حقق نادي الاتحاد إنجازاً كبيراً حين تأهل لنهائيات كأس العالم للأندية وقدم مستوى رائعاً في المباراة الأولى أمام الأهلي المصري وفاز فيها بنتيجة 1/0 وقدّم عرضاً لفت أنظار العالم أمام فريق ساوباولو البرازيلي وخسر بشرف 2/3، وبعد هاتين المباراتين توقع المراقبون أن يحقق الاتحاد برونزية أندية العالم مكونة أفضل من الفريق الكوستاريكي فنياً وإمكانيات مادية، ولكن هذه الترشيحات خدرت لاعبي الاتحاد الذين دخلوا المباراة بثقة زائدة وأضاعوها في الدقائق الأخيرة وفرطوا في إنجاز تاريخي للكرة السعودية، ورغم خبرة لاعبي الاتحاد إلا أنهم لم يستفيدوا من الغلطة الكبيرة وعاد رابع كأس العالم للمسابقة المحلية والتقى نادي الرياض من الدرجة الأولى ضمن مسابقات كأس ولي العهد وقدّم عرضاً متواضعاً وفاز بصعوبة بهدف يتيم، ثم ودع رابع كأس العالم البطولة عندما خسر مباراته أمام الأهلي في دور الثمانية. والسؤال المحير لماذا يتذبذب مستوى الفريق الاتحادي رغم ثبات تشكيلته واستقرار جهازه الفني، ولماذا لم يقدم المستوى الذي قدمه في بطولة أندية العالم في المسابقة المحلية؟ من وجهة نظر شخصية أن لاعبي الاتحاد سقطوا في فخ الغرور واعتقدوا أن فوزهم بالمسابقات المحلية أمر سهل ولا يحتاج لجهد كبير، وهذا الخطأ الكبير تتحمله الإدارة التي لم تحسن الإعداد النفسي للفريق بعد العودة من المشاركة العالمية، وأيضاً يتحمل الإعلاميون الذين بالغوا في كيل المديح للاعبي الاتحاد حتى تصور البعض أنهم فريق لا يُهزم، وهذه حالة تستدعي محاسبة الإدارة وإعادة النظر في التهيئة النفسية للفريق وضرورة احترام الخصم وإذا لم تعالج هذه الأخطاء فإن إدارة الاتحاد ستخسر كثيراً، فالبطولات لا تأتي بالمال فقط بل بالتعامل الواقعي واحترام الخصم والتخطيط السليم وعدم الانسياق وراء الوصفات الإعلامية والمديح المبالغ فيه. سليمان عبدالله الصراف