بعد السؤال والاطمئنان عليك.. وهو الأهم عندي.. سوف أبدي رأيي للرواية بعد قراءتي لها.. لأني في رسالتي الأولى قدمت نصيحة لما أثار حولك من جدل. ونقد.. ونقاش.. وكان ذلك قبل قرأتي للرواية مواكبة للأحداث.. وهناك من فهم قصدي انها بمثابة نصيحة ومنهم من استرسل علي نقداً وأوصلوني في عالم يفوق عالمي الصحافي المتواضع (النقد الروائي) له ناسه وأنا لا استطيع الخوض فيه لأنه يحتاج دراسة.. أنا أهدف بكتابتي المتواضعة خيراً لمن أرى صورة ابنتي فيها.. ومجتمعي والآن أقدم رأي الصريح في الرواية لأن الأم لا تجامل ابنتها.. فليكن صدرك رحب يتسع قولي الرواية ممتعة، تشد للقراءة مشوقة، شبيهة في عرضها للروايات المصرية اظن كنت تقرئيها دائماً، توحي بخفة الظل والوناسة تميل للتدين نوعاً ما استشهاد متنوع ولكن ما حز في نفسي عرض آيات الله في سير الحب والمحبوب قال تعالى: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} بها نوع نادر من الجرأة في وصف بعض المواقف المثيرة للغرائز، ارسال إيميلات مع الشباب اعتبره خطأ سلوكيا كأم لأن الإنسان مهما بلغ من تطور يبقى على مبادئ دينه لأن ديننا ثابت لا يتغير، اختيارك ليوم الجمعة للإيميلات خطأ لأن يوم الجمعة له فضله وكيانه وبه ساعة استجابة فكيف يكون التفريط بساعاته ووقته الثمين، التعميم في الاسم أيضاً التحديد أفضل الأسماء التي سردت نهاية القصة محددة ومناسبة وكان سلمت الثورة الأولى عند عرضك للرواية ولكن أنت شقية في كتابتك ويمكن تعمدت ايذاء بنات الرياض مزحاً. المطالبة بالتطور والضجر في العيش في مجتمعنا ورد في الرواية أكثر من مرة.. ولذلك اعطي فكرة عن مفهوم التطور ينتج تطور المجتمعات من تطور الأسر لأن تكوين المجتمع من مجموعة أسر فلو كل أسرة طورت أبناءها باستقلالية الرأي، أعطتهم حرية التفكر، التبصر في أمورهم حرية في حدود المعقول مع المتابعة، وليس المراقبة لأن المتابعة تولد الحب والثقة أما المراقبة تفقد المصداقية لهم وعدم تركهم في دنياهم يسبحون ويرتكبون أخطاء تلو الأخطاء كأمثلة بطلات القصة، مع التمسك بمبادئ الدين الإسلامي، أما لمن قال قد اظهرت الرواية المخفي والمستور والفضائح، في هذا البلد المنظور في الحقيقة أنا هلعت وقلت الله يستر وعندما قرأت الرواية تعجبت لأناس تشمتوا فينا لشريحة متواجدة في كل الدنيا.. نتيجة التفريط في حقوق الرعية، لأن من يسكن المملكة أو الرياض بشر كغيرهم وليسوا ملائكة لأن الملائكة لا تسكن الأرض، يخطئون ويستغفرون ويوجد أيضاً شياطين الجن والأنس فأي إنسان معرض للخطأ والنسيان. إلا من رحم ربي والآن سوف اسرد كل قصة واخذ العبر لأن كل خطأ يجر لموعظة يتعلم من أخطائه. القصة الأولى (قمرة) ضحية لأم سلبت شخصيتها في تدخلها وزوج اجبر على الزواج منها دون تأنيب للضمير ولا خجل ركنها بركن المنزل كقطعة أثاث تتخبط وهو يلهو مع من أحب (تعلق راشد بمحبوبته رغم قلة جمالها نتيجة (الفراغ العاطفي) الذي لم يشبع من الابوين فأحب من عطفت عليه وكان أول تيار عاطفي يقابله المفروض من راشد أن لا يتزوج حتى يقتنع بتقدير هذا الزواج حتى لا يجني على هذه المسكينة لأنه أناني يريد أن يجرب هل يستطيع الاستقرار؟ تجربة فاشلة على حساب غيره والواجب من قمرة بعد صدمتها أن تثبت ذاتها وتصلح من نفسها أي تطور نفسها وتكسب غربتها، في تعلم اللغة أو الدراسة تغير مجرى حياتها وتتعرف على معشوقته وترى النواحي الإيجابية التي بها وتقتبسها لنفسها تجربة لاصلاح راشد والمحافظة على بيتها وزوجها فأي إنسان يواجه مشكلة يجب أن لا يستسلم لها يحاول في الإصلاح قدر المستطاع لا يستسلم ولا يضعف والله يعين، المسألة تحتاج صبرا وقوة إيمان وشجاعة وتكتم على حياتها ولا تدخل أهلها أو أي أحد في شؤونها لأن لا أحد يستطيع أن يغير المكتوب نحن نحاول الصلاح وندعو الله والله يقدر المقادير ولكنه يعين على فعل الخير دائماً لأن الله طيب ويحب كل طيب. القصة الثانية قصة (سديم) ضعف لا إرادي نتج عن (فراغ عاطفي) وأول ما وجدت الأمان استسلمت واللي كان كان لم تخطئ ولكن لم تؤقت سبقت الأحداث، المفروض من وليد يحكم عقله ويسأل نفسه، من أنا؟ ومن هي؟ ولماذا حصل؟ وعلى أي شيء يدل؟ كره؟ حب؟ لو ترجم تصرفها لما هرب ومن يفعل ذلك له عواقب غير محمودة لأن الدنيا قصاص يمكن الله يقتص من الابنة أو الاخت فأيضاً أنانية وليد أجبرته على تركها، دون تفكير في مصيرها، لأن معظم الرجال يميلون إلى الثقل والغموض ويحب أن يتعب خلف حبه ليطوله لذلك أغلب النساء العاطفيات يفشلن لأنها تصب ما عندها فيصاب الرجل بالملل ولكن لو كسب هذا القلب العاطفي لجنى خيراً كثيراً فامتد خطأها في حبها لفراس لأنها لم تشبع عواطفها وصدمت أيضاً بخيبة الأمل لأن المرأة العاطفية صادقة وترى صدقها في من تحب مثلها.. فهروب فراس من حياتها أنانية أيضاً لأنه لم يأمنها أن تكون أما لأولاده فالرجل يهوى كما يريد ولكن يتزوج المفيد أي بنت الناس كما يقولون وهذا من حقه ولكن يتقي الله في بنات الناس ويؤجل عشقه لزوجة المستقبل ويبتعد عن أنانيته يعشق خارج بيته.. ويهمل حب زوجته وأم عياله لأن المرأة بشر لها احساس وكيان اللي تعشق تريد زواجا واللي تتزوج تريد إخلاصا، اما أنت تحب وتعشق على كيفك والمرأة تتحمل أخطاءك أيها الرجل أبعد عن الأنانية بل تخلى عنها واتركها للأبد لتكون رجلا وإنسانا.. مثل طارق الذي أخلص في حبه لابنة خالته دون دنس أو حرام دفن حبه في صدره واخلص فيه إلى أن شاء القدر فلذلك أكد أننا مهما فعلنا واخترنا وأن حبنا المكتوب هو الذي يتحقق وطارق قد قبلها وأحبها بعيوبها لأنه عرفها وسوف يجد خيراً إن شاء الله. القصة الثالثة (ميشيل) وهي ضحية الزواج من أجنبية، حيث اختلاف البيئات فلم يتم التأقلم للأم ولا البنت لأن البنت نشأت مثل أمها كما (في المثل اكفي الجرة لتمها تطلع البنت لأمها). القصة الرابعة والأخيرة وهي قصة (لميس الشقية) في البداية لميس لم تخطئ كثيرا ويدل على انها تعيش ترابطا أسريا، ولكن مع شوية حرية لأنها تخطئ وتفرمل، والهيئة كان درسا لها ولكن بقيت على جرأتها فهنا أحب أوجه كلمة لرجال الحسبة عند قبضهم للاثنين غير محصنين يجب أن تأخذ الرأفة بهم وتقدير ظروفهم وصغرهم تكون النصيحة مجدية لهما أكثر من الشدة والقسوة لأن ديننا النصيحة، أما المحصنون، فيحتاجون سكينا عفواً ينزل عليهم أشد العقوبات ولا تأخذكم بهم رأفة ولا رحمة.. فاختارت لميس حياتها بكل صبر وروية وهذا قدرها قبل كل شيء ولكن أجادت التصرف حيث الثقل والحكمة. رغم جرأتها وكان الأفضل لها أن تكون أعقل ولكن هي الأرحم فيهن بيت أم نوير (بيت العشاق) المفروض امرأة كبيرة تكون حكيمة في تصرفاتها ولا تجعل بيتها مقرا للعشاق ولكن الجهل غلب عليها ولم تستطع أن تنشئ إبنا رجلا، الله يهديها هي وأمثالها. وقبل أن اختم موضوعي أنادي كل أب، بأن يعرف دوره تجاه رعيته وهو مسؤول أمام الله عنها إذا ما فرط فيها ويكون أخا لأبنائه وناصحا إذا كبروا يلاطفهم ولكن بحزم وعدم الافراط في تدليلهم.. وأهم شيء يكون قدوتهم. أنادي كل أم وأقول لها لقد اكرمك الله بفضل أكثر من الأب وجعل الجنة تحت أقدامك لماذا؟ لأنك تتحملين الأب وأبناءه فدورك عظيم حيث التربية الصالحة دون شدة أو تهاون، والمساواة والعدل يولد الألفة بينهم واشباع الفراغ العاطفي عندهم ليطفئ لهيبهم وهو أهم ما في التربية قولاً وعملاً، الدعاء الكلام والألفاظ الطيبة عدم السخط لأنهم لو أصابهم مكروه سوف تجني عليهم وعلى نفسك.. عملاً حضنك الدافئ الذي يتسع لملايين البشر وهبك الله إياه فلا تبخلي عليه لهم، التقبيل ويكون ذلك للجميع كبيرهم وصغيرهم ولا تقولي ولدي أصبح رجلا وابنتي شبت كذلك وتخجلي كلما شبوا احتاجوا حناناً فالحنان يولد عندهم الثقة والاعتزاز بالنفس واقتناعا، فلا يبحثوا عن حنان خارج فيسلموا من الخطأ بعد حماية الله التي تأتي بالدعاء لهم وخير دعاء لهم (اللهم صب عليهم الخير صبا صبا ولا تجعل حياتهم كدا كدا) وقبل كل ذلك غرس العقيدة الإسلامية في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم فبتقوى الله يبعدوا عن المعاصي والفتن مع إعانة الله لأن النفس البشرية تولد على الفطرة أي رفض كل منكر وقبول كل طيب وبتقوى الله تمتنع ويكون قدوة صالحة لهم وإبعادهم عن المشاكل لأنها تشدد الذهن فليسود الوئام في الأسرة. أما ندائي لأبنائي الشباب أن يتقوا الله في بنات الناس وأن يرى كل بنت أخته فما يرضاه لها يفعله، أما بناتي الحبيبات اتقي الله في نفسك يا بنتي ولا تجعلي نفسك سلعة معرضة للإيذاء واللعب بمشاعرك وعواطفك أنت غالية ولك مكانتك في الإسلام فلا تنزلي بنفسك للانحطاط والدمار وحتى لو لم توفقي في حياتك فاصنعي نفسك ولا تدمريها من أجل رجل ابحثي عن مواهبك ونميها وعيشي حياتك بما يرضي الله تعوضي خيراً واخير دعائي لكل الأسر بسعادة دائمة لإنشاء أجيال صالحة تعيد أمجاد أمتنا الإسلامية والله الموفق.