مواسم الزواجات تدنو. وباقترابها ندنو - كمجتمع - من اعتمادات مصروفات ثقيلة. سواء كنا الطرف الداعي أو المدعو. ولا حاجة بي للحديث عن متاعب الداعين... فهي معروفة.. أما متاعب المدعوين فهي أيضاً تتمثل في الاستعداد وما يرافقه. فليلة الفرح يذهب أهل المنزل. ويجهل ربّ المنزل كم يطول بهم الغياب...! وبذلت جهداً كي أعرف ما هي الزواجات التي يتوجب على الرجل فيها لبس العباءة.. وما هي ال ... «سبور» التي يمكن للمدعوين من الرجال الحضور لتلبية الدعوة دون عباءة. وقال لي صديق إذا كان الزواج في قاعة فخمة... في فندق فخم.. فعلى المدعو أن يكون أبهة ليتساوى مع غيره من الجالسين. أما إذا كان موقع الحفل في صالة متواضعة أو في استراحة فلا تنزعج ولا تقلق ولا تتقيد بالعباءة أو ال... «بشت». فالحاضرون سيكونون في وضع مشابه. مواسم الزواجات يفترض فيها أنها مواسم اغتباط وسعادة. لكنها - على الداعي والمدعو من النساء خاصة - تذكرني بالآية الكريمة: {ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم} - الذاريات. أحدهم تلقى دعوتين في أمسية واحدة. إحداهما من قريب اختار فندقاً كبيراً... ودعا رجالاً كباراً.. والأخرى من أحد معارفه في صالة أفراح عادية. والنتيجة انه لبى الأولى بعباءة ولبى الثانية بدون عباءة... ترك العباءة في السيارة.. وصدق ظنه عندما رأى المدعوين كلهم دون بشوت... أو مشالح. والعباءة هي الكلمة الفصحى لهذا الملبس المثير للجدل. فقد قال صاحب القاموس إنها كساء. أما كلمة بُشت فهو «موضع بخراسان». ولا أثر للكلمة أو صلة لها بالملبس. أما كلمة المشلح التي نستعملها غالباً فجاءت على أنها من التشليح أي التعرية. وقرأت في معجم الألفاظ الفارسية المعربة أن «البشت» عباءة واسعة. وهي أيضاً شتمْ معرب، وأصل معناه الظهر. وهو شتم لا يليق بالرجل. ولن أكتب ما يعني.. تصوروه أنتم...!