فاصلة : «ليس ثمة عيد جميل دونما غد» - حكمة عالمية - هو العيد، يأتي كل عام زائراً لطيفاً، عيد الأضحى بالتحديد ربما يشعر به بشكل أكثر الحجاج، أولئك الذين أنهوا وقوفهم بعرفات ويعيشون أجواء روحانية في أدائهم مناسك الحج . أما نحن الذين نعيش هذه الأجواء عبر شاشات التلفاز فأعتقد أن ثمة شغفاً في أرواحنا لنكون هناك في مكة لنعيشه كأجمل عيد. عيد الحج هو مناسبة دينية مميزة لكننا لا نعيشها كما يمكن أن تمنحنا الصفاء والسكينة، فنحن إما مشغولون بمسؤولياتنا الأسرية أو العملية ويمر العيد في اجتماعات أسرية لا يشعر المرء انه يعيش هذه الروحانية العظيمة وسط ضجيج الزيارات. على سبيل المثال هل نتحدث إلى أولادنا عن هذا العيد أم أننا مشغولون بأمور أخرى هامشية، ونكتفي بالمعلومات التي تقدمها المدرسة، وشتان ما بيننا كمصدر معلومات حميمي وما بين المدرسة كمصدر معلومات علمي؟ والأهم من هذا هل استطعنا أن نستثمر هذا العيد لنرتقي بمشاعرنا إلى نشر التسامح والمحبة .. مشكلتنا أننا نتحدث عن التسامح ولكننا لا نعرف أنه لا يمكن أن يكون حديثا فقط. التسامح هو مغالبة النفس ومجاهدتها في قبول الآخر الذي لم نقبله لأننا غاضبون منه لأي سبب كان . من المهم قبل أن نسامح الآخرين أن نسامح أنفسنا فاللوم وتأنيب الضمير فيه الكثير من التعب للروح، لذلك من المهم أن نرفق بأنفسنا ونسامحها على أخطائنا حتى نستطيع أن نسامح الآخرين على أخطائهم تجاهنا . لا اعرف كيف يمكن أن نتخلص من أقنعتنا التي نلبسها بين أهلنا وأقربائنا وأصدقائنا حين نمارس الزيف فنسلم ونتحدث ونضحك مع احد منهم لم نستطع أن نسامحه، لأن الجرح ما زال ينزف في داخلنا وكلما رأيناه كأننا نصب الزيت الحار على ذلك الجرح فيثير الألم . عندما لا نستطيع أن نسامح شخصاً يجب أن نستحضر أي شيء يعجبنا فيه حتى نسامحه بمعنى أنني لو غاضبة من قريبتي لأنها أهانتني فإن قدرتي على السماح يجب أن تنبثق من شيء ما يعجبني فيها لأردد بيني وبين نفسي سامحتها لأنها تبر بوالديها مثلا،هذا المبرر هام لأقنع نفسي بالعفو عنها ومسامحتها .التسامح مهارة والعيد غدا فرصة سانحة لنعيش هذا الغد أكثر تسامحاً . كل عام ونحن بخير والإنسان فينا بخير، كل عام ونحن اقدر على مسامحة من حولنا وعلى قبول الآخر بعيوبه لأنه جزء من حياتنا . nahed@ alriyadh.com