جاء في مسند الإمام أحمد قال حدثنا سويد بن عمرو الكلبي قال حدثنا شريك عن عبد الله بن عيسى عن جميع خال أبي بردة بن نيار «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى طعاماً فأدخل يده فيه فرأى غير ذلك فقال ليس منا من غشنا» ومضمون الحديث واضح لا يحتاج إلى شرح، وأقل ما يقال عن الغشاش أن ليس من عشيرة المسلمين ولا ينتمي إليهم، وبالطبع فإن عذابه في الآخرة شديد على النقيض من عقوبته في الدنيا التي تقتصر على قفل المحل لمدة أسبوع وغرامة 5000 خمسة آلاف ريال. وفي ظل هذه العقوبة ليس من المستغرب أن الذين لا يخشون عذاب الآخرة يقدمون على ممارسة كل أنواع الغش وخاصة في الأدوية والأطعمة، فهذه تباع جهاراً نهاراً بعد انتهاء صلاحياتها مما قد ينتج عنه التسمم والموت، كما أن اللحوم المفرومة تصنع من اللحوم المجمدة المستوردة من الباكستان وتباع على أنها طازجة، والأرز يستورد من سورينام وهو رخيص جداً ويباع على أنه بسمتي، والمشكلة أن الرقابة على الأسواق والصيدليات ضعيفة جداً وقد يقبض بين الحين والآخر على محل يبيع منتجات منتهية الصلاحية، ولكن هناك محلات كثيرة تمارس الغش دون أن يصل إليها أحد، وبالطبع فإن الغش لا يقتصر على الأطعمة والأغذية بل يمتد إلى كل السلع التي نستخدمها ومنها ما قد يتسبب في الموت كإطارات السيارات المنتهية الصلاحية، وإذا أردت أن تتأكد من ذلك في مدينة مثل جدة، فما عليك إلاّ أن تذهب إلى سوق الصواريخ لترى آلاف السلع المغشوشة التي تباع تحت سمع الحكومة وبصرها وقديماً قيل من أمن العقوبة أساء الأدب، والحل طبعاً في تشديد العقوبة والتشهير بالمحل أو التاجر الذي يمارس الغش، وقبل ذلك تعاون المواطنين وتبليغ الجهة المسئولة عما يكتشفونه من غش، فهل يتحقق شيء من ذلك؟