قتل 70 شخصاً وجرح عشرات بتفجير استخدم فيه انتحاري 8 كيلوغرامات من المتفجرات وكرات حديد، وسط حشد ضم حوالى 200 شخص غالبيتهم محامون وصحافيون تجمعوا أمام قسم الطوارئ في مستشفى كويتا المدني بإقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان. وكان الحشد يحتج على اغتيال رئيس نقابة المحامين في بلوشستان بلال أنور قاسي بالرصاص قرب مقر المحكمة العليا صباح أمس. واغتال مسلحون محامياً بارزاً في المدينة قبل 4 أيام. وغطت الساحة الأمامية للمستشفى دماء وأشلاء ضحايا تناثرت على مساحة واسعة، فيما ساد ذعر، خصوصاً بعد إطلاق مسلحين النار إثر التفجير الانتحاري، ما أعاق إسعاف جرحى كثيرين وتسبب في وفاتهم. وتبنى فصيل «جماعة الأحرار» التابع ل «طالبان باكستان» المجزرة التي تعتبر الأكثر دموية هذه السنة، بعد تفجير استهدف حديقة للأطفال في لاهور خلال عطلة عيد الفصح لدى الطائفة المسيحية الربيع الماضي، وأدى إلى مقتل 75 شخصاً. ولوّح الفصيل بهجمات أخرى «حتى إنشاء نظام إسلامي في باكستان». وصرح قائد الجيش الجنرال راحيل شريف الذي سارع مع رئيس الوزراء نواز شريف بالذهاب الى كويتا، بأن «المسلحين الذين هزمهم جيشنا في مناطق القبائل (شمال غرب) نقلوا عملياتهم إلى بلوشستان لزعزعة استقرار باكستان والتأثير في الممر التجاري الصيني- الباكستاني الذي يعبر الإقليم». وأمر الجنرال راحيل شريف قادة الوحدات العسكرية وأجهزة الأمن في المنطقة بإطلاق ملاحقة شاملة عبر البلاد لكل الجماعات الإرهابية، وكل من يشتبه في علاقته بمجزرة كويتا. وكان نواز شريف دان الاعتداء، وأمر باتخاذ إجراءات أمن إضافية. وقال في بيان: «لن نسمح بأن يعكر أحد صفو السلام الذي استعاده الإقليم بفضل تضحيات قوات الأمن والشرطة والشعب». ويعتبر إقليم بلوشستان الخاصرة الرخوة لباكستان، ويشكل 40 في المئة من مساحتها، فيما يقطنه 8 في المئة فقط من سكان البلاد، وتربطه حدود طويلة مع كل من إيرانوأفغانستان. ويضم الإقليم ثروات هائلة بينها البترول والغاز والذهب ومناجم الفحم، لكن سكانه يعترضون على «نهب الحكومة المركزية الثروات وتوظيف أبناء إقليم البنجاب في مؤسسات الإقليم مع تجاهل تحسين التعليم وتطوير البنى التحتية، ما تسبب في ظهور حركات انفصالية مثل «جيش تحرير بلوشستان» و «جبهة تحرير بلوشستان» المحظورتين رسمياً بسبب اتهامهما بالإرهاب. وتحظى الحركتان بدعم من الاستخبارات الهندية والأفغانية التي تقيم لهما معسكرات تدريب في ولايتي نمروز وفرح جنوب غربي أفغانستان، القريبتين من الحدود مع بلوشستان والأراضي الإيرانية.