التطور الهائل الذي شهدته الدراسات اللغوية المعاصرة جاء متزامناً مع التطور المعرفي العام، فبرزت دراسات الألسنية كأحد أبرز أشكال الدراسات اللغوية أحدثها.. ولكثافة ذلك الاهتمام سعت مجلة عالم الفكر الى تخصيص محور عددها الأخير إسهاماً منها وتأكيداً على أهمية نشر «الثقافة اللغوية» في دائرة أوسع مما هي عليه الآن، وقد حمل العدد دراسات متخصصة في القضايا اللغوية. فيكتب د. سمير شريف استيتة «ثلاثية اللسانيات التواصلية» متناولاً حالة اللسانيات التواصلية والمجتمع والتلقي والاقناع والتواصل والغموض والتأويل، ويضم العدد دراسة للأستاذ بوشعيب برامو من المغرب تتناول ظاهرة الحذف في النحو العربي متطرقاً للمصطلح ومبادئ الحذف ليصل الى أن الحديث عن ظاهرة الحذف هو حديث عن نمط معين من الانحاء تستلزم الإجابة عن سؤال كبير هو: هل يعد النحو العربي نحواً وصفياً أم تفسيرياً؟ ويبحث د. محمد سعيد الغامدي «اللغة والكلام في التراث النحوي العربي» من خلال مظاهر «العامل» والعلة، والإعراب التقديري والتأويل متناولاً اللغة والكلام عند الخليل، وسيبويه من خلال «التوهم» وهو ما يعرف بالاتباع على التوهم، أو على المعنى أو على المحل، ويكتب أ. محمد عدناني: بنية اللغة في المشهد الشعري الغربي الجديد، من خلال العناوين: تهشم الشعراء فوق فقر اللغة، إعلاء الصمت وتمجيد البياض، ثم يُختتم المحور ببحث بعنوان: منهج المعرفة عند علماء العربية، للدكتور عبدالرحمن بودرع متناولاً منهج المعرفة في الخطاب النحوي. وبنية المعارف المتعددة وبنية أخذ المعرفة والنظر الواصف والواقع اللغوي الموصوف. يحمل العدد خارج المحور أبحاثاً متنوعة، فيكتب د. سامي عشيبة: التراث العلمي العربي والإسلامي.. القلب والدورة الدموية تبعاً لابن رشد، ويحث للدكتور علي أسعد وطفة بعنوان: ثقافة الطفل العربي في زمن التحديات، ويختتم العدد ببحث د. محمد الشيخ: جاذبية الحداثة ومقاومة التقليد.. الفكر المغربي في مفترق طرق.. وفيه يتناول الشيخ مشروع المفكر عبدالله العروي ومقومات الحداثة القائمة على أعمال العقل والفردانية والحرية، ثم يتناول مشروع محمد حامد الجابري وعلي أومليل وطه عبدالرحمن.