عندما نقرأ أي قوائم احصائية في إحدى مجلات الأعمال الدولية المتخصصة سواء على مستوى رجال الأعمال أو الشركات لابد وان تتضمن شركات سعودية أو رجال أعمال سعوديين بين تلك القوائم ولو اطلعنا على احصائيات عن الأسواق الأكثر نشاطا ونموا اقتصاديا والأعلى فرصا استثمارية لوجدنا السوق السعودي من أولها ولو استطلعنا آراء المستثمرين الأجانب لوجدناهم يدرسون السوق السعودي ويراقبون احداثه وتوجهاته. ملخص الحديث ان اقتصادنا معين خصب بالفرص الاستثمارية تتمناها الكثير من الشركات العالمية كما انه بلغ من الضخامة والنمو مبلغاً يدعو إلى الفخر والاعتزاز، لم يعد هناك ثمة شكوك في الجاذبية الاستثمارية للاقتصاد السعودي وذلك نتيجة حتمية لعدد من الأسباب من أهمها: ٭ الاستقرار الأمني والسياسي. ٭ قوة الاقتصاد وذلك واضح من خلال الميزانية العامة المعلنة. ٭ السوق السعودي سوق استهلاكي نتيجة القوة الشرائية للفرد بحيث يشكل الشباب أكثر من 50٪ من التعداد السكاني. ٭ الموافقة على انضمام المملكة إلى منظمة التجارة الدولية. ٭ تعديل اللوائح والأنظمة المتعلقة بالمستثمرين الأجانب. ٭ توفير رؤوس الأموال بيد رجال الأعمال السعوديين والقوة الشرائية الهائلة في المجتمع. عود على بدء لم نجد الادارة التي تستغل هذه المعطيات وتبلورها لصنع عملاق اقتصادي يحقق المصلحة العامة لجميع الأطراف.. الحديث ينصب على الرغبة في تأسيس شركة عملاقة تمتلك رأس المال والكفاءة الادارية لكي تحقق المصلحة المشتركة بين المواطن والوطن والحكومة بما في ذلك التنمية البشرية والاجتماعية وتكون بمثابة «السامرائي» في الثقافة اليابانية.. حرص رجال الأعمال الشديد على المشاريع ذات الحجم المحدود والعائد المادي الفردي هي نظرة قصيرة تخدم مصلحة جيل واحد أو أقل من ذلك وتخدم ملاك الشركات فقط ولكن بناء المشاريع العملاقة الناجحة لأغراض استثمارية كلية هي نظرة استراتيجية لا يستغني عنها اقتصادنا الفتي.. هذه فجوة في الوعي الاستثماري تباعد بين الأهداف الخاصة للمستثمرين والمصلحة الوطنية العليا وتخفي جزءا من المسؤولية تجاه الوطن تحت معطف الاستثمار الخاص والأرباح الفردية.. كما ان هناك فجوة أخرى بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص تحد نوعاً ما من قيام المشاريع الوطنية العملاقة والجريئة والحديث عنها ذو شجون.. مما سبق نجد ان المستثمر الأجنبي صاحب النظرة البعيدة منافس قوي ومؤثر في السوق السعودي وخير شاهد على ذلك المدد الاماراتي ممثلاً في شركة اعمار التابعة لشركة دبي القابضة حيث جاء الاعلان عن أكبر مشروع عقاري في الشرق الأوسط تبنته شركة اعمار الاماراتية في وقت عم السكون اجواء الشركات الوطنية. نلاحظ ان شركة اعمار تبحث عن الفرص الاستثمارية في الأسواق الدولية بدون كلل وبدون وضع حدود لمواصلة النمو والنمو أما شركاتنا فمازالت تضع قيودا جغرافية وبيروقراطية لا داعي لها.. اعمار حطت الرحال في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية على شاطئ البحر الأحمر لتجعل منها نموذجاً فريداً للاستثمار الجريء والمنطلق كما هي طريقة السامرائي فلتكن اعمار أسوة حسنة لرجال المال والأعمال في هذه البلاد «فالأمم لا تزدهر إلا بسواعد ابنائها»!!