تمثل قناة العربية ايقونة مهمة في فضاء الاعلام السعودي، وتؤكد الارقام انها الأعلى مشاهدة في القنوات الاخبارية العربية.. وهذا يفترض ان يكون مصدر فخر لأي سعودي، الا ان الشواهد تؤكد ان لدى بعضنا موقف خصومة مع العربية الى درجة نعتها بما لا يليق بمنجز إعلامي وطني.. العربية مع تأسيسها على يد الاعلامي السعودي الابرز في المجال الاستاذ عبدالرحمن الراشد استطاعت وبسرعة ان تشكل اساسا لانطلاق القوة السعودية الناعمة في الفضاء العربي والدولي.. بل انها كانت بمثابة كفة الميزان التي اعادت الاتزان لقنوات عربية غابت عنها المهنية في ظل غياب المنافس.. لن اتحدث عن انجازات العربية كقناة اخبارية اثبتت حيادها في كثير من المواقف المهمة، ولن اتكلم عنها كقناة سعودية اثبتت انها محورا مهما في القوة السعودية الناعمة في غير موقف، ولن اتكلم عنها كقناة اثبتت دعمها للمواقف العربية وللإنسان العربي بدرجة حياد تتفق مع مستوى الحياد في الاعلام المهني..، ولكن العربية تهمني كمنجز وطني لابد من الحفاظ عليه بل ودعمه.. بين فترة واخرى تزداد حدة الحملات على العربية حسب اتجاهات رياح الاسلام السياسي.. ما يعني معه عدم غياب الضاربين على دفوف القاذفين والشاتمين للقناة ولرموزها على مدار العام.. وخاصة بعد الخريف العربي الذي اسقط ورقة التوت عن كثيرين وكثيرات.. للجميع حق النقد وحق الاختلاف لا خلاف حول ذلك ولكن المعيب امتطاء النقد لصهوات القذف والشتيمة لإفشال مشروع وطني مهم بقوة وأهمية قناة العربية في خضم عراك اعلامي يساند مواقف الدول. ولعل المتابع لقناة الجزيرة مثلا يدرك انها كانت قوة مهمة في مساندة مواقف قطر الشقيقة خاصة في المرحلة الانتقالية بتولي الأمير حمد بن خليفة إمارة قطر والتي شهدت دخول قطر المشهد السياسي العربي كعنصر فاعل ومؤثر خاصة بمساندة مما يعرف بالقوة الناعمة المتمثلة في قناة الجزيرة.. والجميل ان الأشقاء في قطر خاصة المثقفين والاعلاميين يتعاملون مع قناة الجزيرة باعتبارها منجزا وثروة قطرية ووفق منظور وطني لا يخضع او يتأثر بفكر حركي أو مواقف ومكتسبات شخصية، وان حصل اختلاف يكون بعيدا عن هذه القناة باعتبارها مكسبا وطنيا يجب الحفاظ عليه من جميع الاطياف.. العربية في الاعلام السعودي مثل سابك في الصناعة السعودية مصدر ثقة وفخر لأي مواطن سعودي.. العربية وهي مرتكز مهم للقوة السعودية الناعمة واجهت ومازالت تواجه الكثير من الهجوم دون اعتبار لمصلحة الوطن، نعم لنقدها خاصة في بعض هفواتها كما فعلت في عرض برنامج عن حسن زميرة وهنا نعتبر نقدها متناغما مع المصلحة الوطنية قبل أي شيء آخر..، ولكن لا ننسى انجازاتها لهفوة. وجود قناة بحجم العربية وبعناصر سعودية مميزة يجعلنا نطالب ببناء منظومة لقوة اعلامية وثقافية سعودية تحقق التكامل في خدمات القوة الناعمة السعودية التي تأخرنا كثيرا في بنائها وتفعيل الموجود منها لخدمة صورتنا خارجيا وخدمة اهداف المؤسسات الحكومية داخليا ولعل ذلك يأتي ضمن مبادرات الرؤية السعودية 2030، وحتى يتحقق ذلك لابد أن يعي الجميع أن العربية قناة سعودية وطنية نقدها في سياق مصلحة الوطن، وليس لخدمة الكيانات الموازية وأجندات اغلبها لا يتفق مع مصالحنا الوطنية.