قالت دراسة يوم الاثنين إن تكاليف حرب العراق قد تتخطى تريليوني دولار وهو ما يفوق كثيراً تقديرات البيت الأبيض قبل الحرب إذا تم تضمينها النفقات على الأجل الطويل مثل الرعاية الصحية مدى الحياة لآلاف من الجنود الأمريكيين الجرحى. وضمن جوزيف ئي. استيجليتس أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا وليندا بيلمز المحاضرة في جامعة هارفارد دراستهما مدفوعات التعويض عن العجز للجنود الأمريكيين الجرحى وعددهم 16 ألفاً يعاني نحو 20 في المئة منهم من إصابات خطيرة في المخ والعمود الفقري. وقالا إن دافعي الضرائب الأمريكيين سيتحملون أعباء تكاليف سوف تبقى طويلاً بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق. وقالت الدارسة في إشارة إلى التكاليف الكلية للحرب «حتى إذا نظرنا نظرة متحفظة فإننا نندهش من ضخامتها. ويمكننا القول ببعض اليقين انها تفوق تريليون دولار». وكان ميتش دانييلز مدير الميزانية للبيت الأبيض قبل الغزو تنبأ بأن غزو العراق سيكون «جهداً يمكن تحمل تكاليفه» ورفض تقدير مستشار البيت الأبيض الاقتصادي آنذاك لورانس ليندساي بأن تبلغ تكاليف حرب العراق الكلية مئة مليار دولار إلى 200 مليار ووصفه بأنه «مرتفع للغاية». وتشمل النفقات غير المنظورة تجنيد عناصر جديدة للانضمام إلى الجيش وتباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي على الأجل الطويل وتكاليف الرعاية الصحية لعلاج الأمراض العقلية لقدامى الحرب على الأجل الطويل. وقال الباحثان إن نحو 30 في المئة من الجنود الأمريكيين اصيبوا بأمراض تتصل بالصحة العقلية خلال ثلاثة أشهر أو أربعة من عودتهم من العراق حتى يوليو (تموز) عام 2005 وذلك استناداً إلى إحصاءات الجيش. وبنى استيجليتس الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001 والمنتقد المفوه لسياسة حكومة بوش في العراق وبيلمز توقعاتهما في جانب منها على الحروب الماضية وضمنها النفقات الاقتصادية لارتفاع أسعار النفط وزيادة عجز الميزانية الأمريكية واشتداد عدم الأمن الذي خلفته حرب العراق. وقالا إن جزءاً من الزيادة في أسعار النفط - نحو 20 في المئة من الزيادة البالغة 25 دولاراً في البرميل منذ بدء الحرب - يمكن ارجاعها مباشرة إلى الحرب وأن ذلك كلف الولاياتالمتحدة خسارة نحو 25 مليار دولار. ويفترض تقدير التكلفة الكلية للحرب بمقدار تريليوني دولار بقاء القوات الأمريكية في العراق حتى عام 2010.