سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السنيورة: الورقة العربية المطروحة لا تلبي طموحات اللبنانيين وعلى سورية أن تلعب دوراً في إنهاء الوجود الفلسطيني المسلح خارج المخيمات الوضع اللبناني: «هبة» باردة وأخرى ساخنة في انتظار عودة الوزراء الشيعة
في انتظار الترجمة العملية للحوارات اللبنانية - اللبنانية، التي تمت في طائرة الوفد الرئاسي اللبناني الذي انتقل أمس الأول للتعزية في الكويت وإمارة دبي، والذي عكس الصورة الحقيقية للبنان، فإن الوضع اللبناني بقي على حاله، تتقاذفه هبة ساخنة من هنا وأخرى باردة من هناك، فيما تعقد الحكومة اللبنانية جلستها الأسبوعية الخميس برئاسة الرئيس فؤاد السينورة، وغياب الوزراء الشيعة الخمسة المقاطعين، فإن عقدة هؤلاء الوزراء ستبقى على ما يبدو معلقة، وربما تبقى عن هذه الحال، أمداً أطول، بعد اعلان نائب الأمين العام «الحزب الله» الشيخ نعيم قاسم بأن ليس هناك قرار بانهاء مقاطعتهم ولا باستقالتهم. وكان الرئيس السنيورة. وبعيد عودته إلى بيروت، مع وفد التعزية الرئاسي والسياسي والروحي، توقع ان تترجم نتائج المشاورات السياسية التي جرت خلال المرحلة ايجاباً في وقت قريب، مشيراً إلى أن هذه المشاورات مهدت الأجواء لانطلاقة مبادرة الحوار التي سبق وطرحها رئيس النواب نبيه بري. وتحدث السنيورة عن أن الحوارات التي تخللت رحلة الوفد في الطائرة اسهمت في كسر الجليد، في اشارة منه إلى ما دار في خلوة بين الرئيس بري وبين الوزير غازي العريضي، والقائم بينه وبين رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد، إضافة إلى حلقات حوارية اخرى اسفرت أيضاً عن اتفاق مبدئي على تشكيل مجلس اسلامي اعلى بين السنة والشيعة تكون رئاسته مداورة وتتركز اعماله واهتماماته على متابعة الشؤون الوطنية العامة واقتراح المواقف في شأنها. وذلك في خطوة تقطع الطريق على تكرار المحاولات في الآونة الأخيرة والمعروفة المصدر، لإثارة النعرات والاحقاد وخلق فتنة طائفية. وعشية الجلسة الحكومية اليوم، زار الرئيس السنيورة أمس الرئيس اللبناني اميل لحود الذي ما يزال ممتنعاً عن ترؤسه لهذه الجلسات في غياب الوزراء الشيعة، وأوضح السنيورة بعد اللقاء أنه تشاور مع الرئيس لحود في عدد من القضايا، مبدياً تفاؤله بعودة الوزراء إلى الحكومة، مؤكداً أن الخيار لدينا هو أن نتفق. وقال إن الرئيس بري كانت له سمات أساسية وستكون له متابعة لموضوع الحوار، كما أكد أنه بحث مع الرئيس لحود في موضوع فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، وان الرئيس بري سيبحث هذا الأمر مع رئيس الجمهورية دون أن يفصح عن المواضيع المقررة في هذه الدورة الاستثنائية. وعن تشكيل المجلس الإسلامي الشيعي - السني قال إن هذا الموضوع أعطي الكثير، نافياً أن يكون يعزز الطائفية. ورأى أن الخطوة الأولى للحوار هي قيام حوار برلماني. ولفت إلى أن التركيز الآتي هو على عودة الوزراء المقاطعين. وأكد أن المبادرة السعودية هي مجرد أفكار سورية، معتبراً أن الورقة المقدمة الآن لا تلبي الطموحات التي تجمع عليها الغالبية الساحقة من اللبنانيين. ورأى أن لبنان المستقل يستطيع أن يكون قوياً. وأكد على ضرورة أن تلعب سوريا دوراً في موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، نافياً وجود علاقات مقطوعة مع سوريا، وشدد على أهمية قيام مؤتمر دعم لبنان، وأكد أنه بتنفيذ اتفاق الطائف نرتاح. ورفض الرئيس السنيورة التعليق على مواقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي وصفه «بالزعيم» وقال إن تاريخ جنبلاط الوطني والعروبي ليس بحاجة إلى شهادة. من جهته نفى سفير مصر في لبنان حسين ضرار بعد اجتماعه الى الرئيس بري وجود مبادرات عربية بل أفكار سورية نقلت عن طريق المملكة العربية السعودية. ولفت في هذا السياق الى الدور المصري والاتصالات التي يقوم بها الرئيس حسني مبارك للبحث في ما يمكن عمله لتخفيف الاحتقان بين لبنان وسوريا، بمعزل عن عملية التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومن دون أن يكون ذلك على حساب لبنان.