أجدها مناسبة لأقول ما عندي عن عباءة شتوية.. مصنوعة من وبر الجمال، ولا يدخل في صنعها مادة أخرى. تلك العباءة اسمها «البيدي» شائعة في وسط بلادنا قديماً ولاتزال.. وبحثت عن أصل الكلمة في بعض المعاجم فلم أجد لها أصلاً فصيحاً وقلت لنفسي - وقد لا أكون على صواب - إن الكلمة جاءت من كلمة البيد، أو الفلاة حيث تظهر فائدة تلك العباءة خصوصاً في الشتاء القارص. ويقل استعمال هذه العباءة في الشرقية والغربية ويكثر في الشمال. العباءة تلك أُحبّ أن أسميها بالانجليزية THREE- IN-ONE لامكانية استعمالها فراشاً وغطاءً، وكذا يمكن استعمالها للذهاب إلى السوق أو إلى صالة أفراح. متينة - وتعيش سنين، ويأخذها المسافر برّا من باب «السفر خفيفاً» فلا فراش ولا غطاء غيرها. استعملها المسافر أيضاً في منزل المضيف، قبل الفنادق، كي لا يضايقه، فينام الضيف في المجلس مثلاً أو «القهوة» ويأذن لنومه أن يطيب نوماً طبيعياً لا يُشعر مضيّفه أنه - أي الضيف - عبئاً. عيب تلك العباءة أنها تمرّن لابسها على رياضة حمل الأثقال..! فهو يُرهق ويُثقل من لم يعتد على لبسه. ومرة كنت جالساً في ردهة فندق في بلد عربي لا يخلو من أيام يكون فيها البرد شديداً. فدخل رجل ومعه أهله وكان يلبس تلك العباءة «البيدي». وكنتُ أعرفه، وسلمت عليه ومزحت معه قائلاً إن الفندق دافئ ولا تحتاج إلى ما تحمل فقال: - اترك عنك.. أنا أنام بالبلكونة.. واحتاج إلى البيدي. فاقترحت عليه أن يُخبر الإدارة.. فقد لا يكون النوم في البلكونة.. مقبولاً.. وربّما احتجت إلى موافقة.