أعلنت الشرطة وتقارير إعلامية في باكستان أن انتحارياً فجّر نفسه أمس الاثنين وسط حشد من المحامين، ما أسفر عن مقتل 66 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 200 آخرين، في هجوم هو الأكثر دموية في باكستان منذ مارس الماضي. وذكر مسؤول الشرطة كاشف شبير أن التفجير وقع أمام مستشفى في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب جنوب غربي باكستان. وأفاد مسؤول الشرطة آصف إقبال ومسؤول الاستخبارات شهيد أحمد بأن المحامين كانوا محتشدين خارج المستشفى في انتظار خروج جثمان رئيس نقابة المحامين بالإقليم، والذي قتل بالرصاص في وقت سابق من يوم أمس. وذكر جراح الشرطة نور بالوش لوكالة الأنباء الألمانية أنه تم استقبال ما لا يقل عن 46 جثة في المستشفى المدني في كويتا، والذي شهد الانفجار. كما قال الطبيب عبدالحكيم إن المستشفى العسكري قد استقبل 18 جثة أخرى، بينما تم نقل جثتين إلى المستشفى الجامعي في بلوشستان. وقال إقبال إن نحو مئتي محامي يتلقون العلاج في مستشفيات مختلفة بالمدينة، وإن إصابات بعضهم خطيرة. وذكر الجراح بالوش، الذي عالج بعض المصابين أنه "من المحتمل أن ترتفع حصيلة القتلى". وأعلنت نقابات المحامين الحداد لسبعة أيام مع مقاطعة للمحاكم في أنحاء باكستان اليوم الثلاثاء فقط، وذلك احتجاجا على التفجير. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، ولكن الهجوم يحمل بصمات جماعة "العسكر الطيبة"، حسبما ذكر خان وصي، المتحدث باسم قوات حرس الحدود شبه العسكرية. يشار إلى أن الهجوم هو الأكثر دموية في باكستان منذ التفجير الانتحاري الذي نفذته طالبان في مارس الماضي وأسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا معظمهم مسيحيون. وبشكل عام تراجع العنف إلى حد كبير منذ طرد الجيش المسلحين المتطرفين من المناطق القبلية في باكستان خلال عمليات عسكرية منتصف عام 2014 . ويشهد اقليم بلوشستان الغني بالمعادن، وهو أكبر أقاليم باكستان، أعمال عنف في عدة جبهات منذ عقود من الزمن يرتكبها متشددون وجماعات عرقية وتنظيمات أخرى.