هل تذكرون المفاجأة المذهلة التي فاجأتنا بها احصائيات تقدير احتياطيات البترول عام 2010 (قبل خمس سنوات) بأن فنزويلا أصبحت تملك أكبر احتياطي بترول – بدلا من المملكة – حيث قفز احتياطي فنزويلا فجأة من 76.85 مليار برميل الى 300 (أربعة أضعاف) مليار برميل. الآن بعد خمس سنوات من المفاجأة الأولى تتكرّر المفاجأة الصاعقة بأن أميركا (نعم الولاياتالمتحدة الأميركية) تملك أكبر احتياطي بترول – بدلا من فنزويلا التي تأخرت من المركز الأول الى المركز الثامن – حيث قفز احتياطي أميركا فجأة من 55.0 مليار برميل الى 264 (خمسة أضعاف) مليار برميل. هذا الإعلان الصاعق عن قفزة احتياطي بترول أميركا بالتأكيد ليس مفاجئا للمتخصصين في شؤون البترول فهو لا يعدو أن يكون مجرد إعادة لتعريف الاحتياطيات وليس اكتشافات جديدة. ودوافع هذا الإعلان الآن هو التسابق على الشهرة من المكاتب الاستشارية للدعاية ولفت الأنظار اليها. لكن العتب ليس على هذه المكاتب فهي تسعى للحصول على مصادر عيشها ولكن العتب على الإعلام الغربي (لم أقل العربي) الذي يغتنم هذه المناسبات ليشمت في دول أوبك ويستفزها لكي تدخل في منافسة محمومة فيما بينها للإعلان عن احتياطيات جديدة والتسابق في زيادة انتاجها بحجة الدفاع عن حصتها وبقاء أسعار البترول منخفضة خشية تطوير الاكتشافات الجديدة في البلاد التي تستورد البترول لا سيما أمريكاوالصينوالبرازيل الذين وضعتهم الإحصائية الجديدة في مقدمة الدول التي لديها احتياطيات كبيرة. الواقع منذ القدم (على سبيل المثال قبل 30 سنة عندما كنت أجمع المعلومات لرسالتي للدكتوراه) كانت تقديرات البترول بجميع أنواعه تتراوح بين 8 تريليونات برميل الى 88 (نعم 88) تريليون برميل فليس جديدا الآن ان يأتي كل يوم مكتب جديد فينبّش في السجلات القديمة ويتلاعب بالأرقام ثم يزعم بأنه قام بدراسة لحقول بترول العالم جميعها حقلا حقلا كما يزعم الآن مكتب Rystad (مقره النرويج من أصول هندية) بأنه درس ستين ألف حقل في شتى أنحاء العالم ليخرج بإحصائيته الفلتة التي أصبحت تتناقلها وسائل الاعلام الغربية وكأنها معلومات جديدة توصّل اليها بضعة محاسبين وهم جالسون على مكاتبهم. تعريف احتياطيات البترول لدى بعض المختصين تعريف فضفاض يمكن ان يتسع ليشمل كل بقعة في الكرة الأرضية يمكن نظريا ان تحتوي على مكونات يمكن نظريا استخراج البترول منها بغض النظر عن القدرة التكنولوجية ناهيك عن القدرة الاقتصادية التي هي (أي القدرة الاقتصادية) وحدها فقط التي تحدد الاحتياطي الفعلي للمورد النهائي الذي يمكن أن ينتجه ويستهلكه الانسان. وفقا للترتيب الجديد لأكبر احتياطيات البترول في 12 دولة الاولى في العالم مرتبة من الاحتياطي الأكبر الى الاحتياطي الأصغر كالتالي: اميركا 264 مليار برميل، روسيا 256 مليار برميل، المملكة 212 مليار برميل، كندا 167 مليار برميل، ايران 143 مليار برميل، البرازيل 120 مليار برميل، العراق 117 مليار برميل، فنزويلا 95 (لاحظ كانت الأولى) مليار برميل، المكسيك 72 مليار برميل، الصين 59 مليار برميل، الكويت 52 مليار برميل، الامارات 48 مليار برميل. هذه الدراسة حديثة صادرة توا بتاريخ 4 يوليو (قبل 10 أيام) وقد أحدثت فرقعة كالرعد فهي رغم انها زادت احتياطي العالم الى 2.092 تريليون برميل بعد ان كان 1.698 تريليون برميل الا انها خفضت احتياطي دول أوبك تخفيضا مفجعا من 1.212 تريليون الى 0.823 تريليون ومعظم التخفيض في احتياطي فنزويلا ثم احتياطي الكويت الذي خفّضته الى النصف من 102 مليار برميل الى 52 مليار برميل وكذلك خفّضت احتياطي الامارات الى النصف من 98 مليار برميل الى 48 مليار برميل ولكن الدراسة توصّت بشقيقتنا قطر فرفعت احتياطها من 26 مليار برميل الى 44 مليار برميل.