خيمت حالة من القلق على الأسواق النفطية في بداية تعاملاتها أمس بسبب تجدد المخاوف من احتمال تأثير الأجواء السياسية المتوترة في القارة الآسيوية والأفريقية على انسياب النفط إلى الأسواق العالمية وبالتالي خلق أزمة نفطية تفضي إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات قد تتخطى 100 دولار خلال الأشهر القليلة القادمة حيث يصل استهلاك النفط إلى الذروة في ظل زيادة الطلب نتيجة إلى تدني درجات الحرارة في دول النصف الشمالي من الكرة الأرضية إضافة إلى النمو الاقتصادي المضطرد الذي تشهده كثير من بلدان العالم الصناعي. وظلت التعاملات أمس حذرة في الأسواق الأوروبية والآسيوية فيما بقيت الأسواق الأمريكية مغلقة لعطلة يوم «مارتن لوثر كنج» الوطنية مما أعطى فرصة لخام برنت في الصعود بمقدار 92سنتا للبرميل ليحقق سعرا بلغ 63,18 دولاراً للبرميل تدفعه مخاوف بشأن إمدادات النفط من إيران ونيجيريا اللتين تعتبران من أكبر الدول المصدرة للنفط في منظمة الأوبك حيث تدور فيهما أحداث سياسية متوترة قد تؤثر على مستقبل أسعار النفط إذا ما تفاقمت هاتان الأزمتان. وتشير التوقعات بأن أسعار النفط تتجه إلى الصعود إلى مستويات قد تتجاوز 100 دولار للبرميل إذا ما مضت الدول الغربية قدما في فرض عقوبات اقتصادية على إيران واستمرت مشكلة نيجيريا دون حل ، إذ إن هاتين الدولتين من أهم الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك ، فإيران على سبيل المثال تضخ حوالي 2,4 مليون برميل يوميا إلى الأسواق العالمية بينما تضخ نيجيريا 2,3 مليون برميل يوميا فغياب 4,7 ملايين برميل يوميا من السوق البترولية بالإضافة إلى تقطع تدفق النفط من العراق لن يمكن الدول المنتجة من تعويض ذلك لكونها لا تملك طاقة إنتاجية فائضة سوى مليوني برميل يوميا ربما تتلاشى مع ضغط المستهلكين وارتفاع الطلب على النفط الخام. ومع أنني اعتقد بأن الدول الغربية ستدرس جميع ضمانات تدفق النفط إلى أسواقها بصورة تحقق استقرار الأسعار قبل الإقدام على خطوة مؤثرة ، إلا أنه قد يتهور الساسة الغربيون ويتخذون إجراءات نحو فرض عقوبات على إيران التي تجازف في مستقبلها الاقتصادي إن استمرت في تحدي المجتمع الدولي والمضي قدما في برنامجها النووي الذي سيجلب لها الويلات لا الخيرات ، وإذا ما حاولت الدول الغربية فتح منافذ جديدة لتدفق النفط إلى المستهلكين فقد نرى أسعاراً قياسية جديدة خلال العام الحالي. أسعار المعادن النفيسة استمرت في الصعود تدفعها عدد من المحفزات التي من أهمها تراجع صرف الدولار إلى اقل مستوياته السعرية أمام اليورو وكذلك لجوء المضاربين إلى المعادن النفيسة كملاذ آمن وسط تضارب الأنباء حول مستقبل أسعار النفط، فقد صعد الذهب إلى أعلى مستوياته منذ 25 عاما وبلغ 561,3 دولاراً للأوقية ، كما ارتفع البلاتين إلى 1043,3 دولاراً للأوقية ، وصعدت الفضة إلى 9,15 دولارات ،و واصل الزنك ارتفاعه متأثراً بارتفاع البلاديوم والألمنيوم والنحاس.