خالد الواصلي الرياض - ياسر الجنيد كيف الصحاب وقد تباعد عنهمو رجل كوبل السحب ينزل هاميا برق جنوبي السحائب راقص أضحت به قفر الديار روابيا ما كل ميت نائيا وإن انقضى لكن من فقد الحبيب النائيا أكبرت قدرك إذ رأيتك راحلا ورأيت شعرك بعد موتك باقيا بهذه الأبيات ودع الشاعر يحيى الرياني رفيق دربه الشاعر محمد حسين مجممي الذي وافاه الأجل فجر الخميس الماضي إثر نوبة قلبية ألقت بظلالها على الساحة الثقافية لما ملكه "البرق الجنوبي" من رصيد أدبي عرفته منابر الشعر واحتضنته الملتقيات الأدبية والثقافية في عموم الوطن العربي فدائما ما كان حاضرا يؤنس القلوب ويضيء الطريق محبة وينثر المفردات كحبات من لؤلؤ تتسارع جمالا وتنسكب تألقا. رحل البرق الجنوبي المولود في محافظة أحد المسارحة بمنطقة جازان عام 1393ه وتخصص في اللغة العربية وعمل مدرسا لها بعد تخرجه من كلية المعلمين عام 1416ه، وكانت أولى خطواته الأدبية عندما فاز بكأس بطولة حلبات الإلقاء في الإلقاء الفردي للمرحلة المتوسطة عام 1407ه ثم بدأ يكتب الخواطر ومنها إلى الشعر وعنه يقول: الشعر عندي فكرة تجتاحني فأروح أرقبها مع الإصرار حتى إذا أدخلتها في خافقي أطلقتها لحنا على الأوتار وأترجم الرؤيا التي عايشتها وخبرت منها قوة التيار يمتصها نبض الفؤاد زكية ويطوع النفح الرقيق الساري ليصوغ للعشاق شهدا رائعا فيه الشفاء وسكرة القيثار للشعر شمس والقصيد توابع دارت على فلكي وحول مداري كل القصيد يدور في فلكي أنا هذي القوافي أصبحت أقماري متصرف فيها بملء إرادتي إن شئت في صبحي وفي أسماري أزجي سحاب اللفظ أركمه هنا وأسوقه ودقا لري صحاري أو شئت عصفا بالخصوم فإنني برق أصيب بقاصف وبنار الشعر موهبة عطاء خالص من واهب الأرزاق والأسرار سبحان من أعطى الهبات لخلقه شكري إليه وأرفع استغفاري واشتهر البرق الجنوبي بمشاركاته على امتداد الوطن العربي كان آخرها تظاهرة خباء الشعر ومضارب الفنون في المملكة المغربية، كما أنه حاضر في برامج التواصل الاجتماعي يتلو شعره وينثر عبيره ولا يكاد يخلو تجمع أدبي إلا والبرق الجنوبي حاضر فيه وهذا ما دفع عدد من الشعراء لرثائه فهذا الشاعر محمد جابر مدخلي أبا أحمدٍ إنَّا فقدناكَ طيبا خلوقا مع الأحباب تمشي على وهن أَوَدعْتَ شمسا أم بدورا بليلةٍ يَضج صداها بالعيون وبالجفن أما شاهر الحربي فكتب راثيا: قلبٌ كنبع الماء ضخ فراته فغدا محيطا ماعساي أقيس هيهات يلحق غثنا بسمينه شعرٌ كبدر الكون راح يميس فضحت قصائده البديعة شعرنا تُوجت في قصر القصيد رئيسُ ومجمميْ كره الكماة نزاله من بيت عزٍ شده التأسيس ومجمميْ شف الخصال محبب ومجممي عف اللسان أنيس وأحبَّني من قلبه وأحِبُّهُ قد مات إني في الغرام حبيس من ذا يرد على قصيدي بعدما شيخ القصائد في الرمال رميس ورثاه يحيى زلالة: عسى جرْحاً بفقدكِ لا يطيبُ ولا طبٌ يفيد ولا طبيبُ يقول الناسُ أنك غبتَ عنا ومثلكَ يا محمدُ لا يغيبُ وما طعمُ الحياة بدونِ صَحْبٍ كأنكَ في أهاليها غريبُ أتيتَ كعنبرٍ ؟ ورحلتَ عوداً ؟ وعطرك فاحَ ؟ أمْ مسكٌ وطيبُ ؟ أما خالد الواصلي كتب مناجيا أَمحمدٌ عَزَفَتْ حُروفٌ عانقتْ مغزاك تلبيةً لأَمرٍ سَلَّما لكنّني من وَقْعِ إحساسٍ طغى رددتُ أصداءً وصبحي أَظلما فبشارتي انطفأتْ بموتك يا أخي وبصيرتي حَزَناً تَخَلَّلَها العمى ماذا أقولُ وقد رأيتك جانبي حين الضياءِ تأملاً ماذا وما فقصيدتي ثكلى على قَسَمَاتِها وأَبَى دَوِيُّ الفِكْرِ أن يتكلما لم استطع إِيفاءَها لكنني جاهدتُ فيكَ الحرفَ حتى أَسلما لا تبتئس برق الجنوبِ إذا انتهى وَمْضٌ على أَرضٍ رأَيتُكَ في السَّما محمد جابر مدخلي يحيى الرياني محمد حسين مجممي