذمامات والصوافي" فكافح رحمه الله بصبر وجلادة، ولم يشعر يوما باليأس أو الاحباط نتيجة ضغوط العمل ومسؤولياته الجسام فقبل التحدي واستطاع إعادة بيت آل جمجوم التجاري إلى المركز المرموق الذي كان في حياة أبيه وجدة. مدرسة الفلاح ويعد الشيخ عبدالرؤوف جمجوم الساعد الأيمن للحاج محمد علي زينل في تأسيس مدارس الفلاح، إضافة إلى أخيه الشيخ محمد صالح جمجوم اللذان واكبا مسيرة المدرسة حتّى وصلت إلى ما هي عليه، حيث تعاونا الشيخ عبدالرؤوف والشيخ صالح مع مؤسس مدرسة الفلاح محمد على زينل، فكانا يقومان باصطحاب التلاميذ من بيوتهم سرا من بعد الغروب إلى المدرسة وإعادتهم ليلا، وذلك لعدم حصول المدرسة على الترخيص من الحكومة العثمانية بافتتاحها وبعد إصدار التراخيص انتفت الدراسة المسائية وتوقفت الرحلات المدرسية الليلية، وخصوصا بعد ان اشترى الحاج محمد علي زينل المبنى الأول لمدارس الفلاح، حيث تطلّب الأمر التوسع في الدراسة، مما دعا الحاج زينل للسفر للهند للعمل هناك، حتى يتمكن من الصرف على مدارس الفلاح التي توسعت وازداد عدد طلابها وقد اختار الحاج زينل صديقه ومعاونه الشيخ عبدالرؤوف جمجوم، ليتولى مهام وكالة مدارس الفلاح في جدةومكة فقام بهذه الوكالة خير قيام ، وكان حريصا على المدارس ويقوم بالإنفاق عليها وتقديم مرتبات مدرسيها وموظفيها شهريا دون تأخير وما إن دارت الحرب العالمية الأولى رحاها حتى انقطعت التجارة بين الهند والحجاز، وكان الحلفاء قد قرروا حصة الحجاز في البضائع التي تصدر له من الهند باخرة واحدة شهريا فقط، تجلبها باخرة اسمها الكويت، وكان الحاج محمد علي يرسل في هذه الباخرة ما تسمح به ظروف التصدير منها، وكانت اقل كثيرا من حاجة مدرستي الفلاح في مكةوجدة، وفكر في الاكتفاء بمدرسة واحدة خلال سنوات الحرب، ولكن الشيخ عبدالرؤوف جمجوم أصر على ان تبقى المدارس في مكةوجدة مفتوحة الأبواب، وأخذ على نفسه تدبير الإنفاق عليها، مما اضطره الى التضييق على عمله التجاري والاختصار فيه فكان يجمع ما يحصل عليه من مال ليواجه به مرتبات المدرسين والموظفين لمدارس الفلاح، محتسبا ذلك كله عند الله، وكان بعض التجار يدفعون للمدرسة إعانات شهرية فلما طال زمن الحرب امتنعوا عن تقديمها ويروي الشيخ عبدالرؤوف جمجوم في ذلك قصة لطيفة، قال "كنا في اواخر شهر رمضان 1334ه وحل موعد دفع مرتبات الفلاح وكنت قد دفعت آخر جنيه في الصندوق لمرتبات المدرسين، وأويت الى فراشي في الليل وأنا مغموم فالعيد سيأتي غدا أو بعد غد ولم يبق عندي ما انفقه على أسرتي بما تضمه من أولاد وبنات كثيرين، وقبيل الفجر وانا اتقلب على فراشي وقد جفاني النوم من كثرة التفكير والهم واذا مناد يناديني من اسفل البيت ويدعوني الى مقابلته، فنزلت ووجدت المرحوم الشيخ محمد الطويل ناظر عموم الرسوم، ومعه الشيخ احمد ناظر باشكاتب الجمرك- رئيس الكتاب- والشيخ محمد نور تركي أمين صندوق الجمارك، وهم يحملون معهم صرة من الريالات وقال الطويل: هذا مبلغ ستمائة ريال مجيد أرسله لك الملك الشريف الحسين بن علي لتصرف منه مرتبات خدم المساجد والائمة والمؤذنين- (وكان الشيخ عبدالرؤوف مديرا لأوقاف جدة) وفي اليوم التالي صرفت مرتبات موظفي المساجد وكانت تبلغ ثلاثمائة ريال مجيدي واستدنت الثلاثمائة ريال الباقية للإنفاق على اهلي واولادي لأعيدها بعد العيد." وفقا لما ذكره محمد علس مغربي وقد أعاد مؤسس الفلاح محمد علي زينل كل ما أنفقه الشيخ عبدالرؤوف جمجوم من مصاريف بعد نهاية الحرب وعودة الامور إلى طبيعتها الاعتيادية. ويذكر أن الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، كان حريصا على الاهتمام بالناحية التعليمية، ولا أدل على ذلك من أنَّ جلالته حرص أثناء دخوله إلى مدينة "جدة" خلال مراحل التوحيد والبناء على زيارة "مدرسة الفلاح" التي تُعدُّ من أهم المرافق في "جدة" آنذاك؛ لما لها من دور كبير في مجال نشر العلم والمعرفة، وهي من أهم الجوانب التي كانت تهم موحد المملكة لبناء الدولة والاستثمار في أبنائها، وإخراجها من حالة الجهل الذي عاشته قبل التوحيد، وتأسيساً لذلك أمر بفرض رسم جمركي بنسبة (1%) على جميع الطرود الواردة إلى موانئ المملكة لصالح "مدارس الفلاح" التي مرّت في مرحلة من تاريخها بصعوبات مالية قاسية، وعُرف ذلك ب"مشروع القرش" وفي ذات السياق يشير مدير مدرسة الفلاح علي عبدالعال السليماني -رحمه الله- أن المدرسة قد بدأت بعدد قليل جدا من الطلاب لا يتعدى 24 طالبا وكان المبنى المدرسي غرفة واحدة في مدخل المنزل والمعلم رجل واحد وأعضاء المدرسة المشرفون عليها خمسة شبان في مقتبل العمر وهم المؤسس الحاج محمد علي زينل، والشيخ عبدالرؤوف جمجوم، والشيخ محمد صالح جمجوم، والشيخ يحيى سليم، والشيخ محمد صالح نوار، وبعد الحصول على التصريح لافتتاح مكتب لتعليم القرآن الكريم من الحاكم العثماني بدأ التفكير في توسيع المدرسة لتلبي الغرض من إنشائها وتم شراء مبنى كبير لإقامة المدرسة. وصيته لأسرة آل جمجوم وذكر المؤرخون أن الشيخ عبدالرؤوف جمجوم رحمه الله، ترك وصية شاملة ووافية لبيت آل جمجوم اقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وشملت النواحي المادية، وتقسيم الإرث والنصائح لأفراد الأسرة، نقتطف من هذه قوله رحمه الله ".. والحذر ثم الحذر ثم الحذر من النوم بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث ورد في صحيح مسلم (كان لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس) وقال حاثاً أفراد الأسرة على الإنفاق".. فأوصيكم بالإنفاق قدر ما استطعتم وفوق ما استطعتم خصوصاً في تعليم أولادكم وفي تعليم المسلمين، وأيقنوا يقيناً جازماً أنه مخلوف والحديث الشريف معناه (لا ينقص مال من صدقة) كررها ثلاثاً وأقسم على ذلك وقد قال الله في كتابه العزيز (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) (ومن أصدق من الله قيلا) واعلموا علم يقين أننا لسنا ممن تتجمع فيهم الأموال جمعاً كبيراً بل إننا إن شاء الله تعالى مستورين ستراً جميلاً منعمين مبسوطين معززين موقرين معتبرين مكملين مجملين على الدوام في الدنيا والآخرة وما دمنا مستقيمين مجتنبين ما حرم الله تعالى مخلوف علينا فوراً حالاً كلما صرفناه وأنفقناه فيما يرضي الله تعالى ولو بلغ المليارات المتعددة من الجنيهات. الاقتصاد في الزواجات والمناسبات وحرص الشيخ عبدالرؤوف جمجوم -رحمه الله-، لتوجيه المال لما فيه منفعة الناس خصوصا الناحية التعليمية، فقد ذكر في وصيته -رحمه الله- أنه "في حال إقامة مناسبات للأسرة كالزواج بالاقتصاد في الصرف وعدم المبالغة فيه، وأن تتم تلك المناسبات ببساطة ودون تكلف ويستعاض عنها بدفع خمسين جنيها لمدارس الفلاح، كما انه في حالة حدوث وفاة ان تتخذ اجراءاتها ببساطة متناهية، والا تقام الولائم في العشرين والاربعين التي كانت تقام في ذلك الزمان، وان يستعاض عنها بمبلغ عشرين جنيهاً ذهبياً تدفع لمدارس الفلاح ويذكر ممن عاصروه أن ما دفع الشيخ جمجوم لذلك هو حبه وشغفه بالعلم خصوصا بعد أن كرس نفسه وجهده وماله للمساهمة في مدارس الفلاح وتغطية مصاريفها التشغيلية ويشير مغربي في ترجمته عن الشيخ عبدالرؤوف جمجوم أن الأسرة سارت على وصيته واتبعوا الوسائل المتناهية والبسيطة في تزويج اولادهم وبناتهم في الاربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي. وفاته توفي الشيخ عبدالرؤوف جمجوم -رحمه الله- عن عمر يناهز ال38 ربيعا، بعد أن أعياه المرض، حيث سافر في بدايات مرضه إلى الهند والتقى صديق عمره هناك الحاج محمد علي زينل، فاستقبله أحسن استقبال وأنزله بداره وضيافته في مدينة بومباي وعرضه على الاطباء المختصين، ثم عاد الى الحجاز، ولكنه كان يشعر بآثار المرض ونصحه المقربون بالسفر الى الطائف، وكان موسم الحج قد حل فذهب الى مكة وأدّى فريضة الحج ونزل بمدرسة الفلاح وكانت ب"القشاشية" قريبا من المسجد الحرام ولكن المنية لم تمهله فتوفى في شهر ذي الحجة عام 1338ه بمكةالمكرمة ودفن بمقبرة المعلاة وبالرغم من وفاته وهو في مقتبل الرجولة فقد كانت هذه السنوات زاخرة بالعلم النافع لما فيه خدمة الدين والمجتمع -رحمه الله- رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. عمل جمجوم وكيلاً لتجار مكة وكان يقوم بشراء البضائع ونقلها إليهم عن طريق الجمال عمل الفقيد لدى عدد من التجار في وقت واحد وقاوم مصاعب الحياة بكل همه نشأ جمجوم في جدة وورث التجاره عن أبيه وجدّه أسهم جمجموم في تأسيس مدرسة الفلاح وقاده شغفه بالعلم لمتابعة شؤونها والصرف عليها من ماله الخاص أحمد جمجوم منصور العساف