غيب الموت المخرج السينمائي المصري محمد خان عن 73 عاماً إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة نقل على أثرها إلى المستشفى في ساعة مبكرة من يوم أمس الثلاثاء. وولد خان في مصر في 26 أكتوبر عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية ويعد أحد أبرز مخرجي "السينما الواقعية" التي انتشرت في جيله من السينمائيين نهاية السبعينيات وطوال عقد الثمانينيات من القرن الماضي وتصور أفلامه حياة المصريين البسطاء. ورغم تقديمه أفلاما جسدت الواقع السياسي والاجتماعي المصري على مدى عقود وتكريم الدولة له عام 2001 عن فيلم (أيام السادات) الذي أرخ لحياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلا أنه لم يحصل على الجنسية المصرية سوى في عام 2014 بقرار رئاسي. وقدم خان في مسيرته الفنية أكثر من 20 فيلماً سينمائياً كتب قصة 12 منها بنفسه واختير 4 من أفلامه ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي "زوجة رجل مهم" بطولة أحمد زكي وميرفت أمين و"أحلام هند وكاميليا" بطولة نجلاء فتحي وأحمد زكي و"خرج ولم يعد" بطولة فريد شوقي ويحيى الفخراني وليلى علوي و"سوبرماركت" بطولة نجلاء فتحي وممدوح عبد العليم وعادل أدهم. كما ظهر كممثل أيضا في مشاهد قليلة ببعض الأفلام المصرية مثل (ملك وكتابة) إخراج كاملة أبو ذكري و(بيبو وبشير) إخراج مريم أبو عوف. وكانت آخر أعماله فيلم "قبل زحمة الصيف" بطولة هنا شيحة وماجد الكدواني وأحمد داوود. ودرس خان السينما بإنجلترا في خمسينيات القرن الماضي وأنهى دراسته عام 1963 وعاد للقاهرة وبدأ مشواره السينمائي، إلا أنه لم يستطع الاستمرار كثيرا في مصر فغادر إلى لبنان ليعمل كمساعد مخرج، قبل أن يقرر العودة إلى إنجلترا مرة أخرى. كما أنشأ دار نشر وأصدر كتابين عن السينما المصرية والتشيكية قبل أن يعود إلى القاهرة مرة أخرى عام 1977 ويستكمل مشواره في مصر بفيلم "ضربة شمس" عام 1978. ونشأ خان في منزل مجاور لدار سينما وكان يشاهد الأفلام في يوم عرضها الأول، ويتابع شريط الصوت بتركيز بقية الأيام، ورغم أنه كان يحلم بأن يصبح مهندسًا معماريًا منذ الطفولة، إلا أنه صار أحد أفضل مخرجي جيله.