فاصلة : «الأهل وحدهم ينبغي أن يكونوا شهودا على آلام أحد أفراد الأسرة » - حكمة يونانية - نشرت جريدة عكاظ في عددها الصادر يوم 13/6/1426 ه ان (الجمعية الخيرية بالمدينةالمنورة قد نجحت في إعادة المياه إلى مجاريها بين أب وابنه بعد أن وصل الخلاف بينهما إلى طريق مسدود قام الأب على إثره بتقديم شكوى ضد ابنه إلى المحكمة يتهمه فيها بسرقة سيارته ومبلغ 5 آلاف ريال هرب بعدها الابن وعبثاً يحاول الأب استرداد ما سرق منه. محكمة المدينة أحالت الشكوى إلى الجمعية التي استطاعت من خلال لجنة إصلاح ذات البين إعادة المياه إلى مجاريها بين الأب وابنه بإعادة المبلغ والسيارة إلى الأب، فيما قام الابن بتقبيل رأس والده تعبيرا عن تقديره واعتذاره عما بدر منه مؤكدا طاعة أبيه.) تأملت الخبر وتساءلت هل يمكن لابن شكاه أبوه إلى المحكمة أن يسامحه ؟وهل يمكن لأب سرق ابنه منه المال والسيارة أن يسامحه. التسامح ليس دائما يأتي بسهولة فهو يحتاج إلى كثير من مغالبة النفس الأمارة بالسوء. هل تنتهي مشاعرنا السلبية تجاه الآخر بمثل السهولة التي صورها هذا الخبر!! إن لدينا حسب الدراسة التي أجراها الدكتور خالد آل جلبان استشاري طب الأسرة رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع في كلية الطب جامعة الملك خالد بالتعاون مع أطباء من الصحة المدرسية في مدارس عسير (6 طلاب من كل 10طلاب في المرحلة الثانوية يعانون من مشكلات نفسية. أي أن أكثر من ثلث طلاب هذه المرحلة يعانون من الاكتئاب فيما يعاني النصف تقريبا من القلق النفسي، ويعاني الثلث أيضا من الضغط النفسي المرضي. وقد بلغت العينة التي أجريت عليها الدراسة 1720 طالبا، وشملت عينة عشوائية من المدارس الثانوية للأولاد بمدن: أبها، خميس مشيط وأحد رفيدة). إن مشاكل الشباب والشابات في الأسرة تحتاج إلى اكثر من دور الجمعيات الخيرية والتي تبذل جهودا تشكر عليها ، نحتاج إلى برامج وقائية نتدارك فيها الشقاق العائلي قبل ان يصل الى المحاكم ، نحتاج وجود مركز للمساعدة الأسرية في كل حي ملحق بالوحدة الصحية ،أحيانا يحتاج الإنسان إلى أن يتحدث فقط ليفرغ شحنات المشاعر السلبية التي توتره وتزيد من هوة الشقاق بينه وبين من يعيش معهم. المشاكل العائلية تتفاقم لأن أطرافها بينهم احتكاك مباشر ولأننا نفتقد إلى تفهم الطرف الآخر فالرسائل التي تصلنا أو تصله مشوشة وربما كانت عبارة عن تصور خاطئ لديننا لكننا نبني عليه سلوكنا . منازلنا ليست بحاجة إلى ترميمات خارجية إنها بحاجة إلى ترميم من الداخل حتى لا يتكاثر الجليد فيغطي عواطفنا فيها . [email protected]