عندما ظهرت الانترنت لم يكن أحد يتوقع أنها ستقلب موازين حياتنا الفكرية والاجتماعية والنفسية، ولم يدر بأذهاننا أنه يمكن تجاوز ما لا يمكن تجاوزه كأدباء وكتاب وقراء، ولكن بعد مرور سنوات عديدة على تواجدها، نلحظ أن تأثيرها الآن وبالذات على الشعوب العربية التي عاشت طوال حياتها محاطة بتابوهات محرمة جداً، وقد كسرت أغلب هذه التابوهات بوعيها الذي لم تسترده الا بعدما تواصلت مع بعضها ومع العالم الخارجي، وكان الأدب هو إحدى نوافذ التعبير حيث كتب سلامة موسى في المجلة الجديدة في العدد 130 يقول: "موضوع الأدب هو موضوع الطبيعة البشرية في حقيقتها والتسامي بهذه الطبيعة إلى ما هو أرقى منها مما يبصره الأديب بما يشبه بصيرة النبي، فالعلم يقرر الواقع، ولكن الأدب يسمو بالواقع إلى ما هو أرقى منه، فالعلم كالصورة الفوتوغرافية والأدب كرسم اليد". ولكن هناك تابوه محرم وهو (الأدب المكشوف) أو الايروتيكي، المحرم دينيا، وعرفيا، فقد كانت النصوص في الكتب تشذب كما الأغصان بحجة اللائق وغير اللائق، الا أنه بعد الثورة التكنولوجية والتي من نتاجها الانترنت ظهر الأدب المكشوف، وما زاد انتشاره هو المعرفات ذات الأسماء المستعارة والتي سهلت كسر الحاجز والحديث عن المسكوت عنه وما يتم تداوله الا بالخفاء، فقد حتمت ظاهرة الفضيلة الكاذبة والمزيفة والتي أنتجت نصوصا هشة اللغة والمحتوى، فنحن نحتاج اعلاء شأن السرد كخطاب ثقافي له انساق متعددة ومختلفة لا تنحصر بلون واحد أو نسق واحد، وقد كان الأدب المكشوف هو الذي واجه الكثير من النقد حتى إن الكاتب قد ينفى من بلده ويحارب لاعتبارات دينية واجتماعية وغيرهما، ولكن وسائل التواصل أظهرت لنا نوعا من الكتاب والكتابات تحت عنوان (الادب المكشوف) هو ليس مقبولاً ولكنه ظهر مع ظهور التحرر من القيود، وبغض النظر عن رأيي فيه إلا أن له مؤيدين ومريدين، ويعود تاريخ بدايات هذا الأدب عندما انتشرت لوحات الرسام اليوناني بارازيوس الذي اخترع البورنوغرافيا عن طريق رسم المومسات، علقت تلك اللوحات في غرفة نوم الامبراطور اغسطس، فقد كان شيئاً مميزاً بذلك الوقت، الا أن المحاذير في العالم العربي من هذا الادب دخلت في سجالات كبيرة وطويلة ووجهات نظر متضاربة، ولكن الأكيد أنه نوع من الأدب الذي لا نستطيع انكار وجوده مع أن التفاعل بين الأدب والأخلاق متواصل لا ينقطع، وهذا رأيي المحصي، الا أن التعرف على هذا النوع من الأدب، والاعتراف بوجوده وان هناك كتابا وكاتبات لمع نجمهم في هذا الأدب ضروريان لمتابعة ما يجري في المشهد الثقافي والأدبي.