ثلاث تقنيات تسير بشكل مذهل، وفي حالات تتكامل، هذه التقنيات في طريقها لإبداع مسار جديد للبشرية، وتغيير كيف تعيش، تتفاعل، تعمل وتتعلم وهذه التقنيات هي: الواقع الافتراضي (Virtual Reality)، الواقع المعزز (Augmented Reality)، والواقع المختلط (Mixed Reality)، والذي يكون في خليط من الواقعين الافتراضي والمعزز. في مقال اليوم سنقصر الحديث عن الواقع المعزز، ففي مجال السلامة المرورية بمقدور التقنية تنبيه السائق خلال القيادة على المخاطر المحتملة في الطريق كتوقف الطريق المفاجئ أو مرور مشاة بشكل غير متوقع فضلاً عن خريطة تفاعلية للطريق، كل ذلك يظهر على النافذة الرئيسية للسيارة حتى لا يصرف السائق نظره عن الطريق، وهذا بالطبع ما يقلل من مخاطر الطريق. على مستوى الحياة العامة، فبمقدور التقنية بمجرد ارتداء نظارة الواقع المعزز تزويد المستخدم بمعلومات عن المباني كمحتويات المباني الثقافية كالمتاحف بحيث يستطيع الشخص معرفة المحتويات ليتخذ القرار المناسب أو معلومات تجارية كأسعار السكن في الفنادق، وهذا يعني أن بمقدور التقنية أن تكون بمثابة المساعد الشخصي والمرشد السياحي وبوابة للمعارف والعلوم بشكل مستمر ودون مجهود كبير، وهذا يكشف عن حجم التحول الثقافي والمعرفي الذي يمكن أن تحصل عليه البشرية بمجرد الحصول على التقنية. على مستوى التعليم أو الصيانة في حال تعطل أي جهاز وعبر الاتصال المرئي فيمكن للشخص المختص التواصل مع الشخص المتواجد بالقرب من الجهاز وإرشاده على موقع الخطأ وطريقة الإصلاح من خلال تفاعله المباشر مع الجهاز من خلال إضافة رسوم إيضاحية، ولنا أن نتخيل حجم الوقت الذي سيتم توفيره وسرعة الإنجاز الذي ستتحقق من وجود هذه التقنية. تحتوي النظارة على كل الأدوات التي يحتاجها الشخص للتفاعل مع البيئة المحيطة وبعض التقنيات (النظارات) كنظارة مايكروسوفت هولولينس فمن الممكن من خلالها تصفح الإنترنت أو قراءة البريد الإليكتروني أو إجراء اتصال هاتفي عبر النظارة أو مشاهدة التلفاز، وإذا كانت التقنية بمقدورها أن تقوم بكل ذلك عبر جهاز واحد فقط فهذا يعني تغيير ثقافة الحياة، وتقليل من حجم الطاقة الكهربائية المستخدمة وتوفير كل التطبيقات واحتياجات الإنسان عبر نظارة واحدة، وهذا يعني أن العالم اليوم يعيش ميلاد مرحلة جديدة.