من قال إن الإدارة علم أو فن ؟ بل هي مجموعة علوم وفنون أقرب ماتكون إلى الجنون، وسنميط اللثام لكم يا سادة يا كرام عن بعض من فنون إدارة اللئام. هناك الإدارة بحجب المعلومات والبيانات، فالمدير يحتفظ في أدراجه المتكدسة بالأوراق بعشوائية، رغم أنها من المعلومات ذات الأهمية. وهناك الإدارة بالتحيز وعدم الموضوعية، فهذه صديقة تربطها بها علاقة حميمية والأخرى منافسة قوية، ولذا فليس من العدالة أن تفوض للأخرى أي صلاحية. أما الإدارة بالجاسوسية، فهذه فيها يدير المدير "بعض" الموظفين بفتح مظاريفهم الشخصية ومراقبة بريدهم الإلكتروني والتجسس على المكالمات الهاتفية، وقد يحتم الوضع استخدام الأشرطة التسجيلية. وهناك فن لا يرقى اليه فن، وهو تهديد الموظفين بالتقارير السنوية، لاسيما المبتدئين منهم في الخبرة الوظيفية ونستطيع أن ندرج ذلك تحت الإدارة التخويفية. وهناك أساليب قمع جد قوية، بإحباط أي محاولة للإبداع، وإيداع مقترحات التطوير زاوية قصية، فلا يراها من يمكن أن يعطيها وزنا أو أهمية. وهناك عمليات استفزازية باستخدام عبارات بعيدة كل البعد حتى عن أقل المستويات الإدارية وباستخدام ألفاظ تنم عن بيئة سوقية، ونرقى بالقارئ عن إدراج أمثلة استشهادية. وهناك هناك الكثير من الممارسات اليومية التي لا يمكن أن تكتب بعبارات لفظية، فهي في معظمها إيماءات شكلية، بنظرات عيون بومية، أو إلتواءات وتشدقات في مخارج الحروف قوية. وهناك أحبتي فن التسيب والتغيب عن ساعات الدوام الرسمية، وفي أيامه الفعلية، باستخدام فنون المراوغة والتغطية المخططة بعناية وحرفية، يحق للمدير أن يكافأ عليها من وزارة الخدمة المدنية. ولا ننسى الإدارة بتعدد الشخصية فلا يمكن لأي جهة تكريم هذه الخصلة المعنية، لا خاصة ولا حكومية، فالمدير المبدع يتلون كحرباء لاسيما في حضور بعض الشخصيات المهمة والقيادية. وهناك الإدارة بإهمال الخطابات الرسمية، وتجاهل الردود المعنية، وبمقاومة التغيير والتمسك بالنمطية. أخيرا وليس بآخر الإدارة باتباع سياسة التفريق وخلق الروح العدائية، أما سياسة الفريق الواحد فهي لدى المدير.. قصة خرافية!. هذا غيض من فيض، وهذا مجرد "دزينة" كما يقول الأخوة في احد البلدان العربية، أما المجلدات فهي حبلى بالمفاجآت البائسة منها والمأساوية. هل هناك نظريات بعد هذه النظريات؟ حاشا وكلا ولا. حفظ الله المدير وأمثاله من كل إدارة أو ترقية.