أكد نواب مجلس الشعب في سورية بأن عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق باع أهله ووطنه وانضم إلى جوقة الذين يريدون النيل من سورية وقال النواب في جلستهم التاسعة والختامية التي نقلها التلفزيون السوري على الهواء مباشرة بأن ما أدلى به خدام من تصريحات على قناة العربية لم يدل بها اشد أعداء سورية واضافوا بان صوت سورية الحقيقي ليس الصوت الذي سمع من قصر اوناسيس (في إشارة إلى القصر الذي يملكه خدام في باريس والذي أدلى بتصريحاته منه) وشددوا بأن خدام أول من يسأل عن الفساد فهو الذي يملك القصور التي تمتد من الساحل إلى بلودان إلى باريس ...الخ وأضافوا بأن خدام لم يراع الصعاب التي تمر بها سورية في سبيل مصالحه ومصالح ثروته، وشددوا بأنه ليس سوريا من يستقوي بالدول الأجنبية أو بتقرير ميليس على بلاده. وحول فساد خدام قال النواب « ألم يخجل خدام من قول ما قال وهو الذي توسط القائد الراحل حافظ الأسد من أجل اطلاق سراح ابنه عندما كان يقوم بتهريب الدولارات الأمريكية من سورية إلى الخارج.. ألم يخجل خدام عندما شارك محمد طلالوا في تهريب النفايات النووية إلى سورية وطمرها في صحراء تدمر وقالوا «أسألوا مركز الطب النووي في دمشق كم يعاني أبناء تلك المناطق من الأمراض بفضل النفايات النووية التي طمرها خدام في صحراء تدمر».. وأضافوا يتباكى على الفقراء فليسأل نفسه كيف كان خدام وكيف أصبح وماذا يملك حاليا وشددوا إذا كان هناك فساد فخدام رأس الفساد، فإلى الآن لم ننسَ مصنع المرتديلا الفاسدة الذي يملكه وأوضحوا بأن خدام آخر من يتحدث عن الفقر الذي يعاني منه الشعب السوري وقالوا لو باع خدام التمثال الذي بدى خلفه وهو يتحدث لقناة العربية لساعد ثمنه الكثير من السوريين وأشاروا إلى أن الحديث عن الفقر عندما يأتي من رمز عاش على الفساد يدعو للقرف كما أن الحديث عن الديمقراطية من مستبد فهو أمر يدعو للسخرية وطالب النواب بإحالة خدام إلى أمن الدولة العليا لمحاكمتة بجريمة الخيانة. وأوضح أعضاء مجلس الشعب السوري بأن ما وصل إليه خدام في اتهام لسورية لم يقله أشد أعدائها وشددوا بأن خدام يدعي الوطنية وهو يطعن الوطن في الزمن الصعب في زمن التآمر والمخططات التي يريدون فيها ضرب سورية، ورأى النواب بأن خدام بتصريحاته يكشف بأنه الشاهد الملك الذي تحدث عنه ميليس. وأسف النواب على خدام وتساءلوا هل أصبح محاميا عن لجنة التحقيق الدولية، وتساءلوا هل نسي أو تناسى كل الاستثمارات التي حصل عليها التي شكلت بداية ظاهرة الفساد في سورية وطالب المجلس بتشكيل لجنة وطنية وحزبية لمساءلته حول كل الارتكابات التي ارتكبها. جدير ذكره ان رئيس مجلس الشعب محمود الأبرش طالب النواب بحذف كلمة السيد من أمام كلمة خدام أينما وردت كما أعلن الأبرش بأن كما كبيرا من المكالمات اتت لمجلس الشعب تطالب الأعضاء بطلب اعتقال خدام عن طريق الانتربول ومحاكمته. من جانبه شكك مواطنون سوريون امس في مواقف عبد الحليم خدام الذي اتهم النظام السوري بالفساد مؤكدين ان نائب الرئيس السوري السابق جزء من النظام كونه شارك في الحكم على مدى اكثر من 35 عاما. وقال حسن عبد العال وهو تاجر في الخامسة والاربعين من عمره لفرانس برس، «كل مسؤول سوري ومنهم خدام يطلق العنان له ولاولاده للسرقة والنهب (..) يستولون على كافة ميزانيات الدولة من تعهدات واعمال». واضاف «يوجد لدينا المئات من خدام وامثاله والسؤال متى نحاسبهم». وكرر التاجر ما يتردد في الشارع السوري حول امتلاك خدام اموالا طائلة بقوله «هل تعرفون ماذا يملك خدام في سوريا وفي الخارج؟ نعلمكم بأن شارع ابو رمانة وسط العاصمة دمشق واغلى منطقة سمي بشارع خدام، وهو يملك على الساحل السوري مئات الهكتارات مزروعة بالحمضيات وقصورا في كل المصايف السورية، كما يملك واولاده في اسبانيا قصورا وفيلات للايجار، فهل هذا من راتبه ام مهماته الخارجية؟». واعتبر ان «خدام اشترى املاكه من اموال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري واولاده». وكان خدام اتهم في مقابلة مع قناة العربية مساء الجمعة النظام السوري بتوجيه تهديدات قاسية للحريري قبل اشهر من اغتياله في شباط/فبراير 2005 في بيروت. وقال عدنان بكري الموظف (55 عاما) «يوجد في سوريا كثير من الفاسدين الذين نهبوا وسلبوا بطرق عديدة وغير شرعية مقدرات سوريا ومنهم خدام واولاده. هؤلاء لم يحاسبوا مثل الباقين وهم الآن يسرحون ويمرحون خارج البلاد وداخلها». واضاف «متى ننتهي من هذه المصائب التي حلت علينا من اناس يكونون في السلطة وعندما لا تلبى مطالبهم وغاياتهم الشخصية يهربون الى الخارج ويصنفون انفسهم معارضين ويطلقون التصريحات (..) ويكذبون على الله وعلى الشعب وعلى انفسهم». واردف بكري «من اين جمع خدام واولاده ثروتهم التي تقدر بمليارات الدولارات وهل نسي خدام التجاوزات التي قام بها وتهريب الاموال وقضية دفن النفايات في صحراء تدمر؟». لكن غسان بيرقدار شكك بنوايا خدام قائلا انه «يحاول ان يرمي فتنة بين الشعب السوري والسلطة، لكن الشعب السوري يعرف تماما ما يرمي اليه هو وامثاله لان اقواله لا تمت الى الحقيقة بأية صلة وكلامه عار عن الصحة». واضاف بيرقدار الذي يدير محلا للتجارة (60 سنة) «عندما استغنت الحكومة عن خدماته وجد نفسه في احضان الاميركيين والفرنسيين وكلامه مدسوس من الصهيونية العالمية ولا نعترف به ونعتز بالرئيس السوري بشار الاسد وما يقوم به». وقال خدام في مقابلة مع قناة «العربية» الجمعة انه استقال من منصبه لقناعته بأن القيادة السورية لا تريد المضي في عملية الاصلاح السياسي، وبسبب غياب المؤسسات الدستورية وانفراد الرئيس بشار الاسد بالسلطة. وقال «توقف الاصلاح فازداد التسيب في الدولة وازداد الفساد» وساق مثالا على ذلك الاثراء غير المشروع للمقربين من الحكم. وقال «عندما لا يجد السوريون ما يأكلونه تتراكم الثروة بأيدي مجموعة قليلة من الناس وبشكل غير مشروع لان القانون غائب، الحاضر هو الدائرة المغلقة التي تحيط بالحكم ونصف الشعب يعيش في الفقر والنصف الآخر على خط الفقر».