المطلع على واقعنا في ظل طفرة سوق الأسهم هذه الأيام يجد أمراً محزناً جداً ألا وهو تهاون كثير من الملاك والمتداولين بالبيع والشراء في أسهم الشركات المساهمة والبنوك التي تتعامل بالقروض والسندات الربوية (التقليدية)، بل إن بعض المتعاملين بالأسهم لا يلقي لأمر الربا أي اهتمام، وعندما تناقش كثيرا منهم يقول لك نحن نضارب ولا نأخذ شيئاً من أرباح الشركة أو يقول جميع الناس يتعاملون في هذه الأسهم أو يقول إن هذا أمر قديم ونحن في عصر التطور والكمبيوتر والإنترنت، وهذا أمر خطير حيث إن الله سبحانه وتعالى قد حرَّم الربا ونهى عنه في مواضع كثيرة من كتابه الكريم فقد قال عزَّ من قائل: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الِرِبا) وهذه الآية واضحة وصالحة لكل زمان ومكان وغير قابلة للجدل، ولما لهذا الأمر من أهمية بالغة فإن لدينا دعوات إلى كل من: 1 - دعوة إلى كل مساهم بحضور جلسات الجمعية العمومية للشركة التي يساهم فيها عند انعقادها والمطالبة بتحويل الاستثمارات والقروض والسندات الربوية إلى استثمارات وتمويل وصكوك إسلامية، وإننا نجزم بإذن الله تعالى أن أعضاء مجالس الإدارة سوف يلبون رغباتكم ويقومون بتعديلها. 2 - دعوة إلى أعضاء مجالس الإدارات أن يقوموا بتحويل هذه القروض إلى تمويل إسلامي حيث إن الفرق بين تكلفة القرض الربوي (التقليدي) والتمويل الإسلامي ضئيل جداً مما سيرضي معظم المساهمين ويرفع سعر السهم وسوف يكون لكم الأجر في الدنيا والآخرة. 3 - دعوة إلى ملاك وأعضاء مجالس إدارة البنوك التقليدية، نعلم أنكم ولله الحمد في هذا البلد الطيب وفي ظل حكومته الرشيدة وفقها الله أنكم في طريقكم إلى وضع المزيد من المنتجات الإسلامية، بل إن بعض البنوك التقليدية على مشارف أن تكون إسلامية 100٪ ولله الحمد والبعض الآخر أصبح 50٪ وهي في تسابق، فنقول لكم وأنتم في ظل المرحلة المقبلة من نظام التجارة العالمي: إذا لم يتم تحويل البنوك التقليدية إلى إسلامية فإن الوضع لن يكون جيداً وخاصة أن البنوك العالمية سوف تنافسكم في السوق المحلي، وأما في حالة التمسك بالمصرفية الإسلامية فإننا على ثقة تامة بإذن الله بأنهم لن يمثلوا أي خطر على مستقبلكم ولله الحمد. 4 - دعوة إلى أصحاب الشركات التي سوف تطرح أسهمها للاكتتاب بأن يكون نشاط وتمويل الشركة شرعياً وهذا سيعود علكيم بالربح الوفير لأن معظم الشركات تطرح ما يقارب من ثلث أسهمها للتداول بينما يظل الباقي لمُلاك الشركة، فإذا كان شرعياً فإنه سيؤدي لا محالة إلى زيادة عدد المتداولين في أسهم الشركة وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع سعر السهم مما يحقق لكم الربحية في الدنيا والأجر في الآخرة. 5 - دعوة إلى مشايخنا الأفاضل وفقهم الله إلى توحيد الفتوى الشرعية لكل سهم وعدم إصدار الفتاوى المنفردة التي تحدث الخلاف مما يترتب عليه الشقة والإرباك والتهاون لدى المتداولين، حيث إن مجتمعنا ولله الحمد يحرص على إبراء الذمة لذا نرجو منهم إصدار فتوى واحدة لكل سهم يتم تداوله في السوق وعدم إصدار الفتوى المتباينة كما حدث مؤخراً في اكتتاب شركة ينساب بين من يحلل الشركة ومن يحرمها، مما جعل بعض المتداولين يرى أن الربا مختلف فيه أو أنه أمر يسير وهذا أمر مخالف للحقيقة، كما أن الأمة في ذمة علمائها في كل زمان ومكان خاصة وأن هذا الأمر يتعلق الآن بغالبية المجتمع إذ اتسعت شريحة المتعاملين بالأسهم حالياً ويتضح ذلك من الازدياد الهائل في أعداد المحافظ والتي شملت معظم فئات المجتمع. 6 - دعوة إلى هيئة سوق المال بأن تتأكد من أن الشركات والبنوك التي تعمل وفقاً للشريعة لديها لجنة شرعية لمراجعة أعمال الشركة، كما تلزمها بإيضاح اعتماد اللجنة الشرعية عند نشر القوائم المالية التي تصدر في الصحف المحلية والإنترنت. إن هدفنا من هذه الدعوات الحث على تجنب الربا حيث إن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر الربا شدد وأغلظ على أمره حيث جعل من يتعامل بالربا مُحارباً من الله ورسوله وأنزل فيه الوعيد الشديد، قال تعالى: {يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}. ولما خص الله المتعاملين بالربا بهذا الوصف وجعلهم في مصاف أعدائه الذين توعدهم بالحرب، فإن هذا يعني أن أمره أكبر مما يتصور كثير من الناس، ولا يغتر أحد من المسلمين بكون الربا لم ينزل فيه حدٌ دنيويٌ صريح بعقوبة دنيوية محددة كالزنا أو السرقة، فإنه يعتبر من الكبائر والعياذ بالله، نعم إنه من الكبائر، بل كذلك قد وقعت عليه لعنة الله سبحانه وتعالى أجارنا الله وإياكم منها، لذا نقول لك قف وحاسب نفسك قبل أن تُحاسب في يوم لا ينفع فيه الندم، فقد عملت عملاً وذنباً عظيماً، كما نرجو من إخواننا المتداولين الحرص كل الحرص على تجنبه وألاتنسيهم طفرة الأسهم التي نعيشها الآن والمكاسب السريعة هذا الأمر العظيم. والله أسأل أن يكفينا وإياكم بحلاله عن حرامه. ٭ رجل أعمال