لم أفاجأ بقيام نحو ثلاثة آلاف محطة وقود بخلط ما تبيعه من بنزين 91 مع 95 مع اضافة بعض السوائل في عملية غش واضحة من المؤكد ان لها آثاراً على المركبات التي تستخدم ذلك البنزين المخلوط المغشوش من تلك المحطات بالاضافة الى ما يمكن ان تحدثه من تأثير على الصحة العامة وصحة البيئة وسبب عدم مفاجأتي بذلك الخبر التي نشرته بعض الصحف انه طالما قرأت أنا وغيري اخباراً عن انواع مختلفة من اساليب الغش يقوم بها الغشاشون ومن ذلك قيام بعض المزارع بسقيه منتجاتها الزراعية من الخضروات الورقية وغيرها من المنتجات الزراعية المستخدمة في الأطعمة تقوم بسقيه تلك المزارع بمياه الصرف الصحي غير المعالجة وانما التي تأتي مباشرة من شبكات الصرف الصحي او عن طريق الناقلات الصفراء التي تسحب المياه الآسنة من المنازل التي لا يوجد بها شبكة صرف صحي فتقوم تلك الناقلات بتفريغها في المزارع بطلب من اصحاب تلك المزارع ومن ثم بيع تلك المنتجات على المواطن والمقيم عن طريق حلقات الخضار لتستقر في بطونهم بما تحمله من مضار على الصحة العامة والخاصة قد تؤدي الى شتى انواع الأمراض الفتاكة. ومن ذلك ايضا ما يصل الى بعض المطاعم من لحوم غير صالحة تأخذ طريقها الى بطون الناس بعد طهيها واضافة بعض البهارات عليها ولكنها في النهاية تحمل السم القاتل وكم تسببت الأطعمة المعدة من اللحوم الفاسدة او من الاسماك المستخرجة من المناطق البحرية التي يبلغ مياهها الصرف الصحي كم تسببت في فشل كلوي أو اصابة الأكباد بالفيروسات المدمرة والقاتلة اما في مجال المعلبات والأغذية المنتهية الصلاحية أو الأدوية المزيفة والممنوعة أو غيرها من المبيعات في الأسواق التي عنوانها الغش المستطير حتى ان ملابس الاحرام المقلدة لم تسلم من الغش والغشاشين وكأنه توجد مصانع وشركات قائمة على صناعة مواد سواء غذائية او كهربائية او اثاث منزلي كل هذه المنتجات المغشوشة لا تباع الى على الغشاشين الذين يجيدون تصريف تلك البضائع المغشوشة. اما السؤال الكبير الذي يطرح نفسه فهو اذا كان كل ما ذكر وأكثر منه حاصل واقع وموجود وآثاره السلبية ثابتة والغش واضح والغشاش معروف وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا) لما للغش من دور مدمر على البلاد والعباد فلماذا تستمر اعمال الغش؟ ولماذا نجد هؤلاء يسرحون ويمرحون في مساحة مفتوحة؟ هل لعدم وجود رقابة آلية؟ أم لأن الرقابة ضعيفة ويستطيعون اختراقها؟ أم لأن العقوبات ليست حازمة جعلتهم لا يخافون منها لذلك اساءوا الأدب.