قرأت ما كتبته المعلمة امل النواف معقبة على مقالي حول (ظاهرة غياب المعلمات) وكنت اتمنى لو ان المعلمة امل تحرت الموضوعية والتزمت بلغة الحوار المتجرد المبني على الحقائق وحسن النية واحترام الرأي الآخر تمشياً مع التوجه العام للمجتمع نحو تقبل وجهات النظر المختلفة، طالما انها تصب في المصلحة العليا. وليتها عرضت موضوعها بصورة بعيدة عن الاتهام والتهجم الشخصي الذي امتد الى المؤسسة بأكملها - والذي يتناقض مع ما يجب ان تكون عليه المعلمة بصفتها قدوة لطالباتها - فالهدف من الكتابة في الصحافة هو طرح المشكلات وإثارة القضايا العامة التي تهم المجتمع واقتراح الحلول، بعيداً عن الرؤى والمصالح الخاصة، اما الاستشهاد بعبارات من مقالي وفصلها عن السياق العام للموضوع ففيه تجنٍ، ولو ان المعلمة امعنت النظر في المقال وأسلوب طرحي للموضوع بإثارتي تساؤلات كثيرة حول غياب المعلمات لرأت انني دعوت الجميع للمشاركة في العلاج وقائياً، وتوجيهياً، وسلطت الضوء على المتماديات. احب ان اشير الى انني طرحت مشكلة الغياب عند المعلمات، بحكم مسؤوليتي وحساسية عمل المعلمة وتأثيره في الطالبات، علماً ان المقصودات هن كثيرات الغياب. وحيث ان التعقيب على مقالي بني على قلة دراية، لذا رأيت من المهم توضيح الآتي: ٭ كانت المعلمة في المرحلة التي بدأت العمل فيها تدرس نصاباً كاملاً (24) حصة في الاسبوع مهما تعددت المقررات، ولم يكن الندب موجوداً، ولم تطرأ مسألة قرب المنزل على اذهان المعلمات في تلك الفترة، ولحاجة الميدان الى معلمات ذوات كفاءة يتابعن المدارس ويوجهن المعلمات، رشح عدد لهذه المهمة وكان منوطاً بهن زيارة المندوبيات البعيدة. ٭ بالنسبة لحسم 30٪ من راتب العاملات على وظائف ادارية من المعلمات فلا ينسحب على الوظائف القيادية. ٭ فيما يتعلق بمتابعة الدوام بمراكز الاشراف فالوسائل والاساليب المتبعة حديثة والمسؤولون على اطلاع بها. ٭ ما استعرضته المعلمة امل مما تراه معاناة في التدريس، فلا يخرج عن حدود مسؤوليات المعلمة وواجباتها وكل عمل لا يخلو من مشكلات، ونضج واهتمام وبراعة الموظفة تظهر في حرصها على تنمية مهاراتها وقدراتها على التعامل مع المشكلات. ٭ بالنسبة لحوادث المرور التي تتعرض لها المعلمات - التي لاتدخل ضمن اختصاصي - فهو امر يمسنا ويؤلمنا، ولعل اشتراط الوزارة استقرار المعلمة والسكنى في المنطقة التي تعمل فيها، هو الحل المتاح. ٭ اما السؤال عما اتخذ لمعالجة الغياب - والذي طرح بأسلوب غير لائق - فالمسؤولون على اطلاع بما قام به فريق عمل من المشرفات بناءً على تكليف مني بإجراء دراسة حول غياب المعلمات في جزء من منطقة الرياض للفترة من 25/6/1414ه الى 30/7/1424ه ورفعنا النتائج والمقترحات الى الجهات المسؤولة، ولعل تسجيل الاحصائيات التي توصلت اليها الدراسة خير شاهد على تفشي الغياب ظاهرة تحتاج الى حلول، فقد تغيبت (3710) موظفات في (97) مدرسة وروضة حكومية خلال خمسة وثلاثين يوماً وكان عدد ايام الغياب (36503) أيام باجازات متنوعة، وايام الغياب الممنوحة حافزاً في الفترة نفسها بلغت (6940) يوماً أليست هذه الارقام المفزعة تستدعي التحرك الجاد من موقع المسؤولية؟؟؟؟ اختي المعلمة ما دمت مدركة لما حظيت به المرأة في مجتمعنا من اهتمام الحكومة وما حصلت عليه من حقوق فأنا اتساءل هل ربطت الحقوق بالواجبات؟؟؟ ان طرحي لهذا الموضوع امتداد لهذا الاهتمام المتمثل في الحرص على حق الطالبة، امرأة المستقبل، اخيراً اشكرك فقد كان تعقيبك دعوة لي لإعادة الحديث في هذا الموضوع. ٭ مساعدة في مركز إشراف تربوي