استهل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان لقاءهما في مدينة سان بطرسبرج الروسية أمس الثلاثاء بالتأكيد على أهمية تطبيع العلاقات بين الجانبين، ونقلت وسائل إعلام من الجانبين عن بوتين القول إن "قدوم أردوغان إلى روسيا رغم الوضع الصعب الذي تشهده السياسة الداخلية في بلاده، يعد مؤشراً على رغبة الجانبين في تطبيع العلاقات"، مضيفا أن تضامن الجانبين سيساعد أيضا في حل مشاكل المنطقة. من جانبه، قال إردوغان إن "جدول أعمال الاجتماع يتضمن مواضيع كثيرة تتعلق بالعلاقات الثنائية وتطويرها، لكن المنطقة أيضا تنتظر منا اتخاذ قرارات سياسية كثيرة". ويرافق إردوغان في الزيارة كل من نائب رئيس الوزراء، ووزراء الخارجية، والثقافة والسياحة، والاقتصاد، والزراعة والثروة الحيوانية، والطاقة والموارد الطبيعية، ورئيس جهاز الاستخبارات. وقال الرئيس التركي إن بلاده تدخل "فترة مختلفة جدا" في العلاقات مع روسيا وإن التضامن بين البلدين سيساعد في حل مشاكل إقليمية. وفي حديثه في سان بطرسبرج قبيل اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجه إردوغان بالشكر لنظيره الروسي لاتصاله به هاتفيا بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في 15 يوليو تموز وقال إن هذه المحادثة "غمرت شعبنا بالسعادة". وتجيء زيارة إردوغان لروسيا في وقت تشهد فيه علاقات تركيا بأوروبا والولايات المتحدة توترا بسبب ما تراه أنقرة اهتماما غربيا بمحاولة الانقلاب التي سقط فيها أكثر من 240 قتيلا. شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الرغبة الروسية-التركية في "اعادة الحوار والعلاقات" الثنائية، في اعقاب ازمة دبلوماسية استمرت تسعة اشهر، وقال بوتين بعد مصافحة بين الرئيسين ان هذه الزيارة تؤكد "اننا جميعا نريد اعادة الحوار والعلاقات من اجل صالح الشعبين الروسي والتركي". واعرب عن امله في ان "تتغلب تركيا على هذه المشكلة وفي اعادة فرض النظام والقانون الدستوري". من جهته، قال الرئيس التركي ان العلاقات بين البلدين تدخل الآن مرحلة "ايجابية"، مشيرا الى ان "التضامن" بين موسكووأنقرة من شأنه أن يساهم في حل المشاكل في المنطقة. وكانت العلاقات التركية الروسية قد شهدت تدهورا بعد إسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية على الحدود السورية التركية. إلا أن العلاقات بدأت في التحسن مرة أخرى بعد إرسال أردوغان رسالة إلى بوتين أكدت موسكو أنها تضمنت اعتذارا عن إسقاط الطائرة. من جانبها، رحبت الحكومة الألمانية بالتقارب بين روسياوتركيا، موضحة أنها لا ترى في ذلك إعراضا من الحكومة التركية عن حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية: "من الجيد أن يكون هناك تقارب عقب قصف تركيا لمقاتلة روسية العام الماضي" وأضاف شتاينماير: "لا أعتقد في الوقت نفسه أن العلاقة بين البلدين ستصبح وثيقة بالدرجة التي يمكن أن تقدم فيها روسيا بديلا لتركيا عن الشراكة الأمنية مع الناتو"، مؤكدا ضرورة أن تظل تركيا شريكا مهما للناتو. كما رحبت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين باللقاء بين أردوغان وبوتين في روسيا، وقالت فون دير لاين: "إجراء المحادثات أمر جيد دائما، وهذا ينطبق على هذه الحالة أيضا". وفي إشارة إلى عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قالت الوزيرة: "ليس لدي شك في أن تركيا تعلم تماما إلى أي جانب تنتمي" وتشهد العلاقات بين الناتو وروسيا توترا عقب ضم الأخيرة لشبه جزيرة القرم عام .2014 ومن ناحية أخرى، نفى شتاينماير اتهامات بعدم توجيه الحكومة الألمانية انتقادات كافية لإردوغان في ظل الإجراءات التي تتخذها الحكومة التركية ضد مشتبه في تورطهم في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.