تخيل عزيزي القارئ عزيزتي القارئة أن تستيقظ الصباح وتحمل نظارة تحيطك بتفاصيل اليوم، كالطقس والمواعيد والرسائل الإليكترونية الواردة، ولنستمر في التخيل أنك تسير في الشارع وعند الالتفات إلى أي مبنى عام أو ثقافي أو حتى أستاد لكرة القدم وتطلب من النظارة تزويدك بتفاصيل المبنى وتقوم بتزويدك بالمعلومات. يطلق على هذه التقنية الواقع المعزز (Augmented Reality) واستخداماتها لا تقف عند النظارة فقط بل هي تقنية شاملة وسيكون استخدامها خلال السنوات القليلة القادمة على نطاق واسع في مجال التجارة والتعليم والصيانة والتدريب وغيرها، حيث بمقدور التقنية على مستوى التجارة الإليكترونية أن يتمكن الشخص من افتراض أمر ما على الواقع ومن ثم الحكم على ملاءمته ومن الأمثلة على ذلك استخدام التقنية في التأثيث حيث يمكن تصوير أي غرفة في المنزل عبر تطبيق الشركة في الهاتف ومن ثم مشاهدة خيارات مختلفة من الأثاث الملائم – وهذه التقنية متاحة حالياً - وعلى مستوى الأزياء تجربة ملابس مختلفة قبل الشراء ما يتيح للعميل خيارات واسعة بجهد محدود، بينما على مستوى الصيانة فبمجرد الإشارة إلى الجهاز يقوم التطبيق بإيضاح تفاصيل الجهاز أو طرق إصلاح العطل، وغيرها الكثير من المجالات التي يمكن أن تستخدم فيها التقنية ولكن أشهر استخدام للتقنية سيكون عبر النظارة. سميت التقنية بالواقع المعزز حيث إن مستخدم التقنية لا يغادر البيئة الواقعية وإنما تكون تفاعلية بشكل أكبر حيث تتيح التقنية معلومات ومقاطع فيدو وصوتيات، بينما في تقنية أخرى وهي الواقع الافتراضي (Virtual Reality) يغادر مستخدم التقنية لبيئة أخرى افتراضية وهنا يكمن الفارق بين التقنيتين، والحقيقة أن بعض المتخصصين في الإعلام يعتبرون أن نمط الواقع المعزز الجيل الثامن من وسائل الإعلام، حيث يعد الهاتف الذكي السابع والإنترنت السادس وما سبقها هي وسائل الإعلام التقليدية العريقة. تقنية الواقع المعزز ستكون هامة جداً وستكون النظارة وتطبيقات الهاتف المحمول الخاصة بالتقنية أهم استخداماتها وبحسب بعض التقديرات سيبلغ حجم السوق بحلول العام 2020 ما يقارب ال 120 مليار دولار (450 مليار ريال)، وسيبلغ عدد مستخدمي التقنية مليار شخص. [email protected]