هناك اجماع على ان الاتحاد قدم مستويات رائعة في اليابان ولا يمكن لكائن من كان ان يخرج عن هذا الإجماع، إلا انه كان بمقدوره على ضوئها ان يعود بمركز أفضل نسبيا من المركز الرابع. ٭٭ فاز الاتحاد على الأهلي المصري في مستهل مشواره ببطولة اندية العالم فصفقنا له جميعا وكتبت - شخصيا - «اتحاد بطعم الوطن» انصافا للأداء الرائع الذي اظهره نجوم العميد وللفوز الذي نقله للدور نصف النهائي لمواجهة ساوباولو البرازيلي في بطولة بهذا الحجم على الرغم من ان الفوز على الاهلي المصري لا يعدو الفوز على اي فريق في الدوري المحلي. ٭٭ في مباراته مع ساوباولو كرر الاتحاديون ظهورهم الرائع حتى وهم يخسرون النتيجة، وليس لي ولا لغيري ان ننكر ان الاتحاد بقيادة نور كان ندا للبرازيليين بقيادة النجم اموروزو، وهو ما ابهجنا جميعا اتحاديين وغير اتحاديين فالمستوى كان قمة في كل شيء رغم الخسارة. ٭٭ الغريب في الامر ان ثمة اناساً خرجوا في اعقاب الخسارة مهللين مصفقين، وآخرين متمايلين متراقصين، حدث ذلك والاتحاد خاسر للنتيجة، ولكن ان تتصور حينما يرقص الانسان على انغام هزائمه!. ٭٭ من طوكيو مرورا بالرياض وحتى جدة كان الكثيرون يتراقصون على انغام الخسارة حتى القائمين على قناتنا الرياضية ساهموا في هذا الترقيص على أنغام «منصور يا أتي وقايدك منصور». ٭٭ مثل التصرف وامثاله لا يخرج عن دائرة الثقافة، انها ثقافة الانتصار والخسارة، تلك الثقافة التي تقوم على مبدأ «تواضع عند الفوز وابتسم عند الهزيمة»؛ لكننا بقدرة قادر حولنا هذه الابتسامة الى فرح عارم حد الرقص. ٭٭ قد لا اعدو الحقيقة حينما اقول ان تلك الأمواج المتلاطمة من الفرح المزيف على أنغام الخسارة هي التي حرمت الاتحاد من صعود منصة التتويج العالمية الى جانب ليفربول وساوباولو بعد الخسارة من الفريق الكوستاريكي ليعود الى ارض الوطن بخفي حنين. ٭٭ وفي يقيني ان ما حدث للاتحاد هو تجربة لابد وان نخرج منها باستفادة كبيرة سواء على مستوى الاندية او المنتخب الوطني، وهي ان الاداء الجيد والحضور المتميز عبر المستويات يجب الا يكونا مدعاة للتفاخر في حال الهزائم لان ذلك قد يرسخ ما يمكن ان اسميه قابلية الهزيمة. ٭٭ القابلية للهزيمة هي التي جعلت البعض يخرج في اعقاب الفوز على الأهلي المصري ليؤكد ان الاتحاد قد ضمن المركز الرابع وهو في منظورهم انجاز لا يعادله انجاز، واعتقد ان هذا المفهوم قد رسخ في عقلية اللاعبين قبل مباراة ساوباولو وهو ما كان سببا مباشرا في الخسارة في حين كان الاتحاد قادرا على الوصول للنهائي على اقل تقدير. ٭٭ وها هو الاتحاد يعود من طوكيو بتجربة ثرية وان لم يتوج بشيء، وان كان البعض يرى في تصريحات جوزيف بلاتر تتويجا ومفخرة كما هي رؤيته للخسائر حينما قال انه والشركة الراعية قد غيروا قناعتهم بعد مستوى الاتحاد حيث كانوا يخشون ان يفسد الآسيويون ذلك الملتقى العالمي. ٭٭ بلاتر اراد ان يضحك علينا بتصريحاته الاستهلاكية التي ابتلعها البعض متلذذا فقد نسي هذا السويسري في معرض تصريحاته الاستهلاكية ان الكرة الآسيوية قد حققت ما لم تحققه الكرة في بلاده حيث وصلت الى الأدوار النهائية في كأس العالم على يد منتخبنا الوطني والمنتخب الياباني والمنتخب الكوري الجنوبي الذي اقتحم الدور نصف النهائي في المونديال الأخير. ٭٭ وحتى لا نهضم حق الاتحاديين بعد الحضور الجيد لهم في البطولة العالمية نقول لهم «ما قصرتوا» فقد ظهرتم بمستويات رائعة؛ لكن اسمحوا لنا فلن نشاطركم الرقص على انغام الهزائم. [email protected]