استهلت الأسواق النفطية العالمية العام الجديد بمستويات سعرية للنفط الخام فاقت 63 دولاراً لخام ناميكس القياسي مندفعة بأزمة الغاز الروسية - الأوكرانية التي بعثت المخاوف لدى المستهلكين من احتمال نشوب أزمة في وقود الغاز الطبيعي مما سيؤثر على مستوى الطلب على النفط إذ أن الغاز الطبيعي يعد مساعدا للنفط في توفير وقود الطاقة لاسيما في مثل هذا الوقت من العام حيث تتعطش دول شمال الكرة الأرضية للوقود لتدفئتها من لسعات برد شتاء قارس . وشكلت الأزمة الروسية - الأوكرانية مؤثرين على مستوى مسار أسعار الطاقة الأول هو رفع أسعار النفط الخام وكذلك المواد البترولية المكررة على اعتبار أنه سيكون هناك إقبال شديد على هذا النوع من الوقود الاحفوري بينما شكلت ضغطا على أسعار الغاز الطبيعي وانحدر بمقدار 3 دولارات عن مستوياته السعرية للأسبوع الفارط لتبلغ 10,74دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية نتيجة إلى إحجام المشترين عن إجراء صفقات تجارية احتجاج على السعر الذي فرضته روسيا والذي رفع الأسعار بنسبة 400٪ وخاصة على أوكرانيا الذي يمر الغاز الروسي من خلال أراضيها إلى دول أوروبا.وعلى الرغم من أن شركة غازبروم الروسية أعلنت أمس الثلاثاء أنها استأنفت إمدادات الغاز بالكامل إلى العملاء في أوروبا إلا أن الأزمة لم تنقشع بعد وهي مرشحة للاندلاع من جديد مما دفع روسيا إلى اللجوء إلى الاتحاد الأوربي من اجل ممارسة الضغط على أوكرانيا لتأمين مرور الغاز عبر أراضيها إلى أوروبا وعدم خلق مشاكل تعرقل انسياب الغاز إلى القارة الباردة التي تتعش إلى الوقود الأزرق حيث أن روسيا تؤمن ضخ حوالي ثلث صادرات الغاز إلى منطقتي غرب وجنوب أوروبا عبر خط أنابيب شركة النفط النمساوية. ويرى المراقبون أن أسعار النفط لعام 2006م الحالي سوف تراوح فوق 58 دولاراً للبرميل متأثرة بعدم وجود استثمارات نفطية تفضي إلى تطوير الصناعة النفطية في مجال الاستكشاف والإنتاج بالإضافة إلى تطوير صناعة التكرير من خلال إقامة المصافي النفطية ومد خطوط الأنابيب وتعزيز المنشآت البترولية القائمة التي بدأ عمرها الافتراضي ينفذ ، كما أن عامل عدم توفير الأمن في المناطق التي تنتج النفط وارتفاع الطلب على الوقود في البلدان الصناعية نتيجة إلى التطور الاقتصادي والصناعي يصب في محفزات ارتفاع أسعار النفط طيلة العام الحالي وربما استمر إلى العام الذي يليه إذا لم تبدأ الشركات النفطية في الوقت الراهن بضخ استثمارات كبيرة في هذه المجالات الاستثمارية المهمة في توفير الطاقة للعالم. وقد شهدت بداية التداولات في أول يوم تداول من العام الجديد ارتفاع مفاجئاً في أسعار النفط حيث صعد خام ناميكس بمقدار 4 دولارات إلى 63,60 دولارا للبرميل كما تبعه بقوة سعر الخام في سوق لندن متأثرة بشدة في تداعيات الأزمة الروسية - الأوكرانية حيث ارتفع إلى 61,81 دولاراً للبرميل وتنامى سعر مزيج برنت القياسي إلى 62 دولاراً وكان مرشح للصعود ليتخطى 63 دولاراً غير أن خبر استئناف ضخ روسيا للغاز هدأ من تناميه وأبقاه عند هذا المستوى حتى نهاية التعاملات ليوم أمس. وتجاوبت أسعار المواد البترولية المكررة مع هذا الارتفاع حيث ارتفع سعر وقود التدفئة الى1,84 دولار للجالون كما ارتفع سعر الجازولين إلى 1,77 دولار للجالون مما عزز من سعر أسهم شركات النفط وأدى انخفاض سعر الغاز إلى هبوط مؤشر أسهم شركات الغاز العالمية بنسبة 1,35 ٪. ويبدو أن عام 2006م سيكون باسما للمعادن النفيسة حيث أنها استهلته بأسعار متنامية يقودها الذهب الذي صعد إلى 532 دولاراً للأوقية كما زاد سعر الفضة إلى 9,12 دولارات للأوقية وتبعها على استحياء سعر البلاتين الذي يحلم بتخطي الألف دولار للأوقية غير أنه لا يزال عند سعر 985 دولاراً.