مراهق ٭ أخي يبلغ من العمر 19 سنة كان في بداية مراهقته شاباً ممتازاً ومجتهداً وتعامله مع والديه وأفراد عائلته والناس جيدة كانت تلبي طلباته في حدود المعقول طبعاً فهو آخر العنقود. لكن كل هذا تغير وبدأ يدخن بدون علمنا وأصبح كثير العصبية أغلب وقته خارج البيت لا يعود إليه إلاّ لقضاء حوائجه يتهرب من مواجهة والده ويسمع الأغاني بشكل غير طبيعي حدثني بصراحة بأنه يكره المنزل والعودة له وأصبح أكله قليلاً وكلما ناقشته أمي عن أكله قال بأنه «مسوي رجيم»، حاول والدي التفاهم معه فقال له بشرط ان تشتري لي سيارة جديدة وتتركني أخرج وأدخل المنزل على كيفي؟؟ فكان هذا آخر نقاش بينهم وبدون فائدة. هذا وله أصدقاء كثيرون وأعمارهم متفاوتة. أرجو يا دكتور ان تجد لنا حلاً معه؟ وهل نلبي له طلباته؟ - نجود ٭٭ أعتقد أنه من الخطأ الكبير تلبية جميع رغباته، لأن ذلك سوف يعقد الأمر أكثر، وأعتقد على العكس يجب على الوالدين وبالذات الوالد ان يستخدم الحزم بصورة أكثر وألا يستجيب لطلباته بل ان عليه من البداية ان يكون حذراً في تركه يتصرف كما يشاء دون حساب. استخدام الحزم معه قد يكون مفيداً رغم انه قد يكون صعباً في البداية. لكن لا أنصح اطلاقاً بتلبية طلباته لأن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد، بل سيتجاوزه إلى طلبات أخرى لا تنتهي. أتضايق ٭ مشكلتي يا دكتور أنني أخاف من انتقاد الآخرين بشكل شديد جداً، فمثلاً لا يمكن ان أعمل عملاً يعد غير مألوف في مجتمعنا كأن أحلق شنبي مثلاً فهذا لديّ من سابع المستحيلات لا لشيء إلاّ لخوفي من الانتقاد وخاصة من وراء ظهري، وكذلك أنا دائماً ما أحس بأني مراقب فمثلاً عندما أقرأ كتاباً أحس بأن شخصاً ما سيأتي يوماً - بعيداً أو قريباً - وسيقرأ ما قرأته لذلك تجدني أقوم بتصحيح الأخطاء الاملائية ووضع خطوط تحت الأسطر المهمة لكي يعتقد هذا الشخص بأنني اقرأ بعمق، كذلك في شقتي - وأنا عزوبي وأسكن لوحدي - أحس بأن شخصاً وضع لي كاميرات مراقبة في أنحاء الشقة وتجدني أحياناً أبحث عنها، وكذلك يا دكتور أنا مهووس بالخصوصية فمثلاً لا أحب ان يعرف عني أحد الكثير من المعلومات وكذلك لا أحب ان يدخل شخص لغرفة نومي وأتضايق كثيراً من الشخص الذي يطلب قيادة سيارتي، وكذلك لا يمكن ان أعطي أي شخص الحق في تشغيل كمبيوتري الشخصي. وأكثر ما يضايقني هو ان يأتي شخص ويتصفح كمبيوتري، أرجو ان تساعدني في الحل يا دكتور؟ - أحمد ٭٭ يا أخ أحمد يبدو من خلال رسالتك أنك تعاني من بعض المشاكل الشخصية، ولكن هذا لا يصل إلى درجة الاضطراب، فكثيرون يشعرون بنفس ما تشعر به ولكن ربما تكون حساسيتك المفرطة تجعلك لا تتقبل النقد الذي قد يكون أمراً طبيعياً. كذلك يبدو من خلال رسالتك أنك ربما تعاني من الشكوك الشديدة والتي ربما قد تصل إلى درجة الشكوك المرضية «البارانويا» خاصة موضوع شعورك بأن هناك كاميرات في شقتك وبأن هناك من يراقبك - وأعتقد بأن هذا أهم جزء في رسالتك !- . وآمل ان تكون هذه الشكوك ليست مستمرة وليست ثابتة غير قابلة للنقاش وكذلك لا تؤثر على حياتك ووظيفتك وعلاقتك الاجتماعية بالآخرين. موضوع الخصوصية الزائدة التي تطلبها أمر له مبرراته من خلال سماتك الشخصية، وكل شخص له سمات شخصية قد لا تكون مرضية ولكن قد تكون مزعجة لك وللآخرين. الحل أنه قد تستفيد من مراجعة عيادة نفسية وليس بالضرورة ان تقابل طبيباً نفسياً وإنما أي فرد من فريق العلاج النفسي يستطيع مساعدتك. ابنتي ٭ لديّ سؤال حول ابنتي البالغة خمس سنوات، ولديها بعض السلوكيات المزعجة مثل: 1- سرعة الغضب والانفعال والبكاء، 2- الاحساس بالظلم، فمثلاً عندما أقول لها: سوف نذهب للسوق ترد عليّ بانفعال وبكاء «تروحون وتتركوني لوحدي في البيت» مع أنه لم يسبق ان تركت في المنزل لوحدها، 3- لا تستطيع الكلام بشكل جيد، حصيلتها من الكلمات قليلة، تستغرق 5 ثوان لتذكر الكلمة التي تريدها، 4- عنيدة ودائماً ترد على كل طلب أو أوجهه إليها ب (لماذا)؟، 5- وأحياناً يتحول انفعال الفرح الشديد إلى بكاء شديد، 6- لديها أخت أصغر منها بسنة و9 أشهر، لا تبدي تجاهها أي غيرة منذ ولادتها، وأخاف ان تكون لديه غيرة مكبوتة، 7- لديها قدرة هائلة على استفزاز من حولها واغضابهم، وهذه الصفة بالذات تجعل من حولها لا يحبونها أو لا يحبون التعامل معها سواء من الكبار أو الصغار، سؤالي هو: ماذا أفعل لتعديل هذه السلوكيات مع العلم أنها البنت الكبيرة، ولديها أخت واحدة أصغر منها، لديّ سؤال آخر وهو: هل الشخصية البارانوية وراثية؟ وإذا كانت كذلك في أي عمر تظهر أعراضها على الشخص؟ - المرسلة: ر. ر. ر الرياض ٭٭ أعتقد ان أفضل طريقة للتعامل مع حالة طفلتك هو عرضها على شخص متخصص في الطب النفسي للأطفال كي يعطيك التعليمات الصحيحة للتعامل مع طفلتك. ربما تكون طفلتك، طفلة عادية وليس عندها أي مرض نفسي، وإنما مجرد سلوكيات مطربة. حتى تستطيعي مراجعة طبيب متخصص في الطب النفسي للأطفال أنصحك بالتعامل مع طفلتك بشكل طبيعي، أي لا تبالغي في الرد على سلوكياتها، والتزام ضبط الأعصاب عندما تقوم بأفعال لإثارة مشاكل أو عندما تصبح عنيدة. حاولي فتح قناة للحوار معها عن سلوكياتها مع الآخرين، ومنعها من بعض الأشياء التي تستمتع بها إذا أساءت التصرف مع الآخرين ولا تستجيبي لجميع طلباتها مهما بلغت نوبة الغضب عندها. سؤالك الآخر عن هل للوراثة دور في الشخصية البارانوية (Paranoid Personality)، نعم هناك دور للوراثة في الشخصية البارانوية، وليس هناك عمر محدد لظهور أعراض هذه الشخصية فقد تظهر في سن المراهقة وقد يتأخر ظهور الأعراض إلى سن الثلاثين.