تتطلع الأغلبية من طلاب المرحلة الثانوية إلى الالتحاق بالجامعة لتحقيق آمالهم الكبيرة في اكتساب المعرفة النظرية والعملية استعداداً لمستقبل زاهر في حياتهم العملية بإذن الله تعالى. ولا شك أن معيار النجاح في الجامعة لا يقتصر فقط في الحصول على المؤهلات العلمية أو النظرية المناسبة، بل ان هناك أيضاً الجانب غير الملموس من عملية التعلم، وهو اكتساب الطالب القدرة على التكيف مع ظروف الحياة والتمتع بعلاقات فكرية واجتماعية مع أساتذته وزملائه. ويعاني بعض الطلاب الذين يلتحقون بالجامعة من انخفاض معدلاتهم الفصلية والسنوية، مما يدل على عدم تكيفهم مع ظروف الحياة الجامعية، ويعود ذلك لعدة أسباب من أهمها ما يلي: - التغيب عن حضور بعض المحاضرات والدروس العملية. - عدم بذل الجهد الكافي في المذاكرة. - عدم حضور المحاضرات بشكل منتظم. - عدم دخول الامتحانات النهائية أو بعض الامتحانات نصف الفصلية. ان من أهم واجبات الطالب الجامعي هو المثابرة على حضور المحاضرات النظرية والمحافظة على حضور الدروس العملية. ويؤدي الغياب الجزئي عن حضور المحاضرات النظرية والدروس العملية إلى حرمان الطالب من دخول الاختبارات النهائية. ويعني الحرمان ببساطة الرسوب في ذلك المقرر أو المقررات التي حرم الطالب من دخول اختباراتها النهائية. كما أن تكرار الرسوب سوف يؤدي إلى انخفاض المعدل الفصلي، وبالتالي انخفاض المعدل التراكمي. ويؤدي هذا في النهاية إلى الحصول على الإنذار، وإذا ما تكرر الإنذار ثلاث مرات، فإنه يؤدي إلى فصل الطالب نهائياً من الجامعة. ولاشك أن حضور المحاضرات والدروس العملية له أثر ايجابي على معدل الطالب الفصلي والتراكمي. وتدل إحدى الدراسات التي قامت بها إحدى الجامعات البريطانية على ذلك. فقد عقدت الدراسة مقارنة بين مجموعة من الطلاب الناجحين والراسبين في موضوعات من بينها حضور المحاضرات. وقد اتضح من هذه الدراسة أن الطالب الناجح يحضر المحاضرات بشكل مستمر ويعمل بشكل أكبر، ويستكمل محاضراته أولاً بأول، كما أنه أكثر ميلاً إلى مراجعة محاضراته في نفس اليوم. وفي إحدى الدراسات الأمريكية وجد أن هناك علاقة أكيدة وإيجابية بين حضور المحاضرات والدرجات التي يحصل عليها الطالب. فكلما كان حضور الطالب منتظماً، وكلما كان أقل تغيباً للمحاضرات، حصل على درجات أكثر، وقل احتمال رسوبه. وتميل الجامعات والمعاهد العلمية في جميع أنحاء العالم إلى وضع قيود على حضور الطلاب، مع ملاحظة أن هذه القيود تكون أكبر بالنسبة لطلاب العلوم البحتة والتطبيقية عنها لدى طلاب الكليات النظرية. ان للحضور أهمية كبيرة، أهمية تتعدى مجرد قراءة المراجع العلمية، ويعود ذلك إلى النشاط العملي والمناقشات والأفكار التي تدور في حلقات الدرس والمحاضرات، وما تتضمنه من شروح وتفسيرات ومداخلات لا يمكن الحصول عليها من المراجع أو المذكرات بسهولة. والله ولي التوفيق