اشارة الى الخبر المنشور في صحيفتكم ليوم الاحد 23/11/1426ه للعدد رقم (13698) عن قيام الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ممثلة في مركز عثمان بن عفان بالرياض بالاعتذار لأحد المواطنين الذين تم القبض عليه خطأ وتم الاعتداء عليه من اعضاء الهيئة ومطالبة المذكور بحقه لايقاف مثل هذه الاخطاء (المتكررة) على حد زعم المذكور. فأقول: ان الانسان ليس بمعصوم عن الخطأ، فكلنا ذوو خطأ، ولست بمنافح عن هذا القطاع العظيم ولست بمحام عن اعضائه، ولكن احببت ان اوضح للأخ المعتدى عليه: أليس قطاع الشرطة ورجال الامن يخطئون بلى والله يقعون في اخطاء لا تعد ولا تحصى، فأعرف بعض الاصدقاء الذين تعرضوا لأخطاء فادحة من رجال الدوريات الامنية التي لا تغتفر احياناً، ولكن ارى انهم تسدل عنهم الأعين وتصفح عنهم الزلة بل الادهى والأطم من ذلك اخطاء الاطباء الذين ترتبط بأيديهم بعد يد الله عز وجل حياة الانسان ولا نجد إلا التهميش منهم إلا الشيء اليسير. أما إذا وصل الامر الى رجال الهيئات فترى بعض الصحف تستشف منهم اما بأثر رجعي او بتصفية حسابات - ان صح التعبير - فلا تدع لهم شاردة ولا واردة إلا سلطت المجهر عليهم. إن حراس الفضيلة رجال الهيئات ليسوا بمنأى عن الاخطاء، ولكن هنالك امور يجب ان يعرفها العامة: 1- انه قطاع الدولة الوحيد الذي لا يعرف الكسل، فالمراكز مفتوحة 24 ساعة في خدمة الجميع. 2- رغم ضعف الامكانات الحديثة، إلا انه ما زال يسيطر على كثير من المخالفات كمصانع الخمور وأوكار القمار والدعارة. 3- انه القطاع الحكومي الوحيد الذي لم تنصفه آراء الكتاب بذكر المحاسن. 4- الاداء المتميز لأعضائه في الحفاظ على أمن المواطن جنباً الى جنب مع رجال الدوريات الامنية. وبعد كل ذلك لعلي اضرب للأخ المعتدى عليه مثالاً اطلب منه العبرة منه: هب لو ان لك جاراً يحسن اليك وتحسن اليه فيوم قد ارسل لك طعاماً، ويوماً دعاك الى مأدبة يقيمها، وهو مع كل ذلك يراقب منزلك حماية لك من الاعداء، ويتابع ابناءك ويعطف عليهم اذا رآهم حباً وحناناً لهم يساويهم بأبنائه. وذات يوم حصلت مشكلة بينك وبينه بسبب اعتداء من احد ابنائك بأن قام برمي حجر على بيته، فقام هو عن غير قصد برمي الحجر على احد نوافذ بيتك فكسرها. فندم على فعلته واسرع اليك يطلب السماح عن فعلته التي فعلها عن غير قصد فقل لي ما كنت فاعلاً؟! ولم تنس في الوقت نفسه احسانه واحترامه لك كأخ وجار؟ ان رجال الهيئات بشر، يخطئون ويصيبون، وهم في المقام الاول والاخير رجال دولة مثلهم كمثل رجال الدوريات والامن عموماً، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، ولذا يجب علينا احترام مركزهم، والعفو عند المقدرة من شيم الرجال واني لأجدها فرصة لأوجه رسالتي للاخ المعتدى عليه فأقول: قل لي بربك: اضرب لي مثالاً على قطاع لدينا يرسل لك اعتذاراً يقدمه لك على خطأ اقدم عليه؟! هؤلاء هم رجال الهيئات، حماة الاعراض وحراس الفضيلة. أدام الله عزهم ونصرهم على من ظلمهم، ووقاهم وهداهم الى صراطه المستقيم، وادام على بلادنا نعمة الامن والامان برعاية رجل الامن الاول: خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو وزير الداخلية ونائبه ومساعده انه جواد كريم.