لم تكن المرة الاولى.. ولن تكون الاخيرة التي تتطاول فيها بعض الصحف الغربية الحاقدة على الاسلام والمسلمين.. وتسيئ فيها الى خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم بما يكتبه بعض الصحفيين الغربيين الحاقدين.. وبما تنشره بعض صحفهم من رسومات مسيئة للرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. ورغم ما تحاول صحف الغرب ان تجعل منه مبرراً لمثل هذه التصرفات والاخطاء الفادحة التي يرتكبها بعض الرعاع والساقطين من الصحفيين الغربيين في صحفهم الحاقدة؟! بالطبع لا تملك ان توقف مثل هذه الاحقاد.. ولا نملك استئصالها من عقول وأفكار هؤلاء المنحرفين الذين لا يقيمون للأديان وزناً.. ولا يقدسون حرمة الانبياء والرسل.. وهم بالتالي لا يملكون اخلاقاً ولا قيماً تمنعهم عن فعل أي شيء يخطر على بالهم.. فهم كالانعام.. بل اضل سبيلاً. ولكن الدول الاسلامية مجتمعة تستطيع أن تقوم بالكثير لدى حكومات تلك الدول.. وهي الدنمارك والنرويج.. وتستطيع أن تضع حكومات تلك الدول في صلب القضية.. وتوضح لها أن ما يفعله هؤلاء السفهاء في تلك الصحف بحجة حرية التعبير والفكر هو بعيد كل البعد عن حرية الفكر والتعبير.. وهو في الواقع من أشد صور الارهاب الفكري التي تمارس للنيل من الاديان.. والتعرض لرموزها المقدسة.. والتطاول على الانبياء والرسل الذين جاءوا بالرسالات السماوية لهداية البشرية.. واخراجها من العبودية للمخلوق الى عبادة الخالق.. ونشر روح المحبة والسلام والتعارف والصداقة بين كافة شعوب وأمم الارض دون تفريق بين أبيض او أسود.. وبين أحمر او اصفر!! فما يقوم به هؤلاء الصحفيون والرسامون من كتابات ورسوم يعتبر خروجاً سافراً على حرية الفكر والتعبير.. لأنه يتعرض للأديان التي تعتنقها الأمم عن قناعة منها.. ومن منطلق حريتها الفكرية والعقائدية والتعرض لهذه الأديان.. وتصوير رسلها وأنبيائها بما لا يليق هو نيل وتطاول على حرية تلك الأمم.. وخروج عن كل الاعراف والاخلاق والقرارات الدولية التي تحث على الحوار بين الاديان ومنع كل ما يؤدي الى النيل منها.. او تشويهها تحت أي مسمى؟! كما ان مثل هذه التصرفات التي يقوم بها بعض الساقطين في الإعلام الغربي تمثل أحد الاسباب المؤججة للارهاب.. والداعية له.. والحاضنة لأجنته وبذوره.. والتي تساهم في خلق التعصب الديني.. والدعوة له.. وتكريس كراهية الاديان لبعضها!! أقول تستطيع الدول الاسلامية مجتمعة من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي أن تسجل احتجاجاً قوياً وفاعلاً لدى حكومتي الدنمارك والنرويج يمنع ويوقف مثل هذه الحملات الشرسة على الاسلام ونبي الاسلام.. واذا لم تنجح هذه الاحتجاجات.. فأعتقد ان بامكان الدول الاسلامية ان تتخذ قراراً جماعياً بمقاطعة كل المنتجات الدنماركية والنرويجية.. وكل الصناعات القادمة من هذين البلدين.. فنحن قادرون وبكل بساطة على الاستغناء عن زبدة لورباك، وحليب أنكور والجبنة الدنماركية.. وكل ما نستورده من هذين البلدين.. وهذا أقل وأبسط ما يمكننا ان نعبر به عن احتجاجنا.. وغضبنا من التطاول على نبينا صلى الله عليه وسلم.. فهل نحن فاعلون؟!